تفاصيل الانتهاك:
منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، باتت قرية كردلة هدفًا رئيسيًا للاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى بكل الوسائل لتفريغها من سكانها الأصليين، تمهيدًا للاستيلاء على أراضيها ومواردها. يتعرض أهالي القرية لحملة ممنهجة من الانتهاكات والاضطهاد، تشمل التهديدات بالترحيل القسري، وهدم المنازل، وعرقلة سبل العيش. ورغم هذه الظروف القاسية، يصر أهالي كردلة على التمسك بأرضهم، مدافعين عن حقهم في العيش بكرامة على أرض أجدادهم.
اقتحمت جرافات الاحتلال بلدة كردلة، وصادرت بيتاً للتعبئة الزراعية كان قد انتهى من بناءه و تأهيله تمهيدا لاستيراد خطوط التعبئة والماكنات اللازمة للتشغيل، يعود بيت التعبئة هذا للمواطن غسان فقها، ويشير إلى أن القطاع الزراعي في الأغوار شهد تطوراً ملحوظاً، حيث انتقل من الزراعة التقليدية إلى زراعة محاصيل عالية القيمة مثل الخيار البيبي والفلفل البيبي والطماطم الشيري حيث تتطلب هذه المحاصيل رعاية خاصة وتبريد سريع للحفاظ على جودتها.
رسم توضيحي 1 الالية الاسرائيلية خلال عملية الفك والمصادرة لبيت التعبئة -كردلة
استثمر فقها في بناء منشأة حديثة للتعبئة والتغليف لتلبية هذه المتطلبات، وكانت تقدر مساحة البيت 300 م وكان مصنوع من الساندويش بانيل إلا أن قوات الاحتلال داهمت المنشأة برفقة فرقة كاملة متخصصة بأعمال الهدم وهدمتها بالكامل وصادرت ما تبقى منها، مما ألحق خسائر فادحة بمشروعه الزراعي.
وتعرض السيد غسان فقها لخسائر مادية فادحة تقدر بحوالي 200 ألف شيقل نتيجة هدم منشأته الزراعية بشكل تعسفي ورغم قيامه بكل الإجراءات القانونية المطلوبة للحصول على التراخيص اللازمة، إلا أنه قوبل بالرفض، يعتبر هذا الإجراء انتهاكاً صارخاً لحقوق الملكية الخاصة، ويؤكد مرة أخرى ازدواجية المعايير التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين.
وكما حاول السيد غسان، وسط ظروف قاسية، بناء منزل صغير لابنه، فاستثمر كل ما يملك لتجهيز الأرض وصب الأساس، ولكن وفي اثناء العمل وقبل أن يتمكن من اتمامها اقتحمت قوات الاحتلال أرضه وصادرت الالية حاملة الاسمنت (خلاطة الأسمنت)، ومنعته من البناء.
لم يقتصر ضرر هدم بيت التعبئة على خسارة المواطن غسان لممتلكاته، بل امتد ليطال الاقتصاد المحلي في القرية فقد كان هذا المشروع من شأنه أن يوفر فرص عمل عديدة لأهالي القرية، ويعزز من دخلها، إلا أن قرار الهدم التعسفي حرمهم من هذا المنفذ الاقتصادي الحيوي، مما زاد من معاناتهم الاقتصادية.
إن هدم بيت التعبئة هو رسالة واضحة من الاحتلال بأن الفلسطينيين ليس لهم الحق في العيش بكرامة، وأنهم مستهدفون في كل ما يملكون هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها، فهي جزء من سياسة ممنهجة تمارسها قوات الاحتلال بهدف تدمير البنية التحتية الفلسطينية، وتهجير السكان.
تعريف بقرية كردلة:
تقع قرية كردلة إلى الشمال الشرقي من مدينة طوباس، وعلى بعد 13.5 كم هوائي منها (المسافة الأفقية بين مركز القرية ومركز مدينة طوباس)، ويحدها من الشرق قرية عين البيضا ومستوطنة مخولا ومن الشمال قرية بردلة ومن الغرب جباريس وبردة وادي المالح والمضاربة البدوية ومن الجنوب المالح الحمة والفارسية ومستوطنة محولا. ويبلغ عدد سكانها (350) نسمة، 40٪ منهم من الذكور، و60% اناث، وتبلغ مساحة البلدة الإجمالية 10,000دونم.
تم اعداد الحالة الدراسية من ضمن مشروع
تحديد وتشخيص سبل عيش المرأة الريفية الفلسطينية وتمكينها اقتصاديًا في المنطقة (ج)
تنفيذ: معهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج)
اعداد:
معهد الابحاث التطبيقية – القدس ( أريج)