- الانتهاك: سرقة أثار بالجملة لتنقل الى مستعمرة " ليشم".
- المكان: منطقة " دير سمعان" الأثرية شمال غرب بلدة كفر الديك/ محافظة سلفيت.
- تاريخ الانتهاك: الاول من شهر نيسان 2015م.
- الجهة المتضرره: التاريخ الفلسطيني.
- تفاصيل الانتهاك:
تعتبر المنطقة الأثرية " دير سمعان" من ابرز المناطق الأثرية التاريخية الشاهدة على عراقة و جذور المنطقة، عدى عن أنها تكشف البعد الاستراتيجي الذي تتمتع به المنطقة، مما أهلها لكي تكون مقصد القوافل التجارية العابرة ما بين بلاد الشام و الحجاز، فقد بنيت على ارض تلك المنطقة مدينة رمانية قبل 1500عام، ثم تعاقبت على المكان حقي تاريخية اخرى من أبرزها الفارسية و الإسلامية. ولعل القنوات المائية الصخرية، و البرك و بقايا كنيسة رمانية، عدى عن النقوش التي تزين المكان لدليل قطعي عما كانت تشكله تلك المنطقة من ارث حضاري عظيم امتد الى عصور متعاقبة.
سرقة بالجملة في وضح النهار…
تجدر الإشارة، الى أن حكومات الاحتلال المتعاقبة كانت و ما تزال تيقن الأهمية التاريخية لتلك المناطق في تثبيت الجذور الفلسطينية في المنطقة، لذلك عمل الاحتلال جاهدا في طمس معالم المئات من المعالم الأثرية و خاصة الدينية منها، في محاولة منه لتزوير التاريخ و قلب الحقائق على الارض. فما يجري الآن في منطقة دير سمعان شمال غرب بلدة كفر الديك لهو دليل قطعي عما يجور في ذهن الاحتلال، فالمنطقة سبق أن أعلن الاحتلال عنها منطقة عسكرية مغلقة يحذر على الفلسطينيين من مجرد التواجد فيها، ثم ما لبث الاحتلال بإجراء حفريات موسعة في المنطقة، تم من خلالها تجريف العديد من الآثار المتواجدة في المنطقة من قلاع و كنائس و صخور و حتى القنوات المائية الصخرية التي كانت تزين المكان، و حتى الاشجار الرومية القديمة التي كانت تحيط بالمنطقة تم اقتلاعها و نقلها عبر شاحنات خاصة الى الداخل الفلسطيني المحتل.
الصورة 1 & 2:الحفريات في منطقة دير سمعان الاثرية
ومن الجدير بالذكر، انه ما يجري حديثا من مخطط من نقل الحجارة القديمة و الصخور الرمانية القديمة الى مستعمرة " ليشم" المقامة بالأصل على أنقاض منطقة " دير سمعان" لهو مؤشر خطير على تنامي روح التطرف لدى الاحتلال، ليشكل محورا خطيرا من محاور تزيف التاريخ و قلب الحقائق في المنطقة، بل ليصنف ضمن " جرائم الحرب " التي يمارسها الاحتلال في المنطقة.
فبحسب شهود عيان من بلدة كفر الديك و بلدة دير بلوط غرب محافظة سلفيت، فقد تم ملاحظة عدد من الشاحنات الإسرائيلية تقوم بنقل كميات كبيرة من الآثار و الصخور بعد تجريف المنطقة باتجاه مستعمرة " ليشم" ليتم إعادة رصفها أو بنائها داخل المستعمرة، حيث يستغل المستعمرون حالة التطرف العنصري الذي تمر به دولة الاحتلال و انشغال العالم عما يحدث في فلسطين من جرائم، في سرقة الارض الفلسطينية بل و سرقة التاريخ بعد أن كسب الاحتلال الرهان على الارض، و هذا بدوره يعطي مؤشر على حدوث نقلة نوعية للاحتلال الذي يريد توطيد جذوره في الارض التي هي لا تزال ترفض وجوده فيها.
تجدر الإشارة ، الى أن آليات الاحتلال الإسرائيلي قد شرعت مؤخراً بعملية تجريف واسعة في محيط الموقع الأثري دير أبو سمعان وذلك بهدف تسوية الأرض تمهيداً لإقامة مستعمرة جديدة عليها تعرف باسم " ليشم" بحيث تكون المستعمرة الجديدة هي امتداد لمستعمرة" علي زهاف" المجاورة. حيث أن المستعمرة الجديدة قد صادق الاحتلال بالفعل عليها عبر ما تسمى وزارة الإسكان في حكومة الاحتلال الإسرائيلي في عام 2013م ، ومن المقرر لها أن تشمل أكثر من 150 وحدة سكنية استعمارية جاهزة حسب المخطط لها.
الصورة 3+4: مستعمرة ليشم قيد الانشاء
يذكر أن مستعمرة " ليشم" من المقرر إنشائها على أراضي فلسطينية مصادرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 2002م حيث منع المزارعون من بلدتي كفر الديك ودير بلوط من الوصول إليها تحت ما يسميه الاحتلال أسباب أمنية.
اعداد: