بعد معاناة طويلة لأهالي خربة يزرة الواقعة على بعد 6كم شرق مدينة طوباس للحصول على الدعم والتمويل اللازم لشق طريق زراعية تربط خربتهم بمدينة طوباس وذلك من اجل التسهيل عليهم في حياتهم اليومية، وافقت وزارة المالية الفلسطينية على شق الطريق المذكور بطول 4كم لربط القرية بالشارع الرئيسي ولكن فرحة أهالي يرزة لم تطل فلقد تفاجئوا بعد أسبوع من البدء في العمل بالطريق بقدوم عدد من دوريات جيش الاحتلال الإسرائيلي وقيامها بوقف العمل في شق الشارع الذي يربط خربة يزرة مع مدينة طوباس واحتجاز بطاقاتهم الشخصية لكل من نعيم حافظ مساعيد رئيس لجنة مشاريع يزرة وسائق الجرافة أحمد كميل، حيث هدد جنود الاحتلال بمصادرة جميع الآلات في حال حاول أهالي الخربة إعادة شق الطريق من جديد، حيث تدعي سلطات الاحتلال أن عملية شق الطريق كانت بدون ترخيص كون أن المنطقة مصنفة C من اتفاق أوسلو، حيث يشار إلى أن هذه الخطوة بمثابة صدمة قوية كانت بالنسبة لأهالي خربه يرزة وبالتالي تبدد حلمهم في تطوير الخربة الصغيرة التي تفتقر لأي نوع من الخدمات الأساسية.
يشار إلى أن خربة يزرة تقع إلى الشرق من مدينة طوباس، وهي عبارة عن تجمع يضم 80 نسمة، يعتمدون في حياتهم على الزراعة وتربية المواشي كمصدر أساسي ووحيد للدخل لديهم، علماً بأن هذا العدد قابل للزيادة تحديداً في فصل الربيع نتيجة هجرة عدد كبير من البدو والمزارعين إلى هذا التجمع طمعاً بالمراعي في تلك المنطقة، والقرية تقع في مجملها في المناطق المصنفة C من اتفاق أوسلو، و تبعد مسافة 1.5كم عن معسكر لتدريب جيش الاحتلال الإسرائيلي.
يشار إلى أن أهالي خربة يزرة ينحدرون بالأصل من عائلة بشارات وضراغمه حيث يعيشون هناك منذ فترة طويلة في بيوت جميعها مبنية من الصفيح والخيش ما عدا منزل واحد مبني من الباطون، علماً بأن القرية تفتقد إلى أدنى مقومات البقاء من كهرباء و طرق بالإضافة إلى الخدمات الأساسية الأخرى، وهم يعتمدون على مدينة طوباس القريبة منهم في سد الكثير من حاجاتهم والمواد الغذائية التي يحتاجونها.
صورة 1+2: أعمال هدم منشآت زراعية في الأغوار الشمالية
تجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال منذ احتلالها للضفة الغربية عام 1967م وهي تواصل حربها ضد التجمعات البدوية الصغيرة المنتشرة في الأغوار الفلسطينية بشكل خاص و في كافة أنحاء الضفة الغربية بشكل عام وذلك في خطوة لإخلاء هذه التجمعات الفلسطينية لصالح توسيع الطرق الالتفافية والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، حيث يشار إلى أن جميع التجمعات البدوية المنتشرة في الأغوار الشمالية مثل خربة يزرة وخربة سمرا و خربة وادي المالح وقرية العقبة وغيرها تعاني من انعدام الخدمات الإنسانية الأساسية وذلك بقرار خطي من الاحتلال، حيث أن تلك التجمعات محذور عليها القيام في التوسع في البناء أو حتى التوسع في إقامة المزارع في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك لا يسلم رعاة الماشية في تلك التجمعات من مطاردة جنود الاحتلال لهم وكذلك المستوطنين في المستوطنات المجاورة مثل ‘ميحولا وبيقعوت وروي’، حيث تم تسجيل العديد من الاعتداءات والتجاوزات التي قام بها المستوطنون بحق أهالي تلك التجمعات.
بالإضافة إلى ذلك تواصل سلطات الاحتلال حملتها في إنذار المنازل البدوية في الأغوار الفلسطينية بالهدم حيث أقدمت في الأسبوع الأول من أيلول 2008 على إنذار عدد من المنشآت والبالغ عددها 13 منشأة بوقف البناء في وادي المالح بحجة عدم الترخيص والبناء في المنطقة المصنفة C من اتفاق أوسلو، كذلك هو الحال في بقية الخرب والتجمعات البدوية التي منشآتها بالكامل مهددة بالهدم لصالح توسيع المستوطنات القائمة في المنطقة والتي هي بالأصل مبنية على أنقاض تلك الخرب ليصبح المستوطنين يتمتعون بكامل الحرية والرفاهية والحق في العمل والبناء، بينما أصحاب تلك المنشآت البدوية مهددون بالطرد من المكان في أيه لحظة، حتى البسطات التجارية المنتشرة على طول شارع 90 تم تجريفها بالكامل في أواخر شهر آب 2008 والتي تعود ملكيتها ل13 فرداً من الأغوار الشمالية وتعتبر مصدر دخل ل17 عائلة من الأغوار الشمالية علماً بأن هذه المحال التجارية مبنية من الصفيح وتبعد عن شارع رقم 90 في الأغوار الشمالية مسافة 50م عن الجانبين، إلا أن الاحتلال أصر على هدمها في خطوة لضرب مصدر الدخل لهذه العائلات وتهجيرهم من المكان.
خلاصة:
ما يحدث لخربة يزرة والخرب المجاورة يؤكد أطماع الاحتلال الإسرائيلي لمصادرة أراضي هذه التجمعات القروية والبدوية الفلسطينية لصالح المستوطنات الإسرائيلية المجاورة، تأكيد وإمعان بوضع المزيد من العراقيل لأي حلول سياسية متوقعة.