وجهت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إخطارات بوقف العمل في مدرسة سوسيا الأساسية ، وطريق ترابي موصل إلى المدرسة جنوب بلدة يطا . وأفاد مدير المدرسة محمد الجبور لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ لقد بدأ العمل في إنشاء مدرسة سوسيا في شهر 10/2010 عبر إقامة خيام وتدريس الأطفال فيها، وسط ظروف صعبة لا تليق بوضع مدرسة في العصر الحديث، حيث تم إنشاء 4 خيام للطلبة وخيمة للمعلمين ‘ .
 |  |
الصور 1+2 : الإخطارات التي وجهها الاحتلال للمدرسة ومرافقها
وأضاف ‘ لقد هبت عاصفة قوية على المنطقة في شهر 12/2010 ما أدى إلى اقتلاع وتدمير الخيام، فاضطريت لجمع التبرعات من المواطنين وأهل الخير وعمل غرف من الطوب على ارتفاع 1,5م وسقفها بالخيام لإيواء الطلبة والعمل على مواصلة تعليمهم في هذه الظروف، ثم تقدمت مؤسسة ‘ اكسز ايد ‘ بمساعدتنا في إتمام بناء المدرسة من خلال تقديم الطوب والمساهمة في سقفها بالصفيح وإقامة مشرب للطلبة ودورة مياه ، فتم إنشاء 4 غرف صفية وغرف للمعلمين.وتفاجئنا بقيام ضابط في الإدارة المدنية التابعة للاحتلال ويدعى حسام بمطالبتنا بوقف العمل في المدرسة بحجة أن هذه المنطقة ممنوع البناء فيها، وحاولنا استيضاح الأمر والعودة إلى الخرائط والمخططات ومراجعة مؤسسة OCHA ، فاخبرنا ضابط في سلطات الاحتلال بأن لا مانع من إقامة المدرسة في هذا المكان ‘ .
 |  |
 |
الصور 3-5: مدرسة سوسيا ومرافقها
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال عادت وسلمته إخطاراً مكتوباً في 23/10/2011 ، يقضي بوقف العمل في المدرسة وكافة مرافقها، وإخطاراً آخراً بوقف العمل في الطريق الترابي الذي تعمل مؤسسة ‘العمل ضد الجوع ‘ على تأهيل هذا الطريق عبر تشغيل مواطني البطالة فيه. وكان العمل قد بدأ في تأهيل هذا الطريق في 1/10/2011، ويبلغ طوله نصف كيلو متر، وقد قامت سلطات الاحتلال بمصادرة آلة كانت تعمل في الطريق .
وأوضح مدير المدرسة ان ديونا تقدر ب ( 8000 ) شيكل قد تراكمت على المدرسة هي أثمان مواد بناء ومواد تم تأمينها للمدرسة ، وهو يسعى لطلب التبرعات لتوفير بيئة تناسب ولو بالقليل احتياجات الطلبة ، ومع ذلك فقد هددت سلطات الاحتلال بهدم المدرسة التي يدرس فيها 37 طالباً ، ويدرس فيها 7 معلمين بالإضافة إلى مدير المدرسة.
وعن ممارسات سلطات الاحتلال والمستعمرين بحق مدرسة سوسيا والطلبة فيها ، أفاد الجبور بأن جنود الاحتلال عملوا مطلع العام الدراسي على طرد المعلمين والطلبة من المدرسة ، كذلك طردوا العمال من الطريق الذين يعملون على إعادة تأهيله ، فضلاً عن قيام المستعمرين بمطاردة ومهاجمة الطلبة على الشارع الواصل ما بين بيوتهم والمدرسة، وإطلاق الكلاب عليهم، ما أدى الى إصابة بعض الطلبة وإرعاب آخرين.
فيما أفاد فادي شريتح احد المعلمين في المدرسة بالتالي ‘ في الفصل الثاني من العام الماضي قام قطعان من المستوطنين بالاعتداء على عائلة إحدى الطالبات مما انعكس سلباً على نفسية الطالبة وبالتالي على تحصيلها علماً بأن الطالبة هي الأولى على المدرسة ‘ . كما طالب مدير المدرسة الجهات الحقوقية والإنسانية ومؤسسات حقوق الطفل بالعمل على كف ممارسات الاحتلال بحق مدرسة سوسيا وطلبتها، وطالب بالمساعدة على توفير محامي يتولى الدفاع عن احد حقوق الإنسان وهو الحق في التعليم الذي كفلته الشرائع الدولية، لافتاً إلى ما اسماه بالكارثة التعليمية التي ستحل بالأطفال في خربة سوسيا في حال أقدمت سلطات الاحتلال على هدم المدرسة الوحيدة في الخربة التي ينهشها الاستيطان من كل جانب .
