أعلن ما يسمى بوزير المالية والوزير في وزارة الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يوم الرابع عشر من شهر اب من العام 2024 عن قراره بإقامة مستوطنة إسرائيلية جديدة على أراضي محافظة بيت لحم بعد أن أكملت الإدارة المدنية الإسرائيلية الإجراءات اللازمة لذلك. ويأتي موقع المستوطنة الجديدة على أراضي مدينتي بيت جالا وبتير غرب بيت لحم، في المنطقة التي يطلق عليها الإسرائيليون ب “تجمع عتصيون الاستيطاني” وهو تجمع يضم أحد عشر مستوطنة إسرائيلية بتعداد سكاني يفوق ال 80 ألف مستوطن إسرائيلي. وبحسب المخطط الاستيطاني للمستوطنة الجديدة، فانه سوف تستهدف مساحة قدرها 602 دونما من أراضي التجمعات الفلسطينية السابقة الذكر وسوف يطلق عليها اسم “ناحال حيلتس”
وجاء قرار سموتريتش بإنشاء مستوطنة جديدة على أراضي محافظة بيت لحم كجزء من العقوبات التي قرر عليها مجلس الوزراء الإسرائيلي للرد على إجراءات السلطة الوطنية الفلسطينية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي وأيضا للرد على الدول التي قامت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، بحسب ما صرحت به المصادر الإسرائيلية. وتعتبر دولة الاحتلال الإسرائيلي أن ما تقوم به السلطة الوطنية الفلسطينية في الوصول الى المحافل الدولية لحماية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من القتل والتدمير وحرب المجاعة هذا بالإضافة الى الاسرلة الصامتة للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة من مخططات وأوامر عسكرية إسرائيلية استيطانية استهدفت الاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة كأمر غير قانوني ومعادي لدولة الاحتلال.
وصرح سموتريتش بان إقامة مستوطنة جديدة هو بمثابة “لحظة تاريخية” من خلال العمل المشترك بين وزارة الاحتلال الاسرائيلي والإدارة المدنية الإسرائيلية في التخطيط لهذه المستوطنة وغيرها من المخططات الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة. وأضاف سموتريش قائلاً انه “لن يوقف أي قرار معادٍ لإسرائيل ومعادٍ للصهيونية” التطوير المستمر للبناء اليهودي في الضفة الغربية المحتلة اذا انه سوف يستمر في فرض الحقائق الجغرافية على الأرض الفلسطينية في محاولة منه لمحاربة لما اسماه “بالفكرة الخطيرة للدولة الفلسطينية” مشددا انها مهمة حياته القادمة وسيسعى لتحقيقها قدر الإمكان.
تجدر الإشارة الى أن قرار إقامة المستوطنة صدر في نهاية شهر حزيران من العام [1]2024 من قبل مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي والذي نص على تشريع/تقنين خمسة بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة, منها موقع نحال حيليتس (مزرعة نيفي أوري). ويتوسط موقع المستوطنة المستهدف منطقة وادي كريمزان وقرية الولجة من جهة الشرق وقرية بتير من جهة الغرب, على أراضي منطقة المخرور التي تعتبر المنطقة الخضراء الوحيدة المتبقية في بيت لحم بعد منطقة وادي كريمزان المهددة فعليا بالعزل والفصل بفعل جدار العزل العنصري الإسرائيلي الذي يلتهمها ويعزل الأراضي عن أصحابها. ويهدد موقع المستوطنة الجديد بقطع التواصل الجغرافي بين التجمعات الفلسطينية في المنطقة في الوقت الذي سوف يخلق حلقة تواصل جغرافية بين هذه المستوطنة الجدية و تجمع غوش عتصيون الاستيطاني, الامر الذي سوف ينعكس سلبا على حياة المواطنين الفلسطينيين في المنطقة، أولا من ناحية مصادرة الأراضي والذي على اثره فقدان الفلسطينيين لأراضيهم ومصدر رزقهم, وثانيا, الحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين في المنطقة وخاصة عملية التنقل بين هذه التجمعات. تجدر الإشارة الى أن مخطط المستوطنة الجديدة “ناحال حيليتس” ليس الأول في المنطقة, اذ انه في العام 2019, قامت مجموعة من المستوطنين (عائلة واحدة) بالاستيلاء على موقع اخر من أراضي منطقة المخرور وانشاء مزرعة استيطانية لتربية المواشي والخيول (الخارطة المرفقة) هذا بالإضافة الى موقع استيطاني اخر تم انشاءه مع نهاية العام 2023 في المنطقة ذاتها, الامر الذي ينذر بالخطر المحدق بالمنطقة بفعل الجهود المستمرة من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الاستيلاء على الأراضي والسيطرة على المنطقة من خلال إقامة المستوطنات والبؤر الاستيطانية دون الاكتراث للفلسطينيين الذي يقطنون ويعتاشون منها.
الخارطة رقم 1: الموقع المستهدف لمستوطنة ناحال حيلتس الجديدة على اراضي محافظة بيت لحم
تجدر الإشارة الى انه في العام 2022 صادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المخطط الاستيطاني رقم 401/4/1 والذي تنوي سلطات الاحتلال الإسرائيلي اقامته على أراضي مدينة بيت جالا وقرية الولجة (جنوب غرب مدينة القدس) والى الشرق من موقع المستوطنة الجديدة “ناحال حيليتس” على ما مساحته 943.68 دونما من الأراضي الفلسطينية والذي سوف يتضمن بناء 952 وحدة استيطانية في المنطقة (انظر الخارطة), وبالتالي احاطة المنطقة بحزام استيطاني ضخم يشمل مستوطنة “نحال حيليتس” و “هار جيلو غرب” و مستوطنة “هار جيلو” القائمة حاليا والمخطط الاستيطاني جفعات يائيل الذي أعلنت عنه بلدية القدس الإسرائيلية في شهر حزيران من عام 2004 والذي سوف ينفذ على مساحة قدرها 2976 دونم من الأراضي الفلسطينية في محافظة بيت لحم، منها 1126 سيتم مصادرتها من أراضي قرية الولجة، و 1279 دونما أخرى من أراضي قرية بتير غرب مدينة بيت لحم و 571 دونما من أراضي مدينة بيت جالا وسيتضمن بناء عشرين ألف وحدة استيطانية لاستيعاب ما يزيد عن 55,000 مستوطن اسرائيلي. بحيث تكمل هذه المستوطنة المقترحة حلقة المستوطنات الاسرائيلية التي تحيط بجنوب مدينة القدس.
[1] Security cabinet okays legalizing 5 outposts, sanctioning PA officials https://www.timesofisrael.com/cabinet-okays-legalizing-5-outposts-sanctioning-pa-officials-minister-says/