يواصل المستوطنون الذين يحتلون مبنى الرجبي اعتداءاتهم ضد المواطنين الفلسطينيين في مدينة الخليل، والتي تعتبر اعتداءات شبه يوميه حسب ما وصفها السكان في المنطقة ، والتي ينفذها جنود الاحتلال الإسرائيلي جنبا الى جنب مع المستوطنين.
آخر هذه الاعتداءات كانت لحظة إعداد هذا التقرير ولدى تواجد باحث مركز أبحاث الأراضي في المنطقة إذ أفاد احد المواطنين ان جنود الاحتلال الذين يقومون بحراسة مجموعة من المستوطنين المتجولين في المكان قام بإغلاق مدخل منزله ووقف على باب المنزل ليمنع الدخول والخروج منه .
وعاش المواطنون ليلة 12 آب 2008 حياة رعب وخوف عندما تعرضوا لاعتداءات من قبل المستوطنين المقيمين في عمارة الرجبي، تمثلت في اقتحام مجموعة من المستوطنين لمسجد الرأس والمقبرة المجاورة، حيث قام أربعة من المستوطنين بتسلق عمود بناء والصعود الى سطح المسجد وإلقاء الحجارة على السكان والمارة الذين حاولوا منعهم من تدنيس المسجد بالإضافة الى دخولهم وعربدتهم في المقبرة المجاورة للمسجد .
ويواجه المواطنون في المنطقة معاناة كبيرة من عصابات المستوطنين، وان الأساليب التي يتبعها المستوطنون في الاعتداء على المواطنين متعددة منها:
1- قيام المستوطنين بالاعتداء على سيارات المواطنين من تكسير للزجاج وثقب الإطارات، والتي كان آخرها ثقب إطار سيارة الدكتور راسم جابر احد موظفي وزارة الصحة خلال الأسبوع الأول من آب 2008.
2- قيام مجموعة من المستوطنين بتكسير زجاج 8 سيارات تعود لمواطنين فلسطينيين في المنطقة.
3- قيام المستوطنين باقتلاع وتكسير أقفال وأبواب المواطنين والصعود الى أسطح المنازل وإلقاء الحجارة على المواطنين.
4- قيام المستوطنين بإلقاء النفايات على البيوت الفلسطينية وعلى مسجد الرأس في المنطقة، بالإضافة الى قيامهم بإحراق نفاياتهم بجوار نوافذ بيوت المواطنين.
5- قيام مجموعة من المستوطنين بالاعتداء على المواطنة نهى يوسف الزرو التي تعمل في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أثناء قيامها في زيارة عمل في تلك المنطقة بضربها بالقاذورات والحجارة، مما أدى إلى إصابتها إصابات طفيفة، بالإضافة إلى إصابة عدد من العاملين في المجال الإنساني والتواجد الدولي المؤقت في الخليل ‘ TIPH’، وموظفي الاونروا.
6- في 17 تموز 2008 قامت مجموعة من المستوطنين بالاستيلاء على قطعة ارض تعود ملكيتها للمواطن محمود جابر في واد الحصين بالقرب من مستوطنة ‘كريات أربع’ وأقاموا فيها خيمتين واحدة للبنين والأخرى للبنات ومقاعد عديدة، ويقومون بإعاقة حركة المواطنين المجاورين والمارين من الطريق والاعتداء عليهم .
7- في أيام السبت والأعياد يتزايد اعتلاء المستوطنين لأسطح المنازل، ويفيد المواطن ‘عوني دعنا ‘ ان مجموعات من المستوطنين اعتلت سطح منزله لدى غيابه في مناسبة اجتماعية وأقاموا احتفالات وطقوساً دينية على سطح المنزل وتدل الآثار التي وجدت من مخلفاتهم الى ذلك ، بالإضافة الى تكسير احد جدران منزله المبني من الطوب ، وتحويلهم المكان الى حمامات ومراحيض لهم.
ان الشارع المحاذي لعمارة الرجبي ‘ شارع عثمان بن عفان ‘ يحظر على السكان الفلسطينيين المرور عليه بسياراتهم منذ بداية العام 2000 ، الأمر الذي يضطر سكان المنطقة الى إيقاف سياراتهم خارج المنطقة على مقربة من عمارة الرجبي، فيقوم المستوطنون بالاعتداء على السيارات، ويفيد المواطنون هناك ان معظم من يقوم بهذه الممارسات هم من المستوطنين الفتيان ومن هم تحت سن الثامنة عشرة نظراً لأن القانون الإسرائيلي لا يحاسب منهم تحت سن ألـ 18 على أفعالهم، بالإضافة الى منع حتى سيارات الإسعاف الفلسطينية بالدخول الى هذا الشارع الأمر الذي يؤدي بالمرضى وكبار السن الى إخراجهم مشياً على الأقدام الى خارج المنطقة للوصول الى السيارات الفلسطينية .
40 مستوطناً يحتلون بناية الرجبي ينغصون حياة المواطنين بشكل يومي:
تقع بناية الرجبي في وادي الحصين في مدينة الخليل، ويملكها المواطن فايز الرجبي المقيم حالياً في مدينة رام الله، وحسب ما أفاد به المواطن بسام الجعبري احد سكان المنطقة، فقد تم المباشرة في بناء العمارة في العام 1995 إلا ان سلطات الاحتلال أوقفت العمل في العمارة حتى العام 2007، بعد ذلك سمح بإتمام بناء العمارة، فأراد صاحب العمارة إسكان عائلات فلسطينية فيها و تأجير شقق فيها على أمل حمايتها من المستوطنين، ويضيف بسام الجعبري ان مجموعة من الشبان المقبلين على الزواج ومن يلاقون ضائقة في السكن قاموا بدفع أقساط لصاحب العمارة على أمل الإيجار فيها حين الانتهاء من تشييدها، وبعد إتمام ثلاث شقق فيها في العام 2007 ، فوجىء جيران العمارة في ليلة 19 آذار 2007، بمجموعة من الباصات التي تقل المستوطنين وبمرافقة جنود الاحتلال يقتحمون العمارة ويستولون عليها وبعدها قاموا بتشطيب كل ما هو ناقص فيها وإنهاء كل المستلزمات والسيطرة عليها.
يبلغ عدد عائلات المستوطنين الدائمين في عمارة الرجبي سبعة عائلات تضم حوالي 35 – 40 فرداً ، ناهيك عدد الزوار الذين يؤمون العمارة من أصدقاء وأقارب المستوطنين والمتضامنين معهم الذين يحضرون الى العمارة ويقيمون فيها أياماً وأسابيع، ويؤكد المواطنون ان مستوطنين من مستوطنة ‘كريات أربع’ المجاورة ومن مستوطنات جنوب الخليل يحضرون الى العمارة ‘ ليتضامنوا معهم ويثبتوهم على البقاء في العمارة ‘ ويضيفوا ان معونات ومخصصات طعام تقدم لهؤلاء المستوطنين من حركات استيطانية أخرى لابقاءهم في المنطقة.
وأفاد احد المواطنين ان المستوطن ‘ موشيه ليفنغر ‘ الذي يعتبره اليهود ‘ مؤسس الاستيطان ‘ في الخليل يقوم بزيارات متواصلة للمستوطنين في عمارة الرجبي للعمل على إبقائهم فيها رغم إعاقته وتحركه على كرسي متحرك .
مطالب المواطنين في المنطقة:
تلخصت مطالب السكان الفلسطينيين في المنطقة بإجلاء المستوطنين عن عمارة الرجبي الذين ينغصون حياتهم على مدار الساعة، وتوفير الحماية لهم من عربدة هؤلاء المحتلين.