مع انتهاء مؤتمر انابولس الذي عقد في أواخر شهر تشرين ثاني الماضي، أعلن أرييه يتسحاكي، احد قادة المستوطنين في الضفة الغربية والذي كان قد تحصن على سقف أحد الأسطح أثناء إخلاء مستعمرة ‘شيرات يام’ في قطاع غزة، أن ‘المستوطنين لا يوافقون على الكتاب الأبيض للحكومة الإسرائيلية، والذي يمنع توسيع المستعمرات في الضفة الغربية، في إشارة الى الكتاب الأبيض الذي أصدرته حكومة بريطانيا الانتدابية في عام 1939 والذي اعتبر لصالح العرب في حينها. وأضاف يتسحاكي أن المستوطنين سيواصلون إقامة المستعمرات.
وكانت صحيفة هارتس الإسرائيلية قد ذكرت أن ناشطين من اليمين المتطرف يخططون لإقامة 5 بؤر استعمارية جديدة في الضفة الغربية. وقد تم الإعلان عن ذلك في مؤتمر عقد في القدس في بداية شهر كانون أول الحالي. وتشتمل على إقامة بؤر استعمارية جديدة بالقرب من مستعمرة ‘افرات’، و كذلك على التلة القريبة على أراضي مدينة حلحول في منطقة الخليل، وبالقرب من مستعمرة ‘حشمونائيم’، وبؤرة ‘هرحيفي’ قرب مستعمرة ‘ألون موريه’، على أراضي قرية دير الحطب في محافظة نابلس بالإضافة إلى البؤرة الاستعمارية ‘شفوت عامي’ على أراضي قرية تلفيت في محافظة نابلس، بالإضافة إلى البؤر الاستعمارية المحيطة بمستعمرة هار حوما في جبل أبو غنيم. أما عمليات التوسع فستشمل بناء وحدات سكنية جديدة في المستعمرات وتطوير البنية التحية في تلك المستعمرات والبؤر الاستعمارية من كهرباء و شوارع و معاهد دينية و مدارس.
وفعلا أقام المئات من المستوطنين بعد ظهر يوم الأحد الفائت الموافق 9/12/2007 هذه النقاط الاستيطانية الجديدة وقالوا أنهم يعتزمون المبيت فيها وأنهم سيسعون لزيادة عدد المستوطنين المقيمين فيها. وحدثت هذه التطورات تحت سمع وبصر جنود الاحتلال الذين لم يتدخلوا لمنع المستوطنين من احتلال تلك المناطق.
 |
( صورة رقم 1: مجموعة من المستوطنين تحتل تلة بين القدس ومستعمرة معالية
ادوميم يوم الأحد الفائت لإقامة بؤرة استيطانية جديدة) … صورة خاصة بجريدة القدس
ادوميم يوم الأحد الفائت لإقامة بؤرة استيطانية جديدة) … صورة خاصة بجريدة القدس
توسيع مستعمرة ريفافا
من جهة أخرى، يواصل ما يسمى مجلس المستعمرات في الضفة الغربية أعمال التوسعة والبناء في مستعمرة رفافا المقامة على أراضي قرية دير ستيا في محافظة سلفيت ( عدد السكان 4347 ، المساحة 43592 دونما منها 781 دونما فقط منطقة بناء، المصدر: نظام المعلومات الجغرافي في المركز). وتشمل أعمال التوسعة والبناء في تلك المستعمرة إضافة وحدات سكنية جديدة، كذلك بناء وتأسيس بؤرة استعمارية جديدة تقع إلى الجهة الشرقية الجنوبية من المستعمرة المذكورة. بالإضافة الى ذلك، أقدم المستوطنون في مستعمرة رفافا على الاستيلاء على الأراضي الزراعية المحيطة بالمستعمرة في خطة لتوسيع مساحتها مستقبلا.
وكانت سلطات الاحتلال قد بدأت في إنشاء المستعمرة عام 1991 على حساب أراضي قرية ديرستيا من الغرب، وتبلغ مساحتها الإجمالية الآن نحو 1540 دونما تشمل 160 دونما منطقة بناء. كما بلغ عدد المستعمرين فيها حتى نهاية 2005 نحو 827 ( المصدر: مؤسسة سلام الشرق الأوسط-واشنطن). انظر خارطة 1
 |
وقد شكلت مستعمرة رفافا ومنذ نشأتها على الأراضي الفلسطينية حجر عثرة امام توسيع منطقة البناء الخاصة بقرية ديرستيا المجاورة، بالإضافة إلى دورها في مصادرة الأراضي الزراعية المشجرة بالزيتون وفي منع رعاة الماشية من رعي المواشي في الأراضي القريبة من المستعمرة.
النشاط الاستعماري في محافظة سلفيت:
عند مقارنة محافظة سلفيت بباقي المحافظات الفلسطينية نجد أن محافظة سلفيت تتميز بالكثافة الاستعمارية العالية. ويعود السبب في ذلك الى قلة الكثافة السكانية نسبة الى مساحة المحافظة بالإضافة الى خصوبة تربتها ووفرة المياه الجوفية فيها وقربها من الخط الأخضر مما جعلها محط أنظار سلطات الاحتلال الإسرائيلية التي سارعت الى بناء المستعمرات فيها وتوسيعها وربطها بالخط الأخضر.
وتوجد الآن في محافظة سلفيت 17 مستعمرة قائمة على أراضي المحافظة وتحتل مساحة 38134 دونما ( 38.1 كم2) أي ما يعادل 18.6% من المساحة الاجمالة للمحافظة البالغة 204 كم2. ومن بين هذه المساحة هناك 8835 دونما (8.8 كم2) عبارة عن منطقة بناء. وهذا الرقم يمثل 4.3% من المساحة الإجمالية للمحافظة ( المصدر- وحدة البحث الميداني ونظام المعلومات الجغرافي في المركز).
بلغ عدد سكان المستعمرات المقامة على أراضي محافظة سلفيت حتى نهاية عام 2005 نحو 40 ألف مستعمر أي بما نسبته 8.8% من مجموع المستعمرين في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، و20% من مجموع المستعمرين في الضفة الغربية لوحدها (المصدر- مؤسسة سلام الشرق الاوسط-واشنطن ). انظر الخارطة 2
ومن الجدير بالذكر، أن بداية إنشاء المستعمرات على ارض محافظة سلفيت يعود إلى عام 1977 عندما تأسست مستعمرة القنا على أنقاض معسكر الجيش الأردني في منطقة جبل الحلو على أراضي قرية مسحة، ثم تتالت بعد ذلك الحملة الاستعمارية ليتم تأسيس المزيد من المستعمرات التي بعضها صناعي مثل مستعمرة البركان، او زراعي مثل معاليه اسرائيل ومنها ما هي للإسكان مثل رفافا ومنها ما هي تعليمية ودينية وسكنية مثل مستعمرة ارائيل.
من جهة أخرى، تعتبر مستعمرة ارئيل من كبرى المستعمرات على أراضي محافظة سلفيت، حيث يطلق عليها الاحتلال عاصمة السامرة ويعود تاريخ إنشاءها إلى عام 1978 عشية توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل. وقد بدأت المستعمرة بمصادرة نحو 500 دونم من أراضي قرية مردا ومدينة سلفيت لتتوسع مع مرور الوقت ولتصبح حدودها البلدية الان 13775 دونما على حساب أراضي قرى مردا وكفل حارس واسكاكا ومدينة سلفيت ولتتحول في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو إلى مدينة تضم كلية علمية ومصانع متنوعة وإسكان كبير بالإضافة إلى فنادق. ويقطنها الآن حسب إحصائيات عام 2005 نحو 16520 مستعمرا (المصدر- مؤسسة سلام الشرق الاوسط – واشنطن ) .
البؤر الاستعمارية العشوائية في محافظة سفليت
يوجد في محافظة سلفيت 9 بؤر استعمارية عشوائية، 6 منها تمت أقامتها بعد عام 2000م وتحتل مساحة 620 دونما على الأقل، وهي:
ارحما والتي اقيمت على مساحة 50 دونما.
تبوح الجديدة والتي اقيمت على مساحة 100 دونم من أراضي ياسوف.
بؤرة اخرى في منطقة خريمة الظهر مساحتها 200 دونم من أراضي بديا.
بؤرة أخرى على أراضي خلة حسان مساحتها 150 دونما من أراضي بديا.
بؤرة نفي مناحيم على مساحة 120 دونمـا من أراضي ديرستيا.
بؤرة جديدة لم يعرف اسمها بعد على الجبل الأزرق غربي قرية رافات (المصدر: وحدة البحث الميداني ونظام المعلومات الجغرافي الخاص بالمركز).
وبهذا، يبلغ عدد الدونمات المصادرة من قبل البؤر الاستعمارية حوالي 620 (0.62 كم2) أي ما عادل 0.3% من المساحة الإجمالية للمحافظة).
جدول(1): إجمالي مساحة الأراضي تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة حتى الآن
محافظة سلفيت
البند | المساحة بالكيلو متر المربع | نسبتها من المساحة الإجمالية للمحافظة |
مستعمرات ( مساحة الحدود البلدية بما فيها منطقة البناء) | 46.9 | 22.9 |
بؤر استعمارية عشوائية | 0.62 | 0.3 |
جدار الضم والتوسع | 33.3 | 16.3 |
طرق التفافية | 5.5 | 2.6 |
المجموع | 86.3 | 42.1 |
المصدر: – وحدة البحث الميداني ونظام المعلومات الجغرافي في المركز.
– مؤسسة سلام الشرق الأوسط.
 |
( خارطة 3)
