سلمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي يوم الاربعاء الموافق 6/8/2008 عائلة المربية فريال ابو هيكل من سكان حي تل الرميدة أمراً عسكرياً يقضي ‘ بوضع اليد ‘ والاستيلاء على قطعة ارض مساحتها (1.5 ) دونم، وحيازتها حيازة مطلقة، والواقعة ضمن اراضي مدينة الخليل (حوض 34416 )، قطعة رقم ( 50.51.54 ).
ويحمل الأمر العسكري رقم ( 94/ 05 / ت ) بعنوان ( تمديد وتعديل حدود يهودا والسامرة 5768 – 2008 ) ، وموقع من قبل ( جادي شمني،الوف )، بصفته قائد لجيش الاحتلال. وبين الأمر العسكري ان الهدف من الاستيلاء على هذه القطع يعود ( لاغراض عسكرية ولاقامة معسكر لجيش الاحتلال )، حسب الأمر العسكري .يشار هنا انه وفي العام 1991، كانت سلطات الاحتلال قد سلمت عائلة ابو هيكل أمراً مماثلاً للذي استلموه مؤخراً، وتم بموجبه الاستيلاء على القطع ( 50.51 ) والمقدرة بنحو ( 750 ) متراً تعود ملكيتها لورثة ( سالم ازغير ) واقيم عليها معسكراً لجيش الاحتلال، وجاء هذا الأمر الأخير ليقضي بتوسعة هذا المعسكر.
القطعة رقم ( 54 ) تبلغ مساحتها الطبيعية نحو ( 14 ) دونماً، حيث – حسب الامر العسكري– سيتم مصادرة ( 1.5 ) دونماً منها لصالح ‘ توسعة المعسكر ‘ ، وتعود ملكية هذه القطعة لورثة ‘ سليم ابو هيكل ‘ وهم :
جميل راتب سليم ابو هيكل ( متوفى ) وورثته كل من ( هناء ، منى ، لينا ، هاني ، خلدون ، ووالدتهم ).
عبد العزيز راتب سليم ابو هيكل .
واوضحت السيدة فريال ابو هيكل ان قسماً من القطعة رقم ( 54 ) تتبع لدائرة الاوقاف الإسلامية، حيث ان السيد ‘ صادق أبو هيكل ‘ كان قد تبرع بها للاوقاف الإسلامية، إلا انه عاد واستاجرها من الاوقاف الان ويقوم بزراعتها.
جنود الاحتلال الذين سلموا الامر العسكري للسيدة ‘ ابو هيكل ‘ اخبروها ان ‘ مسؤولاً في سلطات الاحتلال ‘ سيحضر الى المكان ويبين لهم حدود القطعة المنوي الاستيلاء عليها وتعيينها على ارض الواقع الا انه لم يحضر الى حين اعداد هذا التقرير.
أما عن طبيعة الارض المشار اليها في الامر العسكري فهي عبارة عن قطعة ارض تقع على سفح تل الرميدة ومزروعة بالزيتون الرومي اذ يبلغ عمر الشجرة الواحدة مئات السنين، بالإضافة الى اللوزيات والعنب، وبها بئر مياه جاهز للاستعمال ويحظر الاحتلال على المواطنين البناء عليها باعتبارها (منطقة اثرية ) حسب ادعاءاتهم واقام المستوطنون في المكان ما يشبه المعبد الديني اليهودي حيث يؤموه تحت حراسة جنود الاحتلال.
أما عن المعسكر المنوي توسعته على حساب اراضي المواطنين في تل الرميدة ، فقد اقيمت البؤرة الاولى لهذا المعسكر في عام 1991، وكانت عبارة عن خيام وضعها المستوطنون وجنود الاحتلال، وفي العام 1994، تم وضع البيوت المتنقله ( الكرافانات )، حيث يوجد الان في المعسكر حوالي ( 15 ) بيتا متنقلا ، وبعض الخيام وبرج للمراقبة في اقصى الشمال الغربي من القطعة ( 54 ) .
هذا المعسكر الاحتلالي سبب للمواطنين الكثير من المضايقات والمعاناة، فضلا عن المعاناة التي سببها مستعمرو مستعمرة ‘ رمات يشاي ‘ ، المقامة على أراضي تل الرميدة أيضاً منذ العام 1984، فيقوم جنود الاحتلال بفرض منع التجوال على المواطنين الفلسطينيين، واعتقال بعض العائلات الفلسطينية كعائلة فريال ابو هيكل اذ تفيد ‘ انها اعتقلت وزوجها واثنان من ابنائها وتم دفع غرامة تقد بنحو 4500 شيكل ‘ مقابل اطلاق سراحهم، كما يمنعهم جنود الاحتلال من حراثة اراضيهم ويطلبون منهم احضار التصاريح في حال اقدامهم على حراثتها.
مالكي الأراضي الذين رفضوا القرار العسكري الاحتلالي توجهوا بكتب اعتراض على القرار الى كل من محافظة الخليل ، وبلدية الخليل ولجنة اعمار الخليل، بالإضافة الى الارتباط المدني الفلسطيني، لطلب المساندة والمساعدة في الغاء هذا القرار الجائر. مرفق إخطار المصادرة مع الخارطة التي سلمها الاحتلال لعائلة أبو هيكل
تعريف بتل الرميدة:
يقع تل الرميدة في قلب مدينة الخليل الى الجنوب من مركز المدينة، حيث يعتبر مركزا استراتيجياً يطل على قلب المدينة، وكان مركزاً للحكم نظراً لموقعه على مر العصور، سمي بهذا الاسم نسبة الى رماد الفخار الذي كان يصنع في المكان منذ القدم.