أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بتاريخ 19/7/2018، عن إيداع المخطط التفصيلي رقم (323) الذي يستهدف معسكر جيش الاحتلال المعروف بإسم ( روش هبكعا) المقام على أراضي المواطنين في محافظة طوباس، لتحويله إلى مستعمرة ومنح تراخيص بناء فيها، حيث بلغت مساحة المخطط ( 298 دونما) و يهدف إلى تحويل استخدامات الأرض من منطقة زراعية إلى " منطقة مؤسسات عامة للتربية، منشآت هندسية،مساحة عامة ومناطق مفتوحة وطرق" حسب إعلان الإيداع.
كما أظهر المخطط التفصيلي المودع للاعتراض بأن عددا من المباني والمنشآت القائمة داخل المعسكر سيتم هدمها وإزالتها لإعادة تنظيمها داخل منطقة التخطيط الجديدة.
الصورة 1: المخطط التفصيلي الذي نشره الاحتلال
ويعود تاريخ هذا المعسكر إلى عام 1956م حين أستملك الجيش العربي الأردني قطعة ارض تقدر بحوالي (45 دونما ) في المنطقة المعروفة باسم " الشويعر" وأنشأ معسكر عليها لحماية المنطقة، حيث أن هذه المنطقة لا تبعد سوى مسافة كيلومتر واحد تقريبا عن مجرى نهر الأردن، وتعتبر منطقة ذات بعد استراتيجي مميز، و كانت الأراضي المستملكة تعود لمزارعين من عائلة دراغمه من محافظة طوباس و كانت تستغل في الزراعات الحقلية سابقا.
و بعد احتلال الضفة الغربية في العام 1967م، استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي على معسكر " الشويعر" وأطلق عليه اسم " روش هبكعا" ، و كان المعسكر نقطة إنطلاق للتنكيل بسكان المنطقة الفلسطينيين، و نقطة انطلاق نحو تنفيذ هدم المساكن و المنشآت الزراعية في الأغوار و التضييق على السكان، وفي العام 1982م أصبح المعسكر مقرا للمخابرات الاسرائيلية و مركزا للتحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين حتى العام 1993م حيث قام جيش الاحتلال بالانسحاب منه.
وفي العام 2015م، بدأت مجموعات من المستعمرين بالعودة إلى المعسكر وقامت بتشكيل نواة لبؤرة استعمارية جديدة، ووضعت نحو 13 منزلا متنقلا على ارض المعسكر، وأقاموا مطعما سياحيا فيها، و تم تشكيل بؤرة استيطانية جديدة أطلق عليها اسم " بترونوت"، وقامت حكومة الاحتلال بالاعتراف بهذه البؤرة مطلع العام 2017م، و تم إدراجها ضمن المستعمرات والبؤر الاستعمارية المقامة على أراضي الأغوار التي تحتاج إلى تطوير و تنفيذ بنية تحتية فيها، في حين قام ما يسمى بمجلس المستعمرات في غور الأردن بدعم عملية البناء فيها، وتم إقامة مدرسة دينية فيها منتصف العام 2017، وعدد من الدفيئات الزراعية، كما يوجد فيها نقطة عسكرية لجيش الاحتلال لحراسة ومراقبة المكان.
الصور 2-3: منظر لمعسكر " بروش هبكعا"
وعن الاعتداءات التي نفذها المستعمرون المقيمون في هذه البؤرة، على المواطنين والمزارعين في المناطق القريبة منها، أفاد معتز بشارات مسئول ملف الأغوار في محافظة طوباس،
بأنه منذ العام 2015م و حتى الآن لم يمر شهر واحد دون رصد اعتداءات ينفذها هؤلاء المستعمرون، حيث يقومون و عبر ما يعرف " التركترون" بالتجول في مناطق الساكوت و الدير و المالح
و مطاردة رعاة المواشي و الاعتداء عليهم ، كذلك يقومون وبشكل متكرر باستدعاء الجيش و ما يعرف بسلطة حماية الطبيعية للتنكيل بالمزارعين و رعاة الأغنام و المواطنين
المتنزهين في المكان بهدف منعهم من الوصول إلى تلك المناطق
و ذكر نماذج حية لهذه الاعتداءات و التي من أبرزها ما تم مطلع العام الحالي حين قام المستعمرون بالاعتداء بالضرب المبرح على المزارع جمال احمد دراغمه و ابنه أيسر أثناء قيامهم بزراعة أراضيهم في منطقة الساكوت، حيث تفاجئوا بوجود المستعمرين هناك، و اللذين بدورهم قاموا بضرب المزارع و ابنه و قاموا أيضا باستدعاء جيش الاحتلال الى الموقع لاعتقالهم دون مبرر،
و في آخر اعتداء حصل في الثالث من شهر آب الحالي قام هؤلاء المستعمرين بالاعتداء على ثلاثة رعاة للأغنام في منطقة المالح و هم:
هلال عادل عليان دراغمه، محمد عادل عليان دراغمه و كمال عادل عليان دراغمه، حين كانوا يقومون برعي الأبقار في المنطقة، حيث قام المستعمرون بالاعتداء عليهم بالضرب
و قاموا باستدعاء جيش الاحتلال الى المكان حيث عمل على احتجازهم في الموقع حتى منتصف الليل، و قد منع جيش الاحتلال طواقم الهلال الأحمر من تقديم أي إسعافات أو مساعدة للمعتقلين.
إن عملية تحويل أرض معسكر عربي قديم إلى مستعمرة إسرائيلية يعتبر إعتداءا على القانون الدولي، فالمواقع العسكرية لا يجوز أن تستخدم إلا لنفس الغرض أو أن تتم إعادة الأرض إلى
أصحابها الأصليين،أما أن يتم تحويلها لمستعمرة ليهود غرباء وتوسعتها لأضعاف مساحتها الأصلية فهذا إجراء عدواني يهدف إلى التضييق على أصحاب الأراضي
الفلسطينية المجاورين والى زرع مستعمرات إسرائيلية عسكرية في المنطقة بالغة الحساسية لهذا الموقع.
كما تعتبر هذه الخطوة جزءا من مخططات حكومة الاحتلال لإنشاء سلسلة مستعمرات عسكرية قبالة نهر الأردن وفي الأغوار الفلسطينية
بعد أعلنت عن إقامة ثلاث مستعمرات في المنطقة تحت أسماء " سلعيت" ، " جفعات عيدن"، بالإضافة إلى مستعمرة " بترونوت".
اعداد: