في الثامن عشر من شهر كانون الثاني من العام 2023, نشرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعلانا من ما يسمى “بالمسؤول عن أملاك الحكومة وأملاك الغائبين”, في الضفة الغربية المحتلة – تحت مسمى “اعلان معدل للإعلان المسؤول عن الأملاك الحكومية وأملاك الغائبين” عن قصده بإعطاء اذن بالتخطيط (منح صلاحية التخطيط) على الأراضي الفلسطينية التابعة لكل من بلدات الخضر وأرطاس ونحالين الواردة تفاصيلها ادناه لمنطقة تبلغ مساحتها 320.93 دونما وعلى وجه الخصوص, في الحوض رقم 11 (جزء من القطع 1.0 19-14 26-28,21 5734-7753-8875-112,9579-110 121-123,115,114) والحوض رقم 12 (جزء من القطع 17,12,11,860-14 26-20, 29, 53,51,4948 60-7372,55 129,87-93) والحوض رقم 13 (جزء من القطعة0 ) والحوض رقم 24 (جزء من القطعة 0) من قرية الخضر, والحوض طبيعي رقم 7 موقع خلة ام الفحم في قرية نحالين, والحوض رقم 3 في موقع الخربة في بلدة أرطاس. وبحسب الامر العسكري الإسرائيلي فان اذن التخطيط سيدخل حيز التنفيذ خلال 30 يوما من تاريخ نشر الإعلان الاسرائيلي. نسخة عن الإعلان الإسرائيلي الصادر
الصور 1-4: الإعلان الإسرائيلي “اعلان معدل للإعلان المسؤول عن الأملاك الحكومية وأملاك الغائبين”
ويستهدف الإعلان الإسرائيلي الأراضي الفلسطينية المحاذية لمستوطنة اليعيزر الإسرائيلية من الناحية الشمالية والغربية, داخل ما يطلق عليه الاحتلال الإسرائيلي “بتجمع مستوطنات جوش عتصيون[1]” الإسرائيلي والذي يضم 11 مستوطنة إسرائيلية تحتل ما مساحته قرابة ال 13,000 دونما من الأراضي الفلسطينية (وهي المنطقة العمرانية للمستوطنات فقط) ويقطنها ما يقارب 95 الف مستوطن إسرائيلي.
والإعلان الصادر حديثا هو جزء من الامر العسكري الإسرائيلي الصادر في العام 2014 والذي يقر بالاستيلاء على 984 دونما من الاراض الفلسطينية في المنطقة ذاتها, بالتحديد في السادس من شهر نيسان من العام 2014, حيث أصدر المسؤول عن أملاك الحكومة وأملاك الغائبين في الادارة المدنية الإسرائيلية أنذاك الامر العسكري الإسرائيلي الذي يحمل اسم “امر بشأن أملاك الحكومة (يهودا والسامرة) رقم (59-1967) يعلن من خلاله عن مصادرة 984 دونما من الاراضي الفلسطينية التابعة لكل من نحالين والخضر وأرطاس في محافظة بيت لحم وبلدة بيت امر في محافظة الخليل وذلك من خلال الاعلان عنها بأنها “أراضي دولة”. نسخة عن الامر العسكري: –
الخارطة رقم 1: امر بشأن أملاك الحكومة (يهودا والسامرة) رقم (59-1967) الصادر في العام 2014 والاعلان الاسرائيلي الحالي
ويهدف الإعلان الإسرائيلي برمته الى فرض الحقائق على الأرض الفلسطينية من خلال منح اذن التخطيط والبناء لغرض تحصين تجمع غوش عتصيون الاستيطاني بشكل عام من خلال البناء الاستيطاني في المنطقة في ذات الوقت قطع التواصل الجغرافي الفلسطيني فيها.
تجمع “جوش عتصیون” الاستیطاني وجدار العزل العنصري
نتج عن مخطط جدار العزل العنصري ما یطلق علیه الیوم اسم “التجمعات الاستيطانية”، وھي عبارة عن عدد من المستوطنات الاسرائیلیة والبؤر الاستیطانیة المتواصلة جغرافيا تشكل ما یسمى “تجمع استیطاني”. وعندما شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ببناء جدار العزل العنصري على اراضي الضفة الغربیة المحتلة بما فیھا مدینة القدس، عمدت على احاطة ھذه المستوطنات الاسرائیلیة المترابطة جغرافيا، بالجدار العزل العنصري، بحیث یقوم الجدار على احتواء ھذه المستوطنات الاسرائیلیة المترابطة جغرافيا وربطھا بمدینة القدس بشكل خاص وبالتالي الى المناطق الفلسطینیة المحتلة عام 1948. وعمدت سلطات الاحتلال الاسرائیلی من خلال تنفيذ مخطط جدار العزل العنصري على خلق “التجمع الاستيطاني الإسرائيلي جوش عتصیون ” الاستیطاني مساحة تصل الى 69,823 دونما (69.8 كم مربع حيث تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي الى اضافة ھذا التجمع الاستيطاني “غوش عتصیون” الى حدود بلدیة القدس الغیر قانونیة، بالإضافة الى تجمع معاليه ادومیم الاستيطاني شرق مدینة القدس، والتجمع الاستيطاني “جفعات زئیف” شمال غرب مدینة القدس، وذلك تعزیزا للهدف الاسرائیلي الاسمى بالسیطرة على مدینة القدس وتھویدھا من خلال زیادة اعداد المستوطنین الإسرائیلیین القاطنین في المدنیة مقابل أقلية فلسطينية . وھنا یظھر التخطيط الاسرائیلي الاستراتيجي، حیث ان جدار العزل العنصري لم یكن ولید اللحظة “خوفا على الإسرائیلیین” أو لأسباب أمنیة” كما تدعي إسرائيل، وانما جاء ترسيخا للفكر الاسرائیلي الاستعماري، وتعزیز السیطرة على مدینة القدس والمناطق المحیطة فیھا.
[1] روش تسوریم، افرات، الیعیزر، بیتار عیلیت، ھادار بیتار، جیفاعوت، نیفیه دانییل، الون شیفوت، بیت عاین، كفار عتصیون ومجدال عوز) الإضافة الى عدد من البؤر الاستيطانية، وطرق التفافیة تخدم المستوطنين الإسرائیلیین
اعداد:
معهد الابحاث التطبيقية – القدس ( أريج)