في الثامن من شهر تموز من العام 2013، كشف موقع "واللاه" العبري عن مخطط اسرائيلي لتوسيع كل من مستوطنة كفار ادوميم الواقعة شمال شرق مدينة القدس، ومستوطنة معون الواقعة جنوب محافظة الخليل. وبحسب الموقع فان المخطط يشمل بناء 485 وحدة سكنية استيطانية جديدة, منها 255 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة كفار ادوميم، و 230 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة معون. وأضاف الموقع ايضا، بان الادارة المدنية الاسرائيلية بصدد الاعلان عن هذه المخططات خلال الاسابيع القادمة، حيث سيتم عرضها على الاسرائيليين والفلسطينيين لتقديم الاعتراضات. ومن الجدير ذكره بان توسع مستوطنة كفار ادوميم يهدف الى ضم ما يقارب 120 عائلة اسرائيلية للمستوطنة، بالاضافة الى بناء مباني سكنية ومؤسسات عامة ومناطق تجارية وشبكة مواصلات.
مستوطنة كفار ادوميم الاسرائيلية
تقع مستوطنة كفار ادوميم الى الشمال الشرقي من مدينة القدس، ضمن التجمع الاستيطاني الاسرائيلي "معاليه ادوميم" الذي تسعى اسرائيل الى ضمه لحدودها من خلال بناء جدار العزل العنصري. تم تأسيس مستوطنة كفار ادوميم في العام 1979، على الاراضي الفلسطينية التابعة لبلدة عناتا، شرق مدينة القدس. وتبلغ المساحة الكلية للمستوطنة 1005 دونما ويقطنها اليوم 3449 مستوطن اسرائيلي (أريج, 2013). وبحسب المخططات الهيكلية للمستوطنات الاسرائيلية الصادرة عن الادارة المدنية الاسرائيلية في العام 1991, تبين ان المخطط الهيكلي لمستوطنة كفار أدوميم لا يقتصر على المستوطنة وحدها بل يشمل المستوطنات الاسرائيلية المحيطة بها والتي بمجموعها تشكل تجمع معاليه ادوميم الاستيطاني هذا بالاضافة الى عددا من المستوطنات الاسرائيلية في مدينة القدس. وتبلغ مساحة المخطط الهيكلي الصادر ما يقارب ال 90 ألف دونم. (أريج, 2013)
يعتبر التجمع الاستيطاني الاسرائيلي "معاليه ادوميم" والذي مستوطنة كفار ادوميم جزءا منه, من اكبر التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية من حيث المساحة. وتسعى اسرائيل الى ضم هذا التجمع بالإضافة الى أربعة تجمعات استيطانية اسرائيلية اخرى في الضفة الغربية المحتلة (تجمع أرئيل, تجمع موديعين عيليت وتجمع جفعات زئيف وتجمع غوش عتصيون) الى حدودها الجديدة التي تقوم برسمها بشكل غير قانوني وأحادي الجانب من خلال بناء جدار العزل العنصري الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وبالتالي توطين اكبر عدد ممكن من المستوطنين داخل هذه التجمعات الاستيطانية والمناطق التي سوف تعزلها مع الجدار بحيث يصبح من المستحيل اخلاءها في حال التوصل الى اتفاقية سلام نهائية مع الفلسطينيين، بحيث يتم التفاوض على اخلاء عدد بسيط من المستوطنات الصغيرة التي لا تشكل اهمية استراتيجية لاسرائيل.
كما وتجدر الاشارة الى أنه في الحادي والثلاثين من شهر كانون الثاني من العام 2013 اعلنت السلطات الاسرائيلية في مستوطنة كفار أدوميم عن نيتها بناء مركز تعليمي على مساحة قدرها 218 دونما من الاراضي الفلسطينية المحتلة التي تستولي عليها المستوطنة وعلى بعد كيلومترا واحدا من المنطقة العمرانية للمستوطنة, في حين كان مجلس كفار أدوميم الاستيطاني يضغط على الادارة المدنية الاسرائيلية لهدم مدرسة فلسطينية تأوي 60 طالبا في منطقة الخان الاحمر وعلى مقربة من المستوطنة وهدم عددا من الخيام والمنشات الاخرى الفلسطينية الموجودة في التجمع (الخان الاحمر البدوي) . ففي الوقت التي تقوم فيه السلطات الاسرائيلية بالإعلان عن البناء في المستوطنات الاسرائيلية وخصوصا تلك في القدس الشرقية, فانها تسعى الى اخلاء تجمعات بدوية فلسطينية بالقرب من هذه المستوطنات في سبيل السيطرة على الارض التي تقوم عليها هذه التجمعات الفلسطينية والسيطرة عليها لصالح البناء الاستيطاني. وكان ذلك جليا في اعلان السلطات الاسرائيلية في وقت سابق من بداية العام 2012 عن مخطط الحكومة الاسرائيلية بالإخلاء القصري للتجمعات البدوية الفلسطينية في القدس الشرقية (2400 فلسطيني) الى منطقة في بلدة أبو ديس, شرق مدينة القدس وتبعد 75 مترا عن مكب النفايات الصلبة في البلدة. وكانت السلطات الاسرائيلية قد علقت العمل في الموضوع لتقييم التداعياتالبيئية والمخاطر الناجمة عنها. خارطة رقم 1
مستوطنة معون الاسرائيلية
تقع مستوطنة معون الاسرائيلية الى الجنوب من مدينة الخليل. تم تأسيسها في العام 1980، وتحتل 735 دونما من الاراضي الفلسطينية التابعة لبلدة يطا. يقطن في المستوطنة اليوم 418 مستوطن اسرائيلي. وبحسب المخطط الهيكلي الاسرائيلي للمستوطنة الصادر عن الادارة المدنية الاسرائيلية في العام 1991, فتبلغ المساحة المخصصة للبناء في المستوطنة في المستقبل 854 دونما, وهذا التوسع المستقبلي سوف يكون على الاراضي الفلسطينية المحيطة بالمستوطنة.
ففي الوقت الذي تسعى فيه السلطات الاسرائيلية الى توسيع مستوطنة معون, تبرز السياسات العنصرية الاسرائيلية تجاه التجمعات الفلسطينية في تلك المنطقة اذ انه في الثالث والعشرين من شهر تموز من العام الماضي (2012) أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي الاسبق, ايهود باراك, بهدم ثمانية تجمعات فلسطينية من أصل اثني عشر في منطقة جنوب الخليل وعلى مقربة من مستوطنة معون الاسرائيلية بذريعة حاجة قوات الاحتلال الاسرائيلي الى منطقة تدريب عسكرية في المنطقة. والقرى المخطرة بالهدم هي: المجاز والتبان والصافي والفخيت وحلاوة والمركز وجنبا والخروبة, وهي مأوى ل 1500 فلسطيني. وتعتبر سلطات الاحتلال الاسرائيلي هذ التجمعات غير قانونية بحكم وجودها في منطقة تدعي اسرائيل انها "منطقة اطلاق نار 918" كانت قد صنفتها كذلك في أوائل السبعينات وتبلغ مساحتها ما يقارب ال 30 ألف دونما
في الختام:
رغم جهود وزير الخارجية الامريكي جون كيري، الهادف الى استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، تستمر سلطات الاحتلال الاسرائيلي بعرقلة المسيرة السلمية وذلك من خلال الاستمرار بالاعلان عن المخططات الاستيطانية في الراضي الفلسطينية المحتلة و شرعنة البؤر الاستيطانية الغير قانونية على حساب الاراضي الفلسطينية، وبناء جدار العزل العنصري ومصادرة الاراضي الفلسطينية، والتي بمجملها, تعتبر انتهاكا القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني.
‘قرار مجلس الامن الدولي رقم 465 الصادر بتاريخ 1980’ والذي يعتبر ان كافة الاجراءات الت اتخذتها اسرائيل في الاراضي المحتلة و التي غيرت من الوضع الجغرافي و الميداني لهذه الاراضي المحتلة منذ العام 1967 بما فيها القدس, باطلة و غير قانونية و خصوصا تهجيراسرائيل للفلسطينيين من اراضيهم و تسكين المهاجرين اليهود القادمين الى اسرائيل بدلا منهم و ان هذه الممارسات تعتبر خرقا صريحا وواضحا لاتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين في اوقات الحرب.
‘قرار مجلس الامن الدولي رقم 242 الصادر بتاريخ ‘1967 الذي يطالب اسرائيل بالانسحاب الكامل من الاراضي التي احتلتها اسرائيل في عدوانها عام 1967. و على ارض الواقع ان المستوطنات الاسرائيلية المنتشرة كالسرطان في الاراضي الفلسطينية تعتبر المعوق الاساسي لاي تسوية سلمية مستقبلية بين الطرفين.
تقرير ‘ميتشيل’ – ايار 2001 ذكر ان اهم خطوة يجب ان تتبعها اسرائيل لتسهيل الوصول الى سلام شامل بين الطرفين هي تجميد كافة النشاطات الاستيطانية في الاراضي المحتلة ووقف التوسع الطبيعي للمستوطنات القائمة اصلا.
"في شهر ايار عام 2001 قال’رينيه كوسيرينج’ رئيس البعثة الدولية للصليب الاحمر الى اسرائيل و الاراضي الفلسطينية في مؤتمر صحفي عقد في 17-5-2001′ان المستوطنات الاسرائيلية هي من حيث المبدا مساوية لجريمة الحرب. ( ملاحظة: ان نقل السكان القابعين تحت الاحتلال على يد الدولة المحتلة يعتبر عمل غير قانوني و يصنف على انه خرق صريح وواضخ للقانون الدولي).
اتفاقية خارطة الطريق الموقعة بين الاسرائيلين والفلسطينيين ( تحت رعاية، الولايات المتحدة الامريكية، والاتحاد الاوروبي، وروسيا، والامم المتحدة) بتاريخ الثلاثين من شهر نيسان من العام 2003 التي دعت فيها حكومة اسرائيل الى تجميد جميع اعمال البناء في المستوطنات: "على حكومة اسرائيل والعمل بشكل فوري على تفكيك جميع البؤر الاستيطانية التي اقيمت منذ آذار عام 2001، وبما يتفق مع تقرير ميتشل، وايضا على الحكومة الاسرائيلية تجميد كافة نشاطات البناء للمستوطنات بما فيها النمو الطبيعي. حسب الخطة المعتمد والصادرة من USCR 1515-2003."
اتفاقية أوسلو لعام 1995 المادة رقم 31 تنص على أنه "يمنع على الجانبي الاسرائيلي والفلسطيني البناء أو التخطيط لبناء أي مستوطنة أو توسع استيطاني أو اي مشروع اخر من شأنه ان يغير الوضع القائم في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكما يمنع قيام اي طرف بخطوة احادية الجانب من شانها ان تغيير الوضع القائم في الضفة الغربية وقطاع عزة.