الانتهاك: تجريف أراضٍ ضمن المنطقة المصنفة B.
تاريخ الانتهاك: الخميس 30 كانون الثاني 2014م.
المكان: خربة اليانون- محافظة نابلس.
الجهة المعتدية: مستعمرو " ايتمار".
الجهة المتضررة: أهالي خربة اليانون.
تفاصيل الانتهاك:
خربة اليانون، تلك المنطقة التي ارتبط اسمها بقصة معاناة حقيقة ضحيتها المزارع الفلسطيني، هذا المزارع البسيط الذي بات مهدداً بفقد معظم أراضيه في قريته لصالح أعمال التوسعة التي تشهدها مستعمرة 'ايتمار' والبؤر الاستعمارية التابعة لها، مما حول القرية إلى مكان منكوب بفعل الاحتلال، حيث هجرها أهلها مرات عديدة نتيجة الاقتحامات المستمرة التي يقوم بها المستعمرون والتي طالت جميع سكان الخربة والقاطنين بها. يذكر أن مستعمرة ايتمار والبؤر الاستيطانية الإسرائيلية التابعة لها وهي (جدعونيم) من الجهة الشرقية والشمالية، ومستعمرة (جفعات علام افري ران) في المنطقة من الجهة الغربية والمنسوبة إلى كبير حاخامات المستوطنين بالإضافة إلى مستعمرة (ايتمار) من الجهة الغربية، أخذت بالتوسع يومياً بشكل كبير وملفت للانتباه وذلك على حساب أراضي قرية اليانون والقرى والبلدات المجاورة.
1: الطريق الذي حرم الفلسطينيون من استعماله.
2: أراضٍ في المنطقة Bالتي حرم الفلسطينيون من استغلالها.
إن أطماع مستوطني مستعمري 'ايتمار' لم تتوقف فقط بسرقة الأرض وبناء بؤر استعمارية عشوائية عليها بل تعدى الأمر إلى الاستيلاء على مساحات شاسعة تزيد عن ثلاثة آلاف دونماً وتحويلها إلى مناطق مغلقة عسكرياً يمنع السكان الفلسطينيون من الوصول إليها، وتقع على طول الطريق المغلق منذ بداية انتفاضة الأقصى والواصل ما بين قريتي عورتا واليانون والمصنفة ضمن المناطق B من اتفاق أوسلو والتي شرع المستعمرون الى تجريف مساحات واسعة منها بغية استغلالها مؤخراً. وبحسب إفادة المزارع يوسف ديرية من قرية اليانون لباحث مركز أبحاث الأراضي: ' منذ عام 2000م أي منذ انطلاق الانتفاضة الثانية، شهدت قرية اليانون والقرى المجاورة هجمة شرسة بشكل لافت للنظر من قبل المستعمرين في السيطرة على الجبال والتلال المحيطة تماشياً مع دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت 'ارائيل شارون' والذي دعا إلى بناء بؤرة استعمارية أينما أمكن ودعا أيضاً إلى احتلال الجبال وإقامة المستعمرات عليها." ومنذ ذلك الحين لا يسمح للمزارعين من الاقتراب من أراضيهم المحاذية لمستعمرة إيتمار إضافة إلى عدم تمكنهم من استخدام شارع عورتا- عقربا فبالرغم من أنه مفتوح, إلا أن المزارعين يخشون من عبوره لقربه من المستعمرة المذكورة.
وأضاف: ' لم يكتف المستوطنون بسرقة الأرض بل تحويل المئات من الدونمات الزراعية المحيطة بالمستوطنة إلى مناطق مغلقة عسكرياً يمنع الفلسطينيون من التواجد بها إلا في مواسم معينة وذلك بعد التنسيق المسبق مع الاحتلال الإسرائيلي، وبهذا تم تحويل أكثر من 3 آلاف دونماً تقع في المناطق المصنفة B إلى مناطق مغلقة عسكرياً تقع من الجهة الجنوبية لمستوطنة 'ايتمار' وعلى طرف الطريق من الناحية الجنوبية الرابط ما بين قرية عورتا وقرية اليانون وكنتيجة تلقائية حرم السكان من استغلال هذا الطريق والذي كان يعد حيوياً بالنسبة لأهالي بلدة عقربا وقرية اليانون وقرية عورتا، حيث كان يوفر ما لا يقل عن 12كم عما كان عليه اليوم، حيث كانت المسافة ما بين قرية اليانون وقرية عورتا عبر هذا الطريق المغلق لا تزيد عن 3كم'.
وعقب أيضا: ' هناك عملية منظمة يقوم بها جيش الاحتلال بالتنسيق مع المستعمرين تهدف إلى منع المزارع الفلسطيني من الوصول إلى أرضه الزراعية، فعلى الرغم من اتفاق أوسلو أعطى حق إدارة المنطقة المصنفة B إلى الجانب الفلسطيني، إلا أن الاحتلال و المستعمرين لا يلتزمون بذلك فهم يمنعون المزارعين من مجرد الوصول إلى أراضيهم إلا في موسم الزيتون ولمدة يومين فقط للأراضي المصنفة B القريبة من مستعمرة 'ايتمار' والتابعة لقرية اليانون، بل وفوق هذا يقوم المستعمرون برعي الأغنام وجني ثمار الزيتون بحراسة من جيش الاحتلال في تلك المنطقة، هذا الاحتلال الذي لا يعرف القانون ولا يلتزم به عندما يهدم المنازل ويشرد السكان الفلسطينيين بحجة البناء دون ترخيص في المنطقة المصنفة C وبغض النظر في الوقت نفسه عن أعمال المستعمرين واعتداءاتهم في المنطقة B وهذا دليل قاطع على نوايا الاحتلال الإجرامية'.
هذا وقد قام المزارعون المتضررون بالشكوى لمكتب الارتباط الإسرائيلي ولكن ما حصلوا عليه كان وعوداً!
نبذة عن قرية يانون … ومعاناتها:
تقع قرية يانون إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس، على بعد 15كم عن المدينة، حيث لا يوجد إلى الآن أي شبكة طرق تربطها مع المدينة سوى الطريق القديم والذي تم تعبيده حديثاً والمؤدي مباشرة إلى بلدة عقربا المجاورة، حيث تمتد حدود القرية باتجاه بلدة عقربا وبلدة بيت فوريك وعورتا حتى شرقاً باتجاه مستوطنة مخولا وشارع رقم 90 في سفوح الأغوار، وتبلغ المساحة الإجمالية 16,000 دونم منها 1,668 دونماً مخصصة للبناء والخدمات ( المصدر: بلدية عقربا) .
ويبلغ عدد سكانها 102 نسمة معظمهم من عائلتي بني جابر ومرار، بالإضافة إلى عدد قليل مهجرين إبان حرب 1948 من عائلة عجوري ( 6 عائلات) الذين تنحدر أصولهم من قرية عجور المحتلة عام 1948م، هذا وتتوسع مستعمرة 'ايتمار' على أراضي القرية. حيث صادرت البؤر الاستعمارية التابعة لمستعمرة ايتمار ' 503 دونماً.
ويعتمد السكان اعتماداً كبيراً على الزراعة وتربية المواشي كمصدر دخل أساسي لديهم خصوصاً أن معظم أراضي يانون المتبقية هي أراضٍ رعوية بالدرجة الأولى ساعدت طبيعة منطقة قرية يانون السهلية المطلة على الأغوار الأردنية في جعلها محط اهتمام الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967م، حيث عمد الاحتلال على الاستيلاء على معظم أراضي القرية لإنشاء مستعمرة 'ايتمار' عام 1983م في الجهة الغربية من القرية منطقة جبل عبد الله، وفي عام 1997م أقدم الاحتلال على الاستيلاء على مساحات شاسعة تقدر بآلاف الدونمات لإنشاء مستعمرة 'جدعونيم' في الجهة الشرقية والشمالية الشرقية من القرية في حوض الجدوع التي سميت المستعمرة نسبة له و التي تطورت بشكل كبير خلال فترة الانتفاضة الثانية لتصبح 5 أضعاف حجمها، بالإضافة إلى ذلك في عام 2000م سيطر المستعمرون على أراض يانون الغربية وإنشاء مستعمرة 'جفعات علام افري ران' نسبة إلى اسم الحاخام الأب الروحي لمستوطنين في تلك المنطقة، وبهذه الطريقة استكمل الاحتلال السيطرة على معظم الأراضي في القرية خاصة الجبلية فلم يبقى للقرية سوى 2000 دونماً (60% راضي رعوية) مهددة هي أيضاً بالمصادرة وطرد السكان منها في أي لحظة نتيجة تزايد اعتداءات المستعمرين عليهم وعلى بيوتهم وممتلكاتهم وعلى رعاة الماشية الذين يرعون الماشية في منطقة قريبة من تلك المستعمرات.
اعداد: مركز أبحاث الاراضي – القدس