قامت سلطات الاحتلال في الرابع عشر من شباط 2009 بإعادة فتح مداخل بلدة بني نعيم شرق محافظة الخليل، وذلك بإزالة المكعبات الإسمنتية والكتل الصخرية والسدات الترابية التي كانت تغلق مداخل البلدة منذ العام 2000.
وأفاد رضوان مناصرة رئيس بلدية بني نعيم لباحث مركز أبحاث الأراضي أن سلطات الاحتلال وعبر جرافاتها حضرت إلى الشوارع المغلقة وشرعت بإزالة المكعبات الإسمنتية وفتح السدات الترابية، فيما أتمت معدات البلدية عملية تنظيف الشوارع وإزالة الأتربة والصخور، مشيراً أن هذه العملية تمت بعد مطالبات كثيرة ورفع شكاوى لمحكمة الاحتلال بضرورة إعادة فتح هذه المداخل.
تسع سنوات كانت كافية بخنق أهالي بلدة بني نعيم:
وأضاف مناصرة إن فتح شارع ‘ واد الجوز’ والذي يعتبر المدخل الرئيس لبلدة بني نعيم جاء بعد خنق البلدة ومواطنيها لمدة تسع سنوات شكلت للمواطنين حصاراً خانقاً وجعلتهم يسلكون طرقاً ترابية ووعرة جداً عبر الجبال للانتقال من والى مدينة الخليل.
و أوضح مناصرة أن سلطات الاحتلال فتحت بالإضافة إلى الشارع الرئيس والذي يعرف ‘بشارع واد الجوز’ شوارع ‘ خلة الوردة ‘ و ‘ الجلاجل ‘ وهي أيضا من مداخل البلدة الغربية.
حرمان من السير على طرق واسعة ومعبدة:
إن إغلاق هذه الشوارع طيلة المدة السابقة وعبر تسع سنوات أدت إلى حرمان بلدية بني نعيم من إعادة تأهيل هذه الشوارع وتطويرها حيث أشار مناصرة الى حرمان المواطن في بلدة بني نعيم من سلك طريق معبد تسهل الحركة عليه، مضيفاً انه وبعد فتح هذه الشوارع ستقوم البلدية بإعادة تأهيله من خلال توسعته وتشجيره على الجوانب فضلاً عن إنارته ليلاً.
18 كم إضافية كان يسلكها المواطن الفلسطيني:
عانى المواطن في بلدة بني نعيم طيلة مدة إغلاق هذه الشوارع كثيراً، حيث أن المواطن كان يسلك مسافة تقدر ب’32كم ‘ وعبر الجبال أو عبر ما يعرف بطريق ‘النبي يقين ‘ والذي لا يخلو من الحواجز العسكرية الإسرائيلية أيضاً، مستطرداً حديثه انه وبعد إزالة هذه السدات والمكعبات والصخور أصبح الوصول من بلدة بني نعيم الى مدينة الخليل لا يتعدى أل’ 14 ‘ كم.
18 كم إضافية كان يسلكها المواطن الفلسطيني:
أكثر المتضررين من إغلاق المداخل كان قطاع النقل العام واصحاب سيارات الاجرة في بلدة بني نعيم، فمحمد مناصرة، سائق تكسي عمومي على خط بني – الخليل ، أفاد انه عانى كثير من إغلاق هذه الطرقات، وسلك الجبال والطرق الوعرة طيلة سنوات الإغلاق، وتكبد خسائر جمة في عربته التي كثيراً ما تكسرت إطاراتها وتعطل عن عمله لأكثر من مرة لصعوبة سلك الطرق الوعرة، هذا وتقدر خسائر سيارات الأجرة ‘ العمومي’ فقط نتيجة الإغلاق الذي استمر 9 سنوات بحوالي مليون شيكل نتيجة استخدام طرق وعرة وغير مؤهلة لتوصيل الركاب من والى بني نعيم.
لم يسلم المواطنون بعد :
يشار هنا أن هذه المداخل الثلاثة تتفرع من الشارع الالتفافي ‘رقم 60 ‘ ولا مداخل أخرى لبني نعيم غير هذه الطرق، مع العلم أن السدة الترابية التي أغلقت شارع واد الجوز كانت تبعد حوالي كيلو متراً عن الشارع الالتفافي وكانت في قلب أراضي بلدة نعيم وبين بساتينها، ومع ذلك – ولدى زيارة باحث مركز أبحاث الأراضي للمكان – ابلغ بتواجد قوات شرطة الاحتلال التي تلاحق السائقين والسيارات على هذا الشارع وتحرر المخالفات المرورية لهم.
‘ارض اليهودي’ خلية سرطانية في المكان:
كان من اللافت في منطقة واد الجوز وعلى طرف الشارع المعاد فتحه تواجد آلية للاحتلال وجنود يقومون بأعمال الدورية في مزرعة وسط أراضي المواطنين، حيث أفاد موظف في بلدية بني نعيم أن هذه القطعة قد استولى عليها المستوطنون اليهود، وكانت تقدر مساحتها ب (15 ) دونماً من أراضي بني نعيم، ثم أخذت المصادرة تلتهم ما حول هذه القطعة لتصبح الآن حوالي ( 40 ) دونماً، ويستولي عليها لمستعمراً من مستوطنة ‘ كريات أربع ‘، ويقوم جنود الاحتلال بحراسة هذه القطعة والمستوطن على مدار الساعة، كما قامت سلطات الاحتلال بالتواطؤ مع المستعمر بإيصال الكهرباء الى هذه القطعة المصادرة انطلاقاً من مستوطنة ‘ كريات أربع ‘ وعبر الشارع الالتفافي’60’ .
صورة 8 +9 : أراضٍ اليهودي وجنود الاحتلال يحرسونها
وقد لوحظت ‘ الكرافانات المتنقلة ‘ على هذه الأرض المصادرة، فضلاً عن الأسلاك الشائكة التي تحيط بهذه القطع وبوابة حديدية على شارع واد الجوز توصل الى هذه القطعة المزروعة بالعنب واللوزيات.
تخوف أهالي بلدة بني نعيم من إقامة مستعمرة على أراضيهم:
بلدية بني نعيم أبدت تخوفها من إقامة مستوطنة على هذه الأراضي – الأرض التي يستولي عليها المستعمر – بعد وضع الكرافانات المتنقلة وتوفر الكهرباء وخطوط المجاري والحراسة من قبل جنود الاحتلال علماً أن هذه القطعة التي تقع في داخل حدود بني نعيم وتبعد حوالي 3 كم عن مستوطنة ‘كريات أربع’، مما ينذر بالخوف من توسيع الاستيطان ليربط هذه القطعة أو البؤرة الاستيطانية بمستعمرة ‘ كريات أربع’ وبالتالي عزل بني نعيم نهائياً عن الخليل.
صورة 11 ‘كريات أربع’ مقابل بني نعيم
جدير بالذكر أن ‘الإدارة المدنية ‘ التابعة للاحتلال كانت قد حذرت بلدية بني نعيم انه سيعاد إغلاق كافة مداخل البلدة في حال تعرضت ارض اليهودي أو جنود الاحتلال المتواجدين فيها لأي ‘حجر تقذف باتجاههم’ حسب رئيس البلدية، وهذا يعني أن فتحهم لهذه المداخل هدفه هو تكثيف حالة الاحتكاك بين مواطني بني نعيم وبين المستوطنين اليهود والجيش الإسرائيلي لتشكيل مقدمة لمزيد من المصادرة والاستيطان.
تعريف ببلدة بني نعيم:
تقع الى الشرق من مدينة الخليل، وتبعد عنها 8 كم، وتبلغ المساحة الكلية لبلدة بني نعيم 157,774 دونماً، وتقدر مساحة البناء بـ 3,913 دونماً، وتحيط بها أراضي سعير والخليل و يطا وعرب الجهالين والكعابنة، وقدر عدد سكانها عام 2007 نحو 20,084 نسمة.
تقدير الخسائر الناجمة فترة إغلاق مداخل بني نعيم:
بعد تسعة سنوات من الإغلاق احتجاج مواطنو بني نعيم لاستخدام طرقاً بديلة ضاعفت عليهم كلفة الحركة وأجور التنقلات والمواصلات. كما رفعت أسعار المواد الغذائية بكافة أنواعها وكذلك كلفة مواد البناء من اسمنت وباطون جاهزة والحديد والحجر- كما أضعفت من قدرات البلدة على تسويق منتجاتها مما اضعف وضعها الاقتصادي، وقد قدرت خسائر بلدة بني نعيم السنوية نتيجة الإغلاق بحوالي (50) مليون دولار.