لم يمضي سوى ايام قليلة على اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على مصادقته على مخطط لبناء 660 وحدة استيطانية في مستوطنة رامات شلومو الاسرائيلية و400 وحدة استيطانية في مستوطنة هار حوما الاسرائيلية، لتعقد اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء التابعة لبلدية القدس اجتماعا في الرابع من شهر تشرين الثاني من العام 2014، لتصادق على بناء 500 وحدة استيطانية ليتم بناءها في مستوطنة رامات شلومو وذلك تكملة لمسيرة نتنياهو في توسيع مستوطنة رامات شلومو (بما معناه ان هذه 500 وحدة استيطانية التي صادقت عليها اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء التابعة لبلدية القدس، هي جزء من المخطط الذي صادق عليه نتنياهو لبناء 660 وحدة استيطانية في رامات شلومو)[1].
واستكمال لما نشر سابقا في الصحف الاسرائيلية، عن وثيقة في مكتب نتنياهو، تتضمن المصادقة على مشاريع استيطانية جديدة في المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية المقامة على الاراضي الفلسطينية المحتلة. وتأكيد على هذه الوثيقة، عقد اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء التابعة لبلدية القدس، اجتماعا في الخامس من شهر تشرين الاول من العام 2014، لإعطاء تراخيص لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في المستوطنات المقامة بشكل غير شرعي على الاراضي الفلسطينية المحتلة في مدينة القدس، حيث انتهى الاجتماع بالإعلان عن إصدار تراخيص لبناء 244 وحدة استيطانية في مستوطنة راموت الاسرائيلية غير الشرعية بالإضافة الى المصادقة على بناء 62 وحدة استيطانية في مستوطنة هار حوما الاسرائيلية غير الشرعية. وبهذا تتأكد مساعي اسرائيل في هدم عملية السلام، والمضي قدما نحو توسيع المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية المقامة على الاراضي الفلسطينية المحتلة وبشكل خاص في مدنية القدس، وذلك على حساب الاراضي الفلسطينية، وعلى حساب التوسع العمراني الفلسطيني. وبهذا يتأكد ما صرح به رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال افتتاح الدورة الشتوية للكنيست الاسرائيلي، حين اعلن نتنياهو "على حق دولة اسرائيل في البناء في مدينة القدس". وليأتي بعد ذلك وزير الاسكان الاسرائيلي أوري ارئيل ليعلن "أن الوقت قد حان للبناء في مدينة القدس وفي الضفة الغربية المحتلة دون قيود". وتأكيد على ما يعلن ويصرح به الوزراء الاسرائيليين، تصادق اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء على وحدات استيطانية في كل من مستوطنة رامات شلومو وراموت وهار حوما ضاربة بعرض الحائط كل المساعي الدولية والاقليمية لإحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين المتوقفة منذ أواخر شهر نيسان من العام 2014.
وجاء اجتماع اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء المنعقد في الخامس من شهر تشرين الثاني من العام 2014، لإعطاء تراخيص بناء على النحو التالي:
- مستوطنة راموت الاسرائيلية الواقعة الى الشمال الغربي من مدينة القدس. صادقت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء على اعطاء ترخيص لبناء 216 وحدة سكنية استيطانية موزعة على ثلاث بنايات المتوافقة مع المخطط TPS 8186، حيث تم التقديم للحصول على هذه التراخيص عام 2008. كما وتم اعطاء ترخيص بناء 28 وحدة سكنية استيطانية في بناية واحدة بما يتوافق مع المخطط رقم TPS 6576.
- مستوطنة هار حوما الاسرائيلية الغير شرعية الواقعة الى الجنوب من مدينة القدس. تم المصادقة على اعطاء تراخيص لبناء 62 وحدة سكنية استيطانية موزعة على بنايتين، بما يتوافق مع المخطط رقم TPS 10310.
ومن الجدير ذكره بان صحيفة "كول هعير" الاسرائيلية كشفت في بداية شهر تشرين الاول من العام 2014، عن ان شركة اسرائيلية للمقاولات بدأت بتنفيذ مشروع لبناء ثلاث بنايات استيطانية في مستوطنة هار حوما الاسرائيلية بحيث يضم كل مبنى من 21-27 وحدة سكنية استيطانية.
مستوطنة راموت وهار حوما الاسرائيليتين:
- مستوطنة راموت الاسرائيلية غير الشرعية، تقع الى الشمال الغربي من مدينة القدس المحتلة. تأسست مستوطنة راموت الاسرائيلية عام 1973. تبلغ مساحتها 3408 دونم. يقطن في مستوطنة راموت الاسرائيلية ما يقارب 47026 مستوطنة اسرائيلي وذلك حسب احصائيات عام 2011.
خلال عام 2014، صادقت الحكومة الاسرائيلية في شهر ايار على مخطط لبناء 734 وحدة استيطانية في مستوطنة راموت الاسرائيلية.
مستوطنة راموت الاسرائيلية
- مستوطنة هار حوما الاسرائيلية غير الشرعية، أقيمت بشكل غير قانوني وغير شرعي على أراضي فلسطينية محتلة وتعود ملكيتها لفلسطينيين يسكنون في مدينة بيت ساحور الى الشرق من مدينة بيت لحم. تقع المستوطنة الى الشمال من مدينة بيت ساحور. تأسست مستوطنة هار حوما الاسرائيلية الغير شرعية عام 1997. تبلغ مساحة المستوطنة حاليا 2262 دونم. ويسكن في المستوطنة 25000 مستوطنة اسرائيلي وذلك حسب احصائيات عام 2011. وتعتبرها حكومة الاحتلال الاسرائيلي جزء لا يتجزأ من مدينة القدس.
خلال العام 2014، صادقت الحكومة الاسرائيلية على العديد من المخططات والمناقصات لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في مستوطنة هار حوما الاسرائيلية:
مستوطنة هار حوما |
شهر الذي صدر فيه المصادقة على المخطط أو المناقصات |
عدد الوحدات الاستيطانية |
شباط |
389 |
|
223 |
||
آذار |
146 |
|
أيار |
50 |
|
حزيران |
172 |
|
تشرين الاول |
71 |
|
400 |
||
قاعدة البيانات في معهد الابحاث التطبيقية القدس- أريج 2014 |
في الختام:
تكمن أهمية البناء الاستيطاني المتزايد في الفترة الاخيرة في مدينة القدس وضواحيها، بالسير قدما نحو خلق واقع جديد على الاراضي وتغير ما هو قائم، بحيث يتم تنفيذ المخطط الاسرائيلي "القدس الكبرى" الهادف الى جعل مدينة القدس الفلسطينية، ذات اغلبية يهودية، واقلية فلسطينية.
حيث وعلى الرغم من الضغطات الدولية الهائلة التي تتعرض لها اسرائيل بشأن البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية المحتلة، الا ان سلطات الاحتلال الاسرائيلية لا تعطي أهمية لكا هذه لهذه الضغطات التي تنادي بوقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وتسير قدما نحو توسيع المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية المقامة داخل حدود بلدية القدس وعلى اراضي الضفة الغربية المحتلة، بالإضافة الى مصادرة الاراضي الفلسطينية لها الغرض.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)