lموقع المستوطنة: تقع مستعمرة كرمي تسور على أراضي بلدتي حلحول ( شعب الحاج، وادي الأمير، شعب معيصر، شعب أبو يوسف) وبيت أمر ( تلة ظهر جالس) أي على بعد 9 كم من مدينة الخليل.
نشأة المستوطنة: عام 1984.
مساحة البناء: تقدر مساحة البناء بـ نحو 160 دونم.
عدد سكان المستوطنة: يقدر عدد سكان المستوطنة نحو 713 نسمة.
توسيع البؤرة الاستعمارية المرتبطة بكرمي تسور :
في الوقت الذي يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي ‘ ايهود أولمرت’ عن نيته تفكيك وإزالة البؤر الاستعمارية، تقوم السلطات الإسرائيلية برفقة مستوطنين متطرفين في 26 كانون ثاني 2008 بإضافة خمسة كرفانات على مساحة تقدر بـ 3 دونمات تعود لعائلتي أبو يوسف وابودية في موقع شعب أبو يوسف من أراضي حلحول، حيث ان هذه الكرفانات أضيفت إلى البؤرة الاستيطانية الواقعة غرب مستعمرة ‘كرمي تسور’ والتي أقيمت في عام 2001، وتم إضافة أعمدة إنارة في البؤرة الاستعمارية التي يجري توسيعها، حيث تم تجريف أربعة دونمات قبل وضع هذه الكرفانات وتهيئة شارع لربط هذه الكرفانات بالبؤرة الاستعمارية التي تبعد عن محور مستعمرة كرمي تسور نحو 20 دونماً مزروعة بالكرمة وأشجار لوزيات تم عزلها بالكامل ومنع أصحابها من الوصول إليها لحماية المستعمرين هناك.
ابرز الانتهاكات التي قام بها مستعمري ‘كرمي تسور’ على المزارعين وأراضيهم:
منذ أن نشأت مستعمرة كرمي تسور وسكانها يقومون بالاعتداء على المزارعين وأراضيهم، وابرز هذه الانتهاكات والاعتداءات:
في عام 1984 تم الاعتداء على المزارع رجب مصلح عواد أبو يوسف أثناء تواجده في أرضه وتم طرده ومُنع من دخولها وبتواطؤ من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
كما تم في عام 1984 مصادرة 25 دونماً بموجب أمر عسكري صدر من محكمة الاحتلال بحجة وضع سياج على محيط المستوطنة على حساب أراضي بلدة حلحول.
وفي عام 1998 تم الاعتداء على أراضي تعود لعائلات: مضية وأبو دية، وذلك بسبب إزالة السياج القديم ووضع سياج آخر بهدف توسيع المستوطنة، حيث تم عزل ما مساحته 15 دونماً ثم مصادرتها.
وفي أيلول 2000 بدأت انتفاضة الأقصى ومنع المزارعين من وصول أراضيهم، الأمر الذي استغله المستعمرون المتطرفون وقاموا بتسميم كروم العنب والأراضي هناك، وعرف من المزارعين الذين منعوا من الوصول الى أراضيهم ( ورثة الحاج علي مضية، ورثة الحاج محمد عبد العزيز مضية، ورثة الحاج حجازي مضية، وعبد الله مضية)، وتقدر مساحة الأرض بنحو 15 دونم منعوا من الدخول إليها بسبب قربها من الشارع الاستيطاني.
وفي عام 2001، كثف المستعمرون من نشاطاتهم الاستعمارية، حيث أقاموا كرفانات ومساكن على بعد نحو 25 دونماً من المستوطنة على أراضي شعب أبو يوسف وشعب الحاج من أراضي بلدة حلحول وجزء من أراضي بيت أمر، والهدف الرئيسي هو فقط مصادرة المزيد من الأراضي. كما تم شق طريق استيطاني لهذه الكرفانات ونصب أعمدة إنارة لصالح هذه الكرفانات.
في آذار 2003 قام المستعمرون بالاعتداء على الأرض بوضع أنابيب تنقيط وقاموا بزراعة الأراضي بأشجار زينة، الأمر الذي استنكره المزارعين من أصحاب الأراضي الفلسطينية عند زيارتهم لأرضهم وقاموا بإزالة هذا الاعتداء، وفي نفس الوقت قام المستعمرين المتطرفين بتسميم كروم العنب بمادة سامة انتقاماً لعمل المزارعين، وقام المزارعين بإحضار خبير زراعي للكشف عن سبب شلل الكرمة، وأكد الخبير بوجود مادة سامة تم رشها على الكرمة.
وفي عام 2006 قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بوضع جدار من الأسلاك الشائكة يبعد نحو 20 دونماً من السياج القديم بهدف حماية المستعمرين والتهام المزيد من الأراضي، وتعود الأراضي المعزولة ما بين السياج والجدار الى المواطنين: عبد الله أبو دية، محمود مصطفى أبو دية، خليل محمد عبد ربه أبو دية، ورثة الحج حجازي مضية، محمد عبد العزيز مضية، يعقوب صابر البربراوي، بدر محمد عيسى أبو يوسف، حمدي أبو يوسف، عبد الله عقل وإخوانه.
وقام مركز أبحاث الأراضي بمقابلة احد مزارعي بلدة حلحول من عائلة مضية الذي شهد على اعتداءات المستعمرين منذ سنة 1984 حتى اليوم، وأفاد بالتالي:
نتعرض باستمرار الى اعتداءات المستعمرين وبتواطؤ من سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تحرس المستوطنة، ونسقنا كثيراً مع الارتباط المدني الفلسطيني للوصول الى أراضينا لكن دون فائدة، و في كانون أول 2007 قدمنا نحن ( أصحاب الكروم المحيطة بمستوطنة كرمي تسور) مذكرة إلى المسؤول اليهودي عن الأراضي المحيطة بالمستوطنة شكوى بسبب خراب الكروم جراء الإجراءات العسكرية المفروضة علينا ومنعنا من وصول أراضينا إلا في أوقات محدودة فقط لحماية ‘أمن المستوطنين’، وطالبنا بالسماح لنا بإدخال آليات ثقيلة (جرافات وتراكتورات قوية) من اجل تعمير الأرض وزراعتها من جديد لأنها أصبحت بور بسبب هذه الإجراءات. ووعدنا المسؤول الإسرائيلي بدعوة المزارعين إلى المواقع على الطبيعة وتحديد الأراضي التي سيسمح الوصول إليها. ولا زلنا ننتظر، وسنبقى نقدم الشكاوي على اعتبارها وسيلة لبدء حملة إنقاذ الأرض من التوسع الاستيطاني.
ذاكرة المزارع مضية لا تمحو شيئاً من واقع مؤلم عاشه في أرضه، حيث استذكر أشياء لا تمحوها السنين:
يقول المزارع مضية: في نيسان 2005 ذهبنا الى أرضنا أنا ومزارع آخر لنفلح الأرض إلا ان مجموعة من المستعمرين جاءوا إلينا وطلبوا منّا إخلاء أرضنا إلا أننا رفضنا وبقوا بجانبنا الى ان انهينا العمل بالكامل، فقلت لإحدى المستعمرين هناك ها نحن انهينا متى سنعيش بسلام؟ … رد علي المستعمر لن تنعموا بسلام هنا إذا أردتم السلام ارحلوا الى شرق الأردن، وفي الحال طردونا أنا والمزارع الذي كان برفقتي ومنعونا من إكمال أعمال الحراثة. الكلمات هذه لا ولن تمحيها السنين من ذاكرة هذا المزارع الذي يذكر كل شيء بالتفصيل عن اعتداءات المستعمرين على أرضه وأراضي بلدة حلحول.
نبذة عن مدينة حلحول:
تقع مدينة حلحول على بعد 7 كم من شمال مدينة الخليل، وتبلغ مساحة حلحول الإجمالية 39 ألف دونم منها 9000 دونم للمدينة والباقي أراضي زراعية مزروعة بأشجار العنب واللوزيات والخوخ، وترتفع عن سطح البحر 1050 متر وتعتبر أعلى نقطة في فلسطين، ويقدر عدد سكان حلحول تقريباً نحو 22,413 نسمة حسب الإحصائيات لعام 2007.
شارع 60 الاستيطاني:
التهم شارع 60 الالتفافي الذي يربط المستوطنات المقامة في مدينة الخليل بعضها ببعض المزيد من أراضي مدينة حلحول والتي تعود لعائلات: أبو ريان، السعدة، الدودة، والكرجة، وتقدر بمئات الدونمات. هذا وان الأراضي المحاذية لهذا الشارع أصبحت بوراً بفعل الإجراءات العسكرية والاغلاقات، مما تسبب في خسارة كبيرة لأهالي المدينة.
نقاط تفتيش وحواجز عسكرية :
ولحماية المستعمرين الذين يمرون من شارع رقم ’60’ قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوضع نقطتي تفتيش الأول على مدخل مدينة حلحول الشرقي ( النبي يونس) على طريق القدس – الخليل، وأقاموا بوابة حديدية وسواتر إسمنتية على تقاطع حلحول – سعير مع شارع رقم 60، والثاني على مدخل مدينة حلحول الجنوبي والمسمى ‘ جسر حلحول’ الذي يربط مدينة الخليل بمدينة بيت لحم حيث يوجد أبراج عسكرية على المدخلين لحماية المستعمرين اليهود.
هذا وفي عام 2002 أقام الاحتلال الإسرائيلي سواتر ترابية على مدخل مدينة حلحول الشمالي والمسمى ‘ الحواور’، ما أدى الى تدهور الوضع الاقتصادي والزراعي في المدينة بسبب هذه الإجراءات العسكرية المعقدة على مداخل المدينة وخاصة المواطنين الذين يقطنون في منطقة الحواور حيث تم إغلاق العديد من المنشآت والمحلات التجارية هناك.
ماذا بعد:
في مؤتمر انابوليس صرح رئيس وزراء إسرائيلي بأنه سيعمل على تفكيك ما أسماه بـ ‘البؤر الاستيطانية’، كما صرح بأنه سيوقف أي نشاط استيطاني – بناء أو توسيع – حتى لو كان في طور التنفيذ.
ما يحدث اليوم يثبت عكس ذلك تماماً … فمن هو الجانب الذي يخل بالاتفاقيات … ومن الذي يكذب على المجتمع الدولي ويستهزئ بالشرعية الدولية …؟
أما آن الأوان لهذه الشرعية ان تدافع عن سمعتها وعن كرامة الإنسان …!؟.