مرّت في الخامس عشر من أيار الذكرى الـ 68 للنكبة الفلسطينية التي هجّر الاحتلال الإسرائيلي 750 ألف فلسطيني بواقع 628 مدينة وقرية مهجّرة، ودمر أكثر من 500 قرية فلسطينية، فمنهم من هُجر قسرياً داخل الأراضي الفلسطينية، ومنهم من رحل قسرياً إلى الدول العربية المجاورة ((الأردن ولبنان وسوريا والعراق)) ليعيشوا في مخيمات اللجوء، وفي المقابل صادر الاحتلال أملاك الفلسطينيين المهجرين بالحرب ووضعها تحت تصرف دائرة حارس أملاك الغائبين، وهذا أوكل إدارتها إلى الصندوق القومي اليهودي، الذين بدورهم قاموا بإحلال مستعمرين يهود مكان الفلسطينيين المهجّرين والذين دمرت قراهم.
وبقيت شهية الاحتلال مفتوحة لمصادرة واحتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية، فشنّ حرب الخامس من حزيران عام 1967 التي عرف بنكسة حزيران 1967م وكانت نتيجتها إحتلال الضفة الغربية وتشمل شرقي القدس وقطاع غزة وهضبة الجولان العربية السورية وسيناء العربية المصرية، وهدم خلال الحرب قرى اللطرون شمال غربي القدس ( عمواس ، بيت نوبا ، يالو ) وهدموا حي الشرف وباب المغاربة بالبلدة القديمة من القدس.
هذا ولا يزال الاحتلال يواصل إتباع سياسة مصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين داخلياً، حيث يمنع التطور والبناء في أي قرية فلسطينية في المناطق المصنفة "ج" في الضفة الغربية ليحد من توسع تلك القرى لتبقى المناطق الفارغة مخزون استيطاني استعماري .
وظلت حكومات الاحتلال المتعاقبة بعد عام 1967م تضع خطط وقوانين تسمح لها بمصادرة ممتلكات الفلسطينيين الخاصة والعامة في الضفة الغربية وشرقي القدس، وتقيم المستعمرات الإسرائيلية، وتشرعن البؤر الاستعمارية وتحولها لمستعمرات معترف بها، ولخدمة الاستيطان أنشأ الاحتلال طرقاً التفافية واستعمارية، وأقام معسكرات للجيش، ومناطق عازلة للطرق والمستعمرات والمعسكرات وأبراج الجيش العسكرية، وإقامة الجدار العنصري هذا فضلا عن آلاف الدونمات الزراعية كمزارع للمستعمرين ، وكذلك قاموا بوضع مخططات هيكلية للمستعمرات على مساحات شاسعة تبتلع أراضي الفلسطينيين كل ذلك لخدمة الاستيطان الذي أصبح يسيطر على 38.8% من مجمل أراضي الضفة الغربية (أي أكثر من نصف الأراضي المصنفة "ج" في الضفة الغربية)، وهذه المساحة تزيد عن مساحة (أ، ب) التي تشكل 36.1%
من مجمل مساحة الضفة الغربية، ولم يتبقى سوى 25.1% من الضفة الغربية وهذه ينازع عليها المستعمرون لسلبها من أصحابها الأصليين ؟!! كل ذلك في ظل حكومة المستوطنين التي يقودها نتنياهو.
لقد بات واضحاً التسارع المتفجر بفرض الحقائق على الأرض من قبل الاحتلال الصهيوني وأجهزته المختلفة، حيث بلغ المعدل الشهري لهدم المساكن الفلسطينية خلال السنوات الستة الأخيرة حوالي (17) مسكناً، في حين بلغ المعدل الشهري لهدم المساكن خلال الأشهر الخمسة الأولى لعام 2016 حوالي (47) مسكنا !!!
أما المعدل الشهري للمنشآت المهدومة خلال السنوات الماضية فقد بلغ حوالي (33) منشأة، بينما بلغ المعدل الشهري خلال الأشهر الخمسة الأولى لهذا العام حوالي (78) منشأة !!! وليبلغ عدد أوامر الهدم للمساكن والمنشآت خلال شهر أيار 2016 فقط حوالي (223) مسكنا ومنشأة !!!
بهذه الأرقام المفزعة تمر علينا ذكرى حزيران لتبلغنا أن ما تم إحتلاله فيها قد تم إبتلاع معظمه .. بعد أن مرت علينا ذكرى النكبة وأبلغتنا بأن ثلاثة أرباع فلسطين التاريخية لم يبق لكم حق التفكير فيها ! فهل آن الأوان لنا أن نتعظ !!!؟؟؟
اعداد: