الانتهاك: تضييق الخناق على رعاة الأغنام في خربة طانا.
تاريخ الانتهاك: 23 شباط 2014م.
المكان: خربة طانا شرق بلدة بيت فوريك – محافظة نابلس.
الجهة المعتدية: مستعمرو مستعمرة " ايتمار".
الجهة المتضررة: 38 عائلة بدوية.
تفاصيل الانتهاك:
مع بداية موسم الولادات الحالي عند الأغنام صعد المستعمرون من حدة الاعتداءات التي ينفذونها بهدف التضييق على المزارعين و تدمير قطاع الثروة الحيوانية في مناطق الاغوار الفلسطينية، هذا القطاع الذي يعتبر مصدر الدخل الرئيس للعائلات الزراعية و البدوية في الاغوار. يشار إلى أن خربة طانا البدوية شرق بلدة بيت فوريك لم تكن بأفضل حال عن باقي التجمعات البدوية التي تنتشر في الأغوار والمناطق الشفاغورية من حيث اعتداءات المستعمرين وجنود الاحتلال على حد سواء.
فمنذ يوم الأحد الماضي 23 شباط 2014م يواصل مستعمرو مستعمرة " ايتمار" التضييق على المزارعين والعائلات البدوية في خربة الطويل، وذلك عبر مطاردة المزارعين ومنعهم من استغلال السواد الأعظم من المراعي الواقعة في الأراضي الشرقية المحيطة بخربة طانا، ناهيك على الاعتداء على بعض المزارعين ورعاة الأغنام المتواجدين في المراعي المحيطة للخربة. وفي ساعات الظهيرة من يوم الإثنين 24 شباط أقدمت مجموعة متطرفة من مستعمري مستعمرة " ايتمار" على الاعتداء بالضرب المبرح على المزارع فهمي خليل حنني (54عاماً) من خربة الطويل أثناء رعي الأغنام في الأراضي الفلسطينية المحيطة بخربة الطويل، هذا الاعتداء تكرر في نفس اليوم حينما اعتدى نفس المجموعة من المستعمرين على المزارع خالد أحمد نصاصرة (17عاماً) أثناء رعي الأغنام في منطقة أخرى في محيط خربة الطويل، إضافة إلى المضايقات العشوائية التي تم هنا وهناك وبشكل يومي لدرجة أنها تحرم المزارعين من استغلال المراعي. هذا الاعتداءات برمتها جاءت بالتنسيق الكامل مع قيام جنود الاحتلال بإجراء تدريبات عسكرية في الأغوار الفلسطينية، والنتيجة الحتمية هي تشريد السكان وتدمير القطاع الزراعي برمته وعلى الأخص قطاع الثروة الحيوانية في الأغوار.
خربة طانا في سطور.
صورة 1 & 2: خربة طانا
يذكر أن أراضي خربة طانا تابعة لقرية بيت فوريك وهي منطقة ممسوحة لدى المالية وموثق ملكيتها بأسماء مواطنيها ومسجلة بدائرة الأراضي والمساحة على زمن الحكومة الأردنية والأتراك أيضاً، وتعتبر السلة الغذائية لبلدة بيت فوريك والقرى المجاورة لخصوبة أراضيها واحتوائها على المياه، و تعتبر من أجمل الأراضي والمراعي الموجودة في المنطقة. ولكن دولة الاحتلال منذ بداية احتلالها للضفة الغربية وهي تقوم بمصادرة وسيطرة الأراضي فقد صادرت من أراضي بيت فوريك ومنها الخربة 18 ألف دونم أي حوالي 50% من أراضي البلدة، وقد حولت مزارعي البلدة وسكانها من فلاحين إلى عمال يعملون لدى مزارع الاحتلال مما هددت مصدر رزقهم، وهي اليوم تقوم بإكمال مشروعها الذي بدأته منذ تلك الفترة. يشار إلى أنه بعد سيطرة الاحتلال على أراضي خربة طانا وبلدة بيت فوريك بشكل عام أنشأت مستعمرة "ماخورا" ، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة تدريب عسكرية للجيش الإسرائيلي هناك، ومن المعروف أن خربة طانا لم تسلم يوماً واحداً من اعتداءات المستعمرين بالتنسيق مع جيش الاحتلال، حيث قام جيش الاحتلال أكثر من مرة بإغلاق المنطقة وتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة منذ عقد السبعينات من القرن الماضي وحتى تاريخ اليوم.
من الجدير بالذكر انه في مطلع شهر شباط من عام 2009 حكمت محكمة العدل العليا الإسرائيلية قراراً بشكل نهائي -غير قابل للاعتراض – بهدم جميع البركسات الزراعية في خربة طانا وتهجير جميع المزارعين ممن يملكون أراض زراعية والبالغ عددهم نحو 50 عائلة (300 مواطن) ومصادرة حوالي ثلث أراضيها والتي تبلغ مساحتها الإجمالية ستة آلاف دونم تقع جميعها في المنطقة المصنفة C، ورغم هذا فإن ما يسمى بـ'الإدارة المدنية' ترفض السماح لسكان القرية بالاستمرار في العيش على أراضيهم وفي بيوتهم وإقامة المباني لسد احتياجاتهم حيث يسكن المواطنون بيوت من الطوب وبركسات وخيم وكهوف وفيها جامع ومدرسة واحدة، وهي تتعرض لعمليات هدم منظمة طالت كامل البيوت والحظائر في التجمع البدوي.
اعداد: مركز أبحاث الاراضي – القدس