يعاني المزارعون في الريف الشرقي من محافظة قلقيلية موجة عنيفة من الاعتداءات المتكررة من قبل المستعمرين المتطرفين، حيث يعيشها أهالي ومزارعي قرى جيت وفرعتا وتل المحاذية للبؤرة الاستعمارية ‘غلعاد زوهر’، وذلك منذ بداية تأسيس البؤرة الاستعمارية عام 2001م وحتى تاريخ اليوم. تجدر الإشارة إلى انه قبل حوالي 11 سنوات اغتصب عدد من المستعمرين، وبمساندة من الجيش الإسرائيلي مساحات واسعة من أراضي قرى (فرعتا، اماتين، صرة، تل)، وذلك لإقامة نواة استعمارية ما لبثت أن اتسعت رقعتها يوماً بعد يوم، ملتهمة المزيد من أراضي تلك القرى، لتشكل في وقت لاحق مستعمرة إسرائيلية كبيرة، سميت’بمزرعة جلعاد زوهر’، نسبة إلى أولاد المستعمر زوهر، حيث بدأت من هنا رحلة المعاناة المستمرة لأهالي القرى المجاورة منذ اليوم الأول من استيلاء المستعمرين على ارضي المواطنين.
وأخذت اعتداءات وعربدة المستعمرين طابع الشكل الدوري وبأشكال عديدة من أبرزها حرق محاصيل المزارعين خلال موسم الحصاد إلى الاعتداء عليهم بالضرب والانتهاء بسرقة وقتل مواشيهم وإتلاف أدواتهم الزراعية علاوة على مهاجمة بيوتهم السكنية وتخريبها، حيث خلال عام واحد تم تسجيل أكثر من 40 حالة اعتداء من قبل هؤلاء المستعمرين على المزارعين في تلك القرى وبمختلف الأشكال سابقة الذكر دون وجود رادع أو جهة قانونية تلزمهم حدودهم، حيث أن المزارعين الفلسطينيين يقومون بتقديم شكوى للارتباط الإسرائيلي ضد أولاد زوهر في كل مرة ولكن دون جدوى أو فائدة تذكر.
واليوم وبعد أكثر من 11 عاماً على تأسيس البؤرة الاستعمارية ‘جلعاد زوهر’ يواصل المستعمرون بمباركة مؤسسات الاحتلال على الاستيلاء على ما يزيد عن 200 دونم من الأراضي الزراعية وتحويلها إلى ما أشبه بكبوتس زراعي فيها، عدى عن كون هذه البؤرة تعد معقلاً لتغذية التطرف وبالإضافة إلى كونه نقطة لتجميع المتطرفين للشن الهجمات والاعتداءات، مع الإشارة إلى أن هناك أبراج مراقبة لجيش الاحتلال تحيط بالبؤرة الاستعمارية وتعمل على حراسة المستعمرين وتأمين الحماية لهم.
يشار إلى انه وبحسب البيانات المتوفرة، فإن الاعتداءات من قبل هؤلاء المستعمرين تتم بطريقة منظمة من قبل أحفاد المستعمر زوهر كبير المستعمرين في الضفة الغربية، حيث بدورهم يقومون بجلب عدد كبير من المستعمرين المتطرفين من مستعمرة ‘كريات أربع’ باتجاه البؤرة الاستعمارية في كل يوم سبت عبر حافلات لتشكيل عصابة تهاجم المزارعين في القرى سابقة الذكر.
وفوق هذا وذاك، يعتبر هؤلاء المتطرفين حسب معتقداتهم التي يستمدونها من كبار حاخامين دولة الاحتلال أن قتل العرب واقتلاع الأشجار تنجيهم من عذاب الآخرة، وأن قتل العربي هو واجب ديني حسب ما يعتقدون. لذلك ووفق هذه المعطيات، لا يدّخر المستعمرون جهداً ولا مناسبة إلا واستغلوها في أعمال التخريب والعربدة بدعم مطلق من الاحتلال الإسرائيلي، فهؤلاء المستعمرين على ارض الواقع ينفذون أجندة الاحتلال الإسرائيلي.
Categories:
Israeli Violations