توشك سلطات الاحتلال الإسرائيلي على وضع اللمسات الأخيرة على خط كهرباء الضغط العالي الذي يمر في منطقة ‘ الشعابة ‘ إحدى أحياء مدينة الخليل وعلى مقربة من مستوطنة ‘ كريات أربع ‘ في الجهة الشرقية من المدينة. وقد بدأت سلطات الاحتلال بالعمل في هذا المشروع قبل حوالي نصف عام, حيث قامت وبدون إذن مسبق بعمليات الحفر في أراضي المواطنين ووضع قواعد لأبراج الضغط العالي الذي سيمر في المكان.
ويمتد الخط الكهربائي هذا من منطقة ‘جبل الكهرباء’، حيث تقع على هذا الجبل محطة إسرائيلية لتوليد وتقوية الكهرباء لتزود المستوطنات المقامة على أراضي جبل الخليل عبر هذه المحطة, وصولاً إلى مستوطنة ‘هادار بيتار’ غرب بلدة حوسان, حسب ما أشارت إليه مصادر إعلامية. في حين ان العمل جار الآن من منطقة ‘ جبل الكهرباء ‘ ووصولاً الى الشارع الالتفافي ‘ 60’ شرق مدينة الخليل، حيث شوهدت الأبراج العالية وشوهدت الأسلاك التي تستعمل لسحب الكوابل المزودة للكهرباء على هذه الأبراج، ولدى تواجدنا في المكان شوهدت عمليات سحب هذه الكوابل عبر هذه الأبراج من خلال الأسلاك التي تسهل عمليات سحب الكوابل عبر البكرات على الأعمدة، وتحت حراسة سيارة عسكرية لجيش الاحتلال التي تمر تحت هذا الخط ذهاباً وإياباً، ويقدر ما تم إكماله من هذا الخط الكهربائي المار عبر أراضي المواطنين بحوالي ‘ 10 ‘ كم من ‘جبل الكهرباء’ مروراً بالشعابة ووصولاً الى الشارع الالتفافي.
المواطنون المتضررون من أهالي ‘ الشعابة ‘ أفادوا أنهم قاموا برفع دعوى قضائية لدى محاكم الاحتلال لوقف العمل في هذا المشروع الذي يهدد بيوتهم وأراضيهم، إلا ان هذه الدعوات قوبلت بالرفض واستمر العمل في المشروع الذي أوشك على الانتهاء في منطقة ‘ الشعابة ‘. إن مرور هذا الخط من أراضي المواطنين شكل لهم ضرراً جسيماً من خلال زرع أبراج الضغط العالي في أراضيهم الزراعية بالإضافة إلى اقتلاع بعض الأشجار المثمرة بالجرافات والحفارات التي تحفر لزرع الأعمدة .
ونذكر هنا بعضاًً من المواطنين الذين تعرضت أراضيهم لعمليات السلب عبر هذا الخط الكهربائي، من خلال زراعة أبراج الضغط العالي فيها ومرور الخط الكهربائي منها ، فمنهم :
1- إقامة برج على أراضي تعود ‘ للحاج صبحي الكركي ومسعود الكركي ‘، وتقدر هذه القطعة بحوالي ‘ 6 ‘ دونمات ومزروعة بالأشجار المثمرة.
2- إقامة برج على أراضي تعود ملكيتها لعوائل ‘ جابر، وسمور، وخلف ‘ إذ يبلغ مساحة هذه القطع حوالي ‘ 20 ‘ دونما مزروعة بالأشجار المثمرة كالعنب والزيتون واللوزيات .
3- إقامة برج على أراضي المواطن ‘عبد الجبار السيوري ‘ البالغ مساحتها حوالي ‘ 4 ‘ دونمات ، وهي عبارة عن قطعة ارض تجارية حيث كانت تقدر هذه القطعة من ‘ 70 – 80 ‘ ألف دولار للدونم، أما الآن وبعد أن أصبح الخط الكهربائي في وسطها أصبحت لا تساوي شيئا ، حيث يمنع البناء تحت خط الضغط العالي .
مرور الخط الكهربائي من أراضي المواطنة ‘ فايزة النتشة ‘ والتي تقدر مساحتها بحوالي ‘ 6 ‘ دونمات، وهي عبارة عن قطعة ارض تجارية لأغراض التجارة والتي أصبحت الآن لا تصلح للبيع ولا للبناء، نظراً لمرور الخط الكهربائي منها، ولمنع سلطات الاحتلال البناء تحت أسلاك الضغط العالي، علماًَ ان العاملين في هذا الخط وجنود الاحتلال الذين يحرسونهم كانوا قد اخبروا المواطنين الابتعاد مسافة ‘ 12 ‘ متراً عن يمين الخط الكهربائي, و’12 ‘ متراً عن يساره، في حين أقدم احدهم على البناء في أرضه. مع العلم أن مجمل الأراضي التي يمر بها هذا الخط وخصوصا التجارية منها أصبحت الآن لا تساوي شيئا ولا أحداً يقدم على شرائها، فبالإضافة إلى محاصرتها والسيطرة عليها من الجو عبر أسلاك الضغط العالي، قامت سلطات الاحتلال بدفن أسلاك وكوابل الضغط العالي القديم التي تغذي المستوطنات في أراضي المواطنين التجارية نظراً لأنه يحظر أن يمر خط الضغط العالي الجديد فوق خط الضغط العالي القديم، فعملت سلطات الاحتلال على إنزال خطوط الضغط القديم ودفنها في أراضي المواطنين وبهذا أصبحت الأراضي مهددة لا تصلح لشيء سواء بناء أو بيع فهي محاصرة ومنتهكة من الجو ومن تحت الأرض أيضاً.
5. أما المواطن ‘ عزمي السلايمة ‘ فيملك مخازن تجارية في منطقة الشعابة وبمحاذاة شارع رئيسي ، كانت قد بنيت قبل مجيء الخط الكهربائي وعبوره للمنطقة وكان ينوي بناء بيت له كطابق ثاني على أسطح هذه المخازن، إلا ان مسار الخط الكهربائي مر فوق أسطح مخازن السيد عزمي، وأبلغته سلطات الاحتلال بعدم البناء على أسطح المخازن ، التي يخشى عليها من قرار هدم أو إغلاق قد تنفذه سلطات الاحتلال.
6. أما المواطن عبد الجبار السيوري الذي يمر الخط الكهربائي بجوار منزله وعبر أرضه التجارية، وكانت سلطات الاحتلال قد دفنت خطوط الضغط العالي في أرضه فقد أبدى تخوفه كغيره من المواطنين من مرور هذا الخط عبر أراضيهم وعلى مقربة من بيوتهم، ويضيف انه كان يشاهد شرار الكهرباء كالنيران في أسلاك الضغط القديم المجاور لبيته أيضاً، وأبدى تخوفه من الخط الجديد خصوصاً ونحن نقبل على فصل الشتاء الذي تكثر فيه الالتماسات الكهربائية.