- الانتهاك: أعمال توسعة وبناء بشكل واسع النطاق بهدف بناء مستعمرة جديدة.
- الموقع: منطقة " دير سمعان" غرب بلدة كفر الديك / محافظة سلفيت.
- تاريخ الانتهاك: الأول من تموز 2014م.
- الجهة المعتدية: الاحتلال الإسرائيلي المتمثل بمجلس المستعمرات في الضفة الغربية.
- الجهة المتضررة: أهالي بلدات دير بلوط ورافات وكفر الديك.
تفاصيل الانتهاك:
على التلال الغربية من محافظة سلفيت، حيث الخضرة والطبيعة الخلابة التي تميز المنطقة، عدى عن موقع المنطقة المشرف على السهل الساحلي الفلسطيني المحتل منذ عام 1948 تقع هناك منطقة " خربة دير أبو سمعان" والتي ارتبط اسمها بحقب تاريخية متعاقبة ابتداءً من العصر الروماني القديم وحتى العصر الإسلامي مما أهلها لتكون مقصد للزوار والباحثين عن الاستجمام والتاريخ.
لكن مع كل هذا وذالك فان الاحتلال الإسرائيلي لم يدع المنطقة وشأنها، بل مارس أبشع الأساليب والطرق العنصرية المتطرفة في انتزاع الحق من أصحابه، بل تدمير البيئة وسرقة مقدرات المنطقة التاريخية، وفوق ذلك توجه الاحتلال إلى تزيف التاريخ عبر إتباع طرق تتنافى مع مبادئ البشرية وحقوق الإنسان.
بناء وتوسعة مستعمرة " ليشم":
مند عامين تحديداً مع بداية عام 2012م وحتى تاريخ اليوم لم تتوقف جرافات الاحتلال يوماً واحداً عن أعمال التجريف والتخريب في المنطقة الأثرية " دير سمعان "حتى تم تجريف الجبل بأكمله وتم تغيير معالم المنطقة كلها بشكل كامل. فالآن وبعد أكثر من عامين من التجريف في " دير أبو سمعان" يصدم الزائر إلى المكان من هول ما يشاهده من وقائع، فهناك أكثر من 400 دونم تم تجريفها بشكل كامل، وحتى المئات من الشجر الرومي الذي كان يزين المكان اختفى من الموقع ولم يبق أي شيء يدلل على معالم المكان الأصلية.
فلا تسمع اليوم سوى أصوات الجرافات وآليات الحفر، حتى الهواء النقي تبدل ببقايا الأتربة المتطايرة في كل مكان تندر بكارثة حقيقة في المكان.
بناء بيوت جاهزة وحدائق ومواقع عامة:
تجدر الإشارة، إلى انه وبحسب المتابعة الميدانية المباشرة لموقع الانتهاك من قبل باحث مركز أبحاث الأراضي تم رصد ما يزيد عن 35 بيت قيد الإنشاء داخل المستعمرة الجديدة ، حيث يتم الآن على ارض الواقع التحضير لبناء المزيد منها، بالإضافة إلى التجهيز لإنشاء شبكة من الطرق والمرافق العامة داخل المستعمرة، تحضيراً لاستقبال المئات من العائلات اليهودية داخل تلك المستعمرة.
تدمير موقع تاريخي كامل:
ومن الملفت للانتباه انه بالرغم من المواثيق الدولية التي تحرم الاعتداء على الإرث التاريخي بأي شكل من الأشكال, وهناك الاتفاقيات الموقعة بشأن حماية أملاك الغير في زمن الحرب خاصة اتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية لاهاي، والتي تعتبر دولة الاحتلال عضو رئيسي في تلك الاتفاقيات، إلا ان ما يجري على ارض الواقع هو تجريف واسع وتدمير للمواقع الأثرية في دير سمعان عبر تحطيم الموقع التاريخي نفسه، فدولة الاحتلال تضرب بعرض الحائط كافة الأعراف والمواثيق الدولية.
بل وبحسب شهود العيان، فقد أقدم الاحتلال على سرقة الحجارة القديمة التي تتزين بها منطقة دير سمعان، وتم نقل تلك الحجارة إلى داخل المستعمرة لبناء تاريخ مزيف لهم في المنطقة، ولإثبات علاقتهم الوطيدة في المنطقة. كل تلك الأعمال البربرية تتم تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي يقف عاجزا عن فعل إي شيء إزاء ما يحدث في المنطقة برمتها.
نظره مستقبلية حول واقع المنطقة:
تجدر الإشارة إلى انه في الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال الإسرائيلي لإقامة مستعمرة " ليشم" فانه على بعد كيلومترين ينشط في إقامة مستعمرة أخرى في المنطقة المعرفة باسم " ظهر صبح".
وبالتوازي مع كله، فان الاحتلال يخطط لربط المستعمرات الجديدة مع المستعمرات المجاورة و هي "عليه زهاف" و" بدوئيل" وبعدها مستعمرة " بركان" ومن ثم مستعمرة " ارائيل " لتصل حتى مستعمرة "تفوح".
وبهدا يخلق الاحتلال تواصل جغرافي يربط ما بين الخط الأخضر وحتى غور الأردن مستقبلاً، مع العلم أن المستعمرات سابقة الذكر لا تبعد سوى مسافة 2 كيلومتر بين المستعمرة والأخرى حالياً، وفي المستقبل القريب ستصبح كتلة استعمارية واحدة.
اعداد: مركز أبحاث الاراضي – القدس