اعتدت مجموعة من المستوطنين بمساندة قوات الاحتلال في يوم الجمعة 20 آذار 2009 على مجموعة من المزارعين من بلدة دير استيا غرب محافظة سلفيت، حيث قام مجموعة من المستوطنين وجيش الاحتلال بالاعتداء على مزارعين من البلدة ومنعوهم من الوصول إلى أراضيهم الواقعة في خربة شحادة الواقعة على بعد 2كم إلى الغرب من بلدة دير استيا، وصادروا بطاقاتهم الشخصية واجبروا المواطنون على خلع ملابسهم تحت حجج التفتيش الأمني علماً بأن المواطنين يملكون التصاريح الخاصة التي تخولهم بدخول أراضيهم من ‘الارتباط المدني الفلسطيني – الإسرائيلي’ .
مستعمرة ‘ ياكير’ مصدر إزعاج وترهيب للمزارعين الفلسطينيين:
تعد خربة شحادة من المناطق الزراعية الخصبة في بلدة دير استيا حيث اعتاد نحو 230 مزارعاً ممن يمتلكون أراضي في تلك المنطقة على التوجه إليها لزراعتها بالزراعات الحقلية المختلفة والتي تعتبر مصدر دخل أساسي أو تكميلي لديهم، حيث تتوفر بالمنطقة العديد من الينابيع المائية التي تسهل عملية الزراعة هناك وتغطي احتياجات مواشيهم من المياه أثناء عملية رعي المواشي في تلك المنطقة، إلى أن جاء مجموعة من المستوطنين في بداية عام 2000م وقاموا بالاستيلاء على حوض رقم 7 ، 8 من المنطقة لإقامة بؤرة استيطانية جديدة تابعة لمستعمرة ‘ياكير’ والتي نهبت أراضي البلدة وأصبحت منذ تاريخ ذلك اليوم مصدر إزعاج وترهيب للمزارعين ولسكان القرية على حد سواء لما يعانون باستمرار من مضايقات واعتداءات مستمرة بحقهم وبحق أرضهم في تلك المنطقة، وبدوره تقوم قوات الاحتلال بفرض إجراءات مشددة على البلدة وخاصة على المنطقة الغربية منها (منطقة السهلات)، التي أقيمت عليها مستعمرة ‘ياكير’، من بين تلك الإجراءات منع المزارعين من الوصول إلى المنطقة إلا بعد الحصول على التراخيص اللازمة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لزراعة أراضيهم.
بلدة دير استيا:
تعد بلدة دير استيا من أكبر بلدات وقرى محافظة سلفيت التي تتبعها من ناحية المساحة الشاسعة لأراضيها الواقعة على جبل يسمى ‘جبل الذيب’ إلى الشمال الغربي من مدينة سلفيت. حيث تحيط ببلدة دير استيا عدة قرى وبلدات من شتى جهاتها، وهي قرى وبلدات كفل حارس، وحارس، وقراوة بني حسان، وقيرة، وزيتا جماعين، وجين صافوط وعزون الشمالية، وتل، وسنيريا، وبديا، واماتين، ويرتبط اغلبها مع ديراستيا بعلاقات نسب وقرابة. وحسب الإحصاءات التي قامت بها دائرة الإحصاء المركزية الفلسطينية لسكان الضفة الغربية بلغ عدد سكان ديراستيا حوالي 4000 نسمة.
العائلات الموجودة في دير استيا: عائلات أبو حجلة، وأبو فارس، وساعد، وسحبان، وسلمان، وعقل، وعوض، وكجك، ومخالفة، ومنصور، وأبو ناصر، والشيخ عبد الله، والقاضي، وحكيم، وخطيب، وذياب، وزيدان، والأعرج.
ويعتمد السكان في معيشتهم على العمل في الوظائف الحكومية والقطاع الخاص بنسبة (47% من السكان) والعمل داخل الخط الأخضر بنسبة (13% من السكان) وكذلك في الزراعة كزراعة الزيتون والحمضيات و ذلك كمصدر أساسي للدخل لديهم بنسبة (24% من السكان) حيث يوجد العديد من البيارات في وادي قانا، وكذلك زراعة اللوزيات والحبوب وتعتبر مصادر المياه في القرية بالإضافة إلى العدد الكبير من العيون في منطقة وادي قانا التابعة للبلدة والتي يعتمد عليها المزارعون في ري الأشجار والخضراوات، وهناك آبار جمع متوفرة في كل منزل من منازل القرية وشبكة المياه القطرية التي تشكل المصدر الرئيسي لمياه الشرب.
تجدر الإشارة إلى أن المساحة الاجمالية في بلدة دير استيا بلغت نحو 34,765 دونماً منها 1527 دونم2 عبارة عن مسطح البناء بالبلدة، حيث يشار إلى أن نحو 40% من المساحة الاجمالية للبلدة عبارة عن مناطق خاضعة للنشاط الاستيطاني وبناء المستوطنات حيث تنتشر تلك المستوطنات والبؤر الاستيطانية العشوائية بشكل واسع على أراضي بلدة دير استيا بجميع الجهات حيث تحطم وتنهش أراضي البلدة كما يفتك مرض السرطان بجسم الإنسان. و من أهم المستوطنات في بلدة دير استيا:
الرقم |
اسم المستوطنة |
طبيعة المستوطنة |
تاريخ البناء |
المساحة الاجمالية
دونم2 |
مسطح البناء
دونم2 |
عدد المستوطنين لغاية عام 2006م |
1 |
عمانوئيل |
سكنية |
1982 |
1909 |
328 |
2585 |
2 |
يكير |
سكنية |
1981 |
1364 |
342 |
960 |
3 |
نوفيم |
سكنية |
|
331 |
248 |
414 |
4 |
رفافا |
سكنية |
1991 |
1200 |
|
703 |
5 |
كرني شمرون |
صناعية، سكنية |
1978 |
7339 |
1351 |
6170 |
6 |
معاليه شمرون |
سكنية |
1980 |
1903 |
216 |
549 |
7 |
غنات شمرون |
سكنية |
1985 |
484 |
|
|
8 |
نوف اورنيم |
سكنية |
1991 |
153 |
|
|
إن المستوطنات الإسرائيلية المنتشرة على أراضي بلدة ديرستيا تشكل مصدر خطر على المنطقة وذلك من عدة جهات:
مصادرة العيون المائية المنتشرة في أراضي بلدة دير استيا لصالح المستوطنات الاسرائيلية المنتشرة في جميع انحاء البلدة، بالإضافة إلى مصادرة المراعي وهذا بدوره سوف ينعكس بشكل سلبي على قطاع الثروة الحيوانية بالمنطقة.
يشار إلى أن المستوطنات الثمانية تصادر ما نحو 40% من مساحة البلدة وتحيط بها من جميع النواحي علماً بأن سلطات الاحتلال شرعت بعمليات توسيع لتلك المستوطنات بشكل واسع النطاق، بالإضافة إلى مصادرة المئات من الدونمات الزراعية لصالح شق شبكة طرق لربط تلك المستوطنات مع بعضها البعض على حساب أراضي البلدة، حتى المزارعون منعوا من الوصول إلى أراضيهم الزراعية القريبة من المستوطنات إلا بعد الحصول على اذن مسبق من قوات الاحتلال مما خلق مشكلة كبيرة لمئات المزارعين في البلدة.
يواصل المستوطنون أعمال العربدة والتنكيل على المزارعين وعلى سكان البلدة خاصة خلال موسم الزيتون تحت مرأى جنود الاحتلال.