“على ما مساحته 1152 دونما”, إسرائيل تنشر مخططين استيطانيين لتوسيع مستوطنتي عيلي ومعاليه مخماس في الضفة الغربية المحتلة

في الثاني من شهر أيار من العام ,2021, نشرت اللجنة الفرعية للاستيطان التابعة للإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة مخططين استيطانيين جديدين يستهدفان مستوطنات إسرائيلية كبرى في شمال ووسط الضفة الغربية المحتلة.  وتقضي المخططات الصادرة بمصادرة مجمل مساحة 1152 دونما من الأراضي الفلسطينية لغرض البناء والتوسع الاستيطاني. واستهدفت المخططات الصادرة كل من مستوطنتي عيلي في الشمال ومستوطنتي معاليه مخماس في الوسط. فيما يلي تفاصيل المخططات الصادرة:-

المخطط الأول-مستوطنة عيلي الإسرائيلية شمال الضفة الغربية المحتلة: ويحمل المخطط الرقم 237/3  و يقضي بمصادرة 403.5 دونما من الأراضي الفلسطينية التي تتبع لكل من قريتي قريوت والساوية في محافظة سلفيت, على وجه الخصوص الحوض رقم 1 في المواقع المعروفة باسم جبل الخوانق, وموقع الخوانق والصنعة والخلة التي تتبع لقرية قريوت في محافظة سلفيت, هذا بالاضافة الى الحوض رقم 1 في المواقع المعروفة باسم جبل الرهوت والكروم القبله من اراضي قرية الساوية في محافظة سلفيت. ويقضي المخطط بتغيير تخصيص أراضي زراعية فلسطينية تتبع لقريتي الساوية و قريوت إلى مناطق عمرانية استيطانية (تصنيف  أ ، ج – بحسب التصنيفات الإسرائيلية) لبناء 629 وحدة استيطانية هذا بالإضافة الى تخصيص أراضي لمباني ومؤسسات عامة ومنطقة عامة مفتوحة وطرق ومباني تجارية. وتجدر الإشارة الى ان الأراضي الفلسطينية المستهدفة تتوسع المنطقة العمرانية الحالية للمستوطنة و بؤرتين استيطانيتين الى الشمال الشرقي من المستوطنة (نوف هاريم و نيفيه شوهام) حيث سيتم البناء في هذه المنطقة المفتوحة لضم البؤرتين الغير قانونيتين الى المستوطنة الام في خطوة من شأنها ان توسع من الأراضي التي تقوم عليها المستوطنة من خلال الضم الأحادي الجانب و الغير قانوني للبؤر الاستيطانية التي تحيط بمستوطنة عيلي لتصبح ضمن جزء منها.

و تجدر الإشارة الى أن المخطط الاستيطاني الصادر لتوسيع مستوطنة عيلي هو استكمال لمخطط سابق نشرته الإدارة المدنية الإسرائيلية في السابع و العشرين من شهر اذار من العام 2020 و الذي استهدف 1002 دونما من الأراضي الفلسطينية التي تتبع لكل من قرى الساوية و اللبن الشرقية لبناء 620 وحدة استيطانية أخرى في المستوطنة السابقة الذكر في الجهات الشرقية و الجنوبية لمستوطنة عيلي. الخارطة رقم 1

الخارطة رقم 1 : المخططات الاستيطانية الإسرائيلية لتوسيع مستوطنة عيلي الاسرائيلية

و الجدير بالذكر انه في الحادي والعشرين من شهر اذار من العام 2016, صدر أمرا عسكريا اسرائيليا عن ما يسمى بـ “حارس أملاك الغائبين وسلطة أراضي إسرائيل في يهودا والسامرة” الملحق بوزارة الاحتلال الإسرائيلية يقضي بمصادرة 2580 دونما من أراضي المحافظة وتحيط بمستوطنة عيلي الإسرائيلية بذريعة إعلانها “أراضي دولة”. وتتبع الأراضي المستهدفة في الامر العسكري الصادر كل من قرى قريوت والساوية واللبن الشرقية.  وبحسب أمر المصادرة، فإن ما يسمى بـ “فريق الخط الأزرق” في الإدارة المدنية صادق على تصنيف الأرض. علاوة على ذلك ، نص أمر المصادرة على أن الأمر الحالي يستند إلى أمر مصادرة سابق صادر في الثاني عشر من شهر أيار من العام 1983 حيث تم الإعلان فيع عن 2500 دونما من الأراضي الفلسطينية آنذاك على انها أراضي تتبع لدولة الاحتلال (أراضي دولة).

الخارطة رقم 2 : الامر العسكري الإسرائيلي الصادر في العام 2016

المخطط الثاني-مستوطنة معاليه مخماس الإسرائيلية وسط الضفة الغربية المحتلة: ويحمل المخطط الاستيطاني الرقم  225/3 و يقضي بمصادرة 749 دونما من الأراضي الفلسطينية التي تتبع لبلدة دير دبوان الفلسطينية في محافظة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة بهدف توسيع المستوطنة من الجهة الشمالية الغربية, وعلى وجه الخصوص في الحوض منظم رقم 32 في القطع 1, 24 و 57 بكاملها والحوض منظم رقم 33 , أجزاء من القطع رقم 69 و 3 و 70 و الحوض منظم رقم 36 في القطع رقم 19 (جزء من القطعة) و 117 (القطعة بكاملها) والحوض منظم رقم 38 في أجزاء من القطع رقم 224 و 223.

 والجدير بالذكر انه في الخامس من شهر نيسان من العام 2016, تم الكشف عن مخطط استيطاني اسرائيلي  لتحويل مستوطنة معاليه مخماس شرقي محافظة رام الله والمنطقة المحيطة بها إلى تجمع استيطاني ضخم ستشهد مصادرة وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية في محافظة رام الله. و يتضمن المخطط, بالإضافة الى مستوطنة معاليه مخماس, كل من مستوطنات ريمونيم وبيساغوت وكوخاف هشهار. وتم إطلاق هذا المخطط من قبل الحركة الاستيطانية الإسرائيلية الغير قانونية “أماناه” والتي تعمل بشكل غير قانوني على تطوير المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، ويروج لها ما يسمى “بالمجلس الإقليمي ميتح بنيامين” وبدعم من وزارة الاحتلال الإسرائيلية.  وحمل المخطط آنذاك الرقم 225/3 وهو ذات المخطط الذي تم المصادقة عليه اليوم وتستعتد إسرائيل لتنفيذه على ارض الواقع. وينص المخطط على مصادرة 749 دونما من الاراضي الفلسطينية شرقي معاليه مخماس للبناء الاستيطاني على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة، اضافة الى توسيع مستوطنات ريمونيم وبيساغوت وكوخاف هشاهار وشرعنة بؤرة استيطانية في المنطقة. يوضح الجدول 2 أدناه مئات الوحدات الاستيطانية التي سيتم بناؤها في كل من المستوطنات المذكورة أعلاه بحلول العام 2040 ، مما سيضر بشدة على التواصل الجغرافي للتجمعات الفلسطينية في المنطقة وسيحرم الفلسطينيين من حقهم في استخدام الأراضي المتبقية لهم للتوسع في المستقبل. الجدول رقم 2

ألخارطة رقم 2: المخطط الاستيطاني الاسرائيلي رقم 225/3

إن تنفيذ المخطط رقم 225/3 على ارض الواقع سيؤدي الى زيادة في تعداد المستوطنين الإسرائيليين في المستوطنات السابقة الذكر على مدى الـ العشرين عاما القادمة لتصل الى 77 ألف مستوطن إسرائيلي (عشر اضعاف التعداد الحالي للمستوطنات كما هو موضح بالجدول اعلاه ) الامر الذي سيعزز من السيطرة الإسرائيلية على المنطقة. كما أظهر تحليل المخطط رقم 225/3 أيضا الى أن المساحة المستهدفة والبالغة 749 دونما من الأراضي الفلسطينية مصنفة من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي على أنها “أراضي دولة مسجلة”.

وتجدر الإشارة الى ان المخطط رقم 225/3 سوف يعمل على خلق تجمع استيطاني إسرائيلي رابع يحيط بمدينة القدس ضمن ما تُطلق عليه اسرائيل “بمشروع القدس الكبرى”[1]، وهي التجمعات الاستيطانية الكبرى التي تحيط بمدينة القدس وتسعى اسرائيل جاهدة الى ضمها من خلال بناء جدار العزل العنصري الاسرائيلي لتصبح, وبشكل احادي الجانب, الحدود الجديدة لمدينة القدس المحتلة. وسوف يضم التجمع الاستيطاني الإسرائيلي كل من مستوطنات معاليه مخماس و بيساغوت و كوخاف هشاهار و بيت ايل و جيفع بنيامين و شعار بنيامين.

الخارطة رقم 3: التجمع الاستيطاني الإسرائيلي شمال مدينة القدس ضمن ما يسمى بمشروع “القدس الكبرى”

[1] (تجمع مستوطنات معاليه أدوميم الى الشرق من مدينة القدس وتجمع مستوطنات غوش عتصيون الى الجنوب الغربي من مدينة القدس وتجمع مستوطنات جفعات زئيف الى الشمال الغربي من مدينة القدس)

اعداد:
 معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج)