الانتهاك:
تشهد مستوطنة ‘حلميش’ شمال مدينة رام الله في الوقت الحالي عملية توسعة جديدة للمستوطنة تحديداً من الجهة الغربية والجهة الجنوبية من المستوطنة المذكورة، وذلك عبر تجريف مساحة لا تقل عن 80 دونماً من الأراضي الزراعية حيث تم إضافة بيوت متنقلة جديدة لاستيعاب المزيد من المستوطنين عليها. يذكر أن أعمال التوسعة التي تشهدها مستوطنة ‘حلميش’ يعد نموذجاً حياً لأعمال التوسعة التي تشهدها مستوطنات عديدة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية بدعم وتأييد من قبل حكومة الاحتلال المتطرفة، هذه الحكومة التي تعتبر أراضي الضفة الغربية جزء لا يتجزأ من دولة الاحتلال الإسرائيلي القائمة بالأصل على أراضٍ مسلوبة من فلسطين عام 1948م.
الصور 1-2: منظر عام لمستوطنة ‘حلميش’
منذ بداية العام الحالي طرحت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عطاءات عديدة لبناء وحدات سكنية في عدد كبير من المستوطنات في الضفة الغربية لا سيما مستوطنة ‘هارجيلو’ على أراض بيت لحم، ومستوطنة ‘بسغات زئيف’ في القدس و’ارائيل’ في سلفيت. في سياق متصل يواصل المستوطنون انطلاقاً من مستوطنة ‘حلميش’ – والتي تحتضن مجموعة متطرفة من المستوطنين – أعمال تجريف للأراضي ومداهمة البيوت السكنية في قرى دير نظام ودير عمار وكذلك قرية النبي صالح شمال شرق مدينة رام الله، ففي الأيام القليلة الماضية أقدم المستوطنون في ساعات المساء على تقطيع ما لا يقل عن 24 شجرة زيتون وإحراق أخرى، وقبل ذلك أقدم المستوطنون على رشق المزارعين بالحجارة أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية في قرية دير نظام، أما بالنسبة لجيش الاحتلال فيتخذ من وجود المستوطنة المذكورة ذريعة للتنكيل بالمزارعين في القرى المجاورة والاعتداء عليهم وتأخيرهم لساعات طويلة، حيث يعد إغلاق مدخل القرية الغربي والمحاذي لمستوطنة ‘حلميش’ لأكبر شاهد على ذلك، حيث تم إغلاق الطريق منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000م حتى تاريخ اليوم.
تجدر الإشارة إلى أن البدايات الأولى لمستوطنة ‘حلميش’ كانت عام 1977م عندما وافق مجلس الوزراء التابع للاحتلال الإسرائيلي على إنشاء مستوطنة جديدة تسمى ‘حلميش’ تُعرف أيضاً باسم ‘نيفي تسوف’ بجوار قرية النبي صالح، في مكان استُخدم قبل العام 1967 معسكراً للجيش الأردني. وبعد سنة، تم وضع اليد على 600 دونم من الأراضي المملوكة لمزارعين من قرية النبي صالح تقع قرب المعسكر تحت بند ‘حاجات عسكرية’، حيث خصصت لصالح المستوطنة. كما تم على مدار العقد التالي وضع اليد على مئات من الدونمات الاضافيه بعد إعلانها من قبل الاحتلال بأنها ‘أراضي دولة’.
يشار إلى أن الوقت الحالي تضم حدود مستوطنة حلميش 2,510 دونمات، و تبلغ مساحة المبني منها حوالي 20 بالمائة، ويقطنها 1,100من المستوطنين المتدينين. وبالإضافة إلى ذلك تم وضع اليد على أراض جديده منذ بداية الانتفاضة الثانية في العام 2000 حيث استولى المستوطنون تدريجيا على 450 دونما في وادي رية تقع خارج الحدود الرسمية للمستوطنة وضموها إلى المستوطنة تحت أسباب يسمونها أمنيه.
أن التوّسع السريع لمستوطنة حلميش أسفر بالإضافة إلى ذلك عن خسارة ما يزيد عن 1,000 دونم من الأراضي المستغلة زراعياً، حيث كان هذا عاملاً رئيساً في زعزعة سبل المعيشة الزراعية لسكان قريتي النبي صالح ودير نظام، فالمتابع لعملية التوسعة في المستوطنة يلاحظ أن هناك عملية منظمة تتم مع الوقت لسرقة الأرض والاستيلاء عليها بطرق التحايل بهدف توسعة المستوطنة التي تضاعفت أربع مرات خلال العقد الماضي.