- الانتهاك: مخطط استعماري لتمديد مصادرة 800 دونماً زراعياً لصالح مستعمرة "شيلو".
- الموقع: المنطقة الجنوبية من قرية قريوت.
- تاريخ الانتهاك: 27 آذار 2014م.
- الجهة المتضررة: أهالي قرية قريوت.
تفاصيل الانتهاك:
أعلنت ما تسمى اللجنة الفرعية للاستيطان التابعة لمجلس التنظيم الأعلى في الإدارة المدنية الإسرائيلية عن إيداع مخطط تفصيلي[1] يحمل رقم (15/205 ) تعديلاً للمخطط الإقليمي (S/15) والصادر في شهر تشرين الثاني 2010م، حيث تم الإعلان عن المخطط في صحيفة القدس في 27 آذار 2014م صفحة 34، حيث يتم نشر مثل هذه الإعلانات بصورة غير واضحة من حيث الموقع ومالكي الأراضي كما انه يتم وضعها بطريقة غير ملفتة للنظر.
وبحسب المخطط الجديد فانه سيتم تغيير صفة استعمال الأراضي قد سبق وصادرها الاحتلال سابقاً والواقعة ضمن الحوض الطبيعي رقم (1) موقع "رأس مويس" وموقع " البطاين"، كذلك ضمن الحوض (4) موقع " سيلون" وموقع " الصرارة" من أراضي قرية قريوت تحديداً في الجهة الجنوبية والمحاذية لمستعمرة " شيلو" والطريق الالتفافي رقم "60".
يذكر انه وبحسب ما ورد في الإعلان فانه سيتم تغيير طبيعة الأراضي سابقة الذكر من أراض سياحية وزراعية حسب وصف الاحتلال إلى أراض تجارية بالإضافة إلى إقامة حديقة آثار نموذجية على أراض خربة سيلون بالإضافة إلى إقامة مزارع نموذجية مع تحديد قيود على صفة استعمال الأراضي وإقامة المباني فيها.
صورة 1: عن الإعلان الذي تم نشره في صحيفة القدس
عند تنفيذ المخطط ينتهي حلم أهالي القرية بفتح مدخل قريتهم الجنوبي:
إن هذا المخطط سيعني بكل بساطة القضاء على أي فرصة في إعادة فتح طريق قريوت الجنوبي والرابط مع الخط رقم "60" والذي كان يوفر على أهالي القرية قرابة 20 كيلومتراً باتجاه مدينة رام الله، مما يعني المزيد من المعاناة لأهالي القرية التي أنهكها الاستيطان.
من جهته أفاد السيد بشار القريوتي نائب رئيس مجلس قروي قريوت لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: (( هناك خطر حقيقي سيكون له تبعات سلبية كبيرة ليس فقط على الوضع الاقتصادي في قرية قريوت بل سيطال الأثر السلبي جميع جوانب الحياة في القرية، فبحسب المخططات فإن مجموع الأراضي التي تقع ضمن نطاق الهدف لا تقل عن 800 دونم زراعي تعود في ملكيتها لأهالي القرية، وكانت سابقاً مصدر دخل لعشرات العائلات الزراعية في القرية)).
صورة 2: الموقع المستهدف حسب الإعلان / قرية قريوت
تهويد خربة سيلون بالكامل:
يذكر أن وبحسب الإعلان فان الاحتلال يشرع لنفسه تغيير معالم خربة سيلون لإقامة متحف إسرائيلي مكانها ولإقامة منطقة سياحية على أنقاض آثار المنطقة التاريخية الفلسطينية، حيث تندرج هده الخطوة في إطار تهويد المنطقة وتغيير الطابع التاريخي الفلسطيني منها.
وتجري الاستعدادات قريباً إلى افتتاح المنطقة (خربة سيلون) أو ما يسمى (شيلو) حسب وصف الاحتلال وذلك خلال أيام على اعتبارها منطقة أثرية يهودية وليست فلسطينية، حيث تنتهي اللمسات الأخيرة لتدشين مركز سياحي جديد للزائرين على رأس تله مطلة على خربة سيلون.
صورة 3: توضح الحفريات في خربة سيلون حيث يتم تغيير معالم المنطقة
ورصدت حكومة الاحتلال لتنفيذ هذا المخطط ملايين الدولارات، ومن المقرر افتتاحه خلال أسابيع . ويتضمن المركز الجديد بناية مستديرة الشكل ذات قباب مستندة على حجر مثلث الشكل، وحسب الرواية الإسرائيلية المزورة فإن في هذا المكان توجد بقايا لتابوت من العهد القديم، والذي احضره الإسرائيليون معهم حين جعلوا "شيلو" عاصمةً لهم. يذكر أن ما تسمى بوزارة المعارف الإسرائيلية إبان عهد الحكومة الماضية، كانت قد أعلنت أن خربة سيلون هي منطقة ضمن التراث اليهودي، وضمن خارطة برنامج الرحل المدرسية السنوية لليهود المتدينين، ويأتي هذا بالتزامن مع الإعلان عن الحرم الإبراهيمي في الخليل وقبر يوسف في نابلس على أنهما جزءان من التراث اليهودي.
ومن الجدير بالذكر أن خربة سيلون غنية بكنوزها المعمارية حيث تحتفظ بآثار حقب عدة وحضارات مختلفة، من ضمنها الكنعانية والرومانية والبيزنطية، إضافة إلى الإسلامية. وتوجد فيها آثار من سكنوا فلسطين منذ الأزل ليومنا هذا. من أشهر معالمها المسجد العمري وهو مسجد قديم يعود للفترة العباسية، وهناك كنيستان تعودان للحقبة الرومانية تتزينان بالفسيفساء على جدرانها بصورة جمالية أخاذة وملفتة للانتباه. وهناك المغر وهي بالعادة بيوت أو قبور رومانية محفورة داخل الصخر، تضم في ثنياتها رفات الملوك والأمراء والنبلاء ممن عاشوا في تلك الحقب.
وتعد الآبار الرومانية المحفورة داخل الصخر من ابرز المعالم الأثرية هناك، حيث كانت تلك الآبار الصخرية تجمع المياه في بركة صخرية ضخمة، وكانت البركة مصدراً لري مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية. بالإضافة إلى ما تقدم توجد "الميده"، وهي منطقة وصلنا عن الأجداد أنها المكان الذي نزلت فيه المائدة على سيدنا عيسى.
مخطط لإقامة مستعمرة شيلو الكبرى:
من جهة أخرى أكد السيد غسان دغلس مسؤول – الناشط في مقاومة الاستيطان – لباحث مركز أبحاث الأراضي" هناك مخطط قديم لإقامة مدينة شيلو الكبرى على غرار ما تسمى بمدينة ارائيل في الضفة الغربية، ومدينة شيلو المخطط لها يهدف بشكل أساسي في تثبيت الوجود اليهودي في الضفة الغربية والقضاء بشكل نهائي على جميع مخططات التسوية مع الفلسطينيين، حيث سيتم دمج البؤرة الاستعمارية "جفعات ارائيل" بمستعمرة "شيلو" ومستعمرات "عيليه" و "شفوت راحيل" كذلك "عادي عاد" عبر مشاريع بنيوية تكفل تواصل تلك المستعمرات مع بعضها عبر سلسلة مشاريع موحدة تؤدي في نهاية المطاف إلى تنفيذ مخطط مدينة شيلو الكبرى، فما يجري اليوم إلا واحد من هذه المشاريع سابقة الذكر.
يشار إلى أن مستعمرة "شيلو" تأسست في بداية الثمانينات من القرن الماضي، حيث تضم مراكز دينية وكنيس لتعليم التوراة وكذلك لتأهيل الحاخامات المتطرفين، حيث يصادر من أراض قرية قريوت ما لا يقل عن 450 دونماً.
لمحة عامة عن قرية قريوت[2]:
تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس على بعد 20كم يصل إليها طريق محلي يربطها بالطريق الرئيسي نابلس – القدس طوله 4.5 كم علما بأنه مغلق منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000م . تبلغ مساحة أراضيها 8,471 دونماً منها 312 دونماً مساحة مسطح البناء، وبلغ عدد سكان القرية 2,321 نسمة، وصادر الاحتلال الإسرائيلي منها 1332 دونماً لصالح المستعمرات التالية:
- مستعمرة شيلو: صادرت من أراضي قرية قريوت نحو 779 دونماً، وبلغ مسطح البناء لها 1347 دونماً، وتأسست عام 1978.
إعلان عن مخطط هيكلي أو مخطط تنظيم تفصيلي: ويتم الإعلان عنه من أجل تخطيط موقع استيطاني جديد، أو تعديل توسيعي لمخطط هيكلي لمستعمرة قائمة، ومن اجل إعادة تنظيم موقع من استخدام لاستخدام آخر – وعادةً يحدث ذلك في أراضي صودرت وصنفت على أنها للمنفعة العامة عندما تكون في حيازة الفلسطيني – ثم يتم إعادة تصنيفها كمنطقة سكنية أو خدمات أخرى لصالح المستعمرة عندما تتحول حيازتها لصالح المستعمرين الإسرائيليين، ويصدر هذا الإعلان عن "الإدارة المدنية لمنطقة يهودا والسامرة – مجلس التنظيم الأعلى – اللجنة الفرعية للاستيطان".
وهذه الإجراءات في حقيقتها هي تعبير واضح عن عنصرية دولة إسرائيل وحكوماتها، فهذه الإجراءات هي أسوأ من كافة إجراءات الابرتهايد التي عرفت سابقاً في جنوب إفريقيا.
[2] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي
اعداد: مركز أبحاث الاراضي – القدس