شرعت قوات الاحتلال منذ منتصف شهر شباط 2009 في أعمال التجريف في أراضي قرية مسحة غرب محافظة سلفيت والمعزولة خلف جدار العزل الإسرائيلي من الجهة الغربية، حيث تقع الأراضي التي يشملها أعمال التجريف والبالغ مساحتها حوالي 22 دونماً في حوض رقم’4′ ( أحواض أبو زريق) والتي تعود ملكيتها لكل من السيد رمضان يوسف إبراهيم عامر والسيد صباح عبد الكريم عامر، علماً بأن قوات الاحتلال تماطل في إعطاء أصحاب الأراضي المجرفة أي تصاريح للوصول إلى أراضيهم المعزولة وذلك منذ عام 2004م.
توسيع المستعمرة إن الأراضي التي يشملها التجريف مزروعة بأشجار الزيتون وتعتبر مصدر دخل تكميلي لأصحاب الأراضي المتضررة، حيث تتزامن أعمال التجريف مع أعمال توسيع للمستعمرات والتي تشهد هذه الأيام أعمالاً توسعية بصورة متسارعة وبشكل لم يشهد له مثيل، وتتركز تلك التوسعات في مستعمرة الكانا A ، B ( تأسست عام 1977م ، المساحة الإجمالية 1198 دونماً، مسطح البناء 758دونماً، عدد المستعمرين لغاية عام 2004م حوالي 3050 مستعمراً)، حيث تتركز أعمال التوسيع في الجهة الجنوبية الغربية من المستوطنة، علماً بأن المستوطنة لا تبعد عن مقر التجريف الحالي سوى 400م، ويشار إلى أن عملية التوسعة تلك من شأنها زيادة مساحة المستوطنة المذكورة ضعف مساحتها الحالية.
صورة 2+3: مستعمرة الكانا تتوسع على أراضي قرية مسحة الفلسطينية
يذكر أن سلطات الاحتلال منذ إقامة الجدار الفاصل في قرية مسحة عام 2004م سعت إلى ربط المستوطنات المعزولة خلف الجدار الفاصل بشبكة طرق وذلك تمهيداً لربطها في مجلس إقليمي واحد في المستقبل، حيث تستغل قوات الاحتلال عدم قدرة المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية بسبب الإجراءات الإسرائيلية، والبالغ عددهم في قرية مسحة ‘حسب معطيات وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين’ قرابة 400 مزارع وذلك من خلال فرض عدة طرق ووسائل في سبيل تحقيق ذلك من ضمنها إعطاء فرد واحد من العائلة تصريح للوصول إلى أراضيهم الزراعية المعزولة خلف الجدار الفاصل، وخاصة خلال موسم قطاف ثمار الزيتون الذي هو مشروع العائلة، بالإضافة إلى ذلك يعمد الاحتلال إلى فرض شروط تعجيزية للحصول على التصاريح للوصول إلى الأرض المعزولة خلف الجدار الفاصل مما أدى إلى انخفاض عدد الذين يحملون التصاريح الصادرة من قبل الاحتلال إلى (1/20) حيث تستغل سلطات الاحتلال بعدم قدرة غالبيتهم من الوصول إلى أراضيهم في أعمال التجريف وتغير معالم الأرض لصالح المستعمرات المقامة في تلك المنطقة وعلى أراضي قرية مسحة وهي (الكانا A، B) و مستعمرة عتسفرايم ، و مستعمرة اورانيت، و مستعمرة شعار بيتكفا).
معلومات عامة عن قرية مسحة:
تبعد قرية مسحة عن الخط الأخضر 6 كم وتمتد أراضيها حتى حدود أراضي بلدة بديا، وهي في محافظة سلفيت، حيث تبعد 20 كم عن مدينة سلفيت, وتبعد 35 كم غرب مدينة نابلس. بلغ عدد سكانها نحو 200 نسمة. وتعتبر قرية مسحة القرية الأم لبلدة كفر قاسم المحتلة عام 1948 بسبب أن ارض مسحة قبل عام 1948 كانت تمتد إلى نهر العوجا, وبالتالي رحل العديد من أهل مسحة إلى كفر قاسم، وفي حرب عام1948 قُسمت إلى قريتين, حيث احتل اليهود 70% من الأراضي وتشمل موقع كفر قاسم، و30% بقي من الأراضي في حدود الضفة الغربية وتشمل قرية مسحة. وفي سنة 1956 نفذت العصابات الصهيونية آنذاك مجزرة بحق أهالي كفر قاسم أجبرت من تبقى منهم على الرحيل.
أما حسب إحصائيات عام 2007 فيبلغ عدد سكان قرية مسحة نحو 2003 نسمة.
تبلغ المساحة الكلية لقرية مسحة 7,870 دونماً منها 598.6 دونماً هي عبارة عن أرض مخصصة للبناء، و 5272 دونماً أراضي مزروعة بالخضار والأشجار المروية وبأشجار الزيتون وهناك نحو 1000 دونماً أراضي مفتلحة و1000 دونماً عبارة عن أراضي بور ومراعي.
المستعمرات الإسرائيلية تنهش مسحة يوماً بعد يوم: نهبت المستعمرات الإسرائيلية من أراضي قرية مسحة نحو 2200 دونماً، والمستعمرات المقامة على أراضي القرية هي:
مستعمرة ‘الكانا’، نهبت (1373.5) دونماً من أراضي مسحة.
مستعمرة ‘عيتص افرايم’، نهبت ( 539) دونماً من أراضي مسحة.
مستعمرة ‘ شعار تكفا’، تبلغ مساحتها الإجمالية (1130.5) دونماً منها 283 دونماً نهبت من أراضي مسحة.
وهنا يتبين بأن مساحة البناء لمستعمرة الكانا ضعفي مساحة بناء قرية مسحة فأكثر، وان مستعمرة ‘ عيتص افرايم’ تصل تقريباً مساحة بنائها لمساحة بناء قرية مسحة.
معلومات عامة عن الجدار الفاصل العنصري في قرية مسحة:
يبلغ طول الجدار المبني على أراضي مسحة حوالي 3 كم. ويتكون جسم الجدار من مقاطع هي عبارة عن أسوار إسمنتية بارتفاع 8 متر، ومقاطع من الأسلاك الشائكة، وأسيجة الكترونية، وخنادق. ويبلغ إجمالي عرض السياج ما بين 40 – 50 م .
يشار إلى أن الجدار الفصل العنصري أدى إلى مصادرة أو عزل حوالي 95 % من أراضي قرية مسحة، أي ما يعادل 5500 دونماً . ويحدها الجدار حاليا من الشمال و الغرب و المرحلة الثانية من الجدار تحدها من الجنوب , مما حول القرية إلى تجمع سكاني معزول، و حول أهلها الذين يعتمدون بشكل كبير على الزراعة و التجارة إلى عاطلين عن العمل , علاوة عن ذلك لم يبق لأبناء مسحة متسعا للتمدد العمراني لاستيعاب الزيادة السكانية الطبيعية في المستقبل.