الانتهاك: الاحتلال يخطر باستمرار وضع اليد على 675 دونما، ومصادرة 8 دونمات أخرى.
الموقع: الجهة الشمالية من قرية عورتا والجهة الشرقية من قرية بورين.
تاريخ الحدث: 12 أيلول 2012م.
الانتهاك:
في خطوة جديدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لفرض الواقع على الأرض وتهويد الأراضي الفلسطينية لصالح مخططات الاستيطان الذي بات ينتشر في كافة أرجاء الضفة الغربية، ويتسبب بالمزيد من المعاناة للسكان الفلسطينيين العزل حتى باتوا غير آمنين في بيوتهم التي أحاط بها الاستيطان من جميع الجهات. ففي يوم الأربعاء 12 أيلول 2012 سلم جيش الاحتلال الإسرائيلي المجلس القروي والمزارعين في قريتي عورتا وبورين إخطارين عسكريين يتضمنان الاستمرار في وضع اليد على أراضٍ بصفتها أراض دولة بحسب وصف الاحتلال عدى عن كونها تشكل أهمية بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي.
ففي المنطقة الشمالية الشرقية من قرية عورتا سلم الاحتلال الإسرائيلي المجلس القروي إخطاراً يحمل رقم ( 02/60/ت) تمديد سريان 2 في وضع اليد على أراض من قرية عورتا تحديدا ضمن الحوض رقم 9 في المنطقة المعروفة باسم ‘ المغراقة’ حيث تبلغ مساحة الأراضي المصادرة وفق الإخطار 8 دونمات.
الصور 1- 3: الإخطار العسكري رقم ( 02/60/ت) مع خارطة للموقع المستهدف
صورة 4+5: صورة للموقع المستهدف وتبين معسكر حوارة
تجدر الإشارة إلى أن الإخطار العسكري الذي سُلم إلى المجلس القروي صادر بالأساس في عام 2002م أثناء فترة انتفاضة الأقصى حيث صادرت قوات الاحتلال الأراضي في حينها لاستخدامها مقر لقوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من حاجز عورتا الاحتلالي، وجرى تمديد سريانه للمرة الثانية على التوالي. من جهة أخرى، سلم الاحتلال الإسرائيلي المجلس القروي في قريتي عورتا وبورين إخطاراً عسكرياً يتضمن الاستمرار في وضع اليد على 667 دونماً من أراض قرية بورين وعورتا في المنطقة المعروفة باسم منطقة اللوح، منطقة النجمة ومنطقة الظهر، حيث وصفها الاحتلال بأنها أراض دولة، مع الإشارة هنا إلى أن تلك الأرض يقع عليها معسكر حوارة الاحتلالي والذي أقيم بالأصل على أنقاض معسكر الجيش الأردني في حينه، ومنذ حرب عام 1967م وحتى اليوم وجيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم المعسكر كقاعدة لجيش الاحتلال في وسط الضفة الغربية وكنقطة انطلاق لمهاجمة الأرض الفلسطينية في محافظة نابلس.
صور 6+7: الإخطار العسكري رقم 75/05/ ت مع خارطة للموقع المستهدف
قرية عورتا ومعاناتها مع الاحتلال الإسرائيلي:
عورتا تقع جنوب شرق نابلس على بعد 8كم على عدد من التلال المكسوة بالأشجار، وعورتا التي يبلغ عدد سكانها 6000 نسمة تعتبر رمزاً شاهداً على ظلم الاحتلال، فالقرية تغفو وتصحو يومياً على أصوات الرصاص وقنابل الصوت وقصف الدبابات وهدير محركاتها ومكبرات الصوت من معسكر حوارة الذي يقع جزء منه على أراضي قرية عورتا.
قرية عورتا تشهد بين الفترة والأخرى اقتحام عشرات المستوطنين مع ساعات الليل المتأخرة تحت حراسة جيش الاحتلال ما يسمونه ‘ مقامات دينية يهودية ‘ وهي مقامات المفضل والعزيرات وسبعين شيخ والتي هي ليست سوى مقامات إسلامية بحتة وخالصة حيث أن المحاريب وآيات القرآن المحفورة على حجارتها وغير ذلك من الدلائل على إسلاميتها، رغم ذلك لا يترك المستوطنون مجالاً لحرية الحركة والتنقل في القرية عند اقتحامها تحت أي ظرف من الظروف وذلك للتفرغ لأعمال العربدة والتخريب و تدنيس القبور وتحطيم شواهدها في صورة لن يقبلها أي عقل ومنطق.
يذكر أن قرية عورتا شهدت في عام 1984م نكسة جديدة علاوة على النكسة في عام 1967م وهي إقامة مستوطنة ‘ايتمار’ المزروعة في خاصرة عورتا لتشكل المأساة الحقيقية للأهالي في عورتا والقرى المحيطة والتي تعتبر حاجزاً سياسياً وجغرافياً للتواصل الفلسطيني بين نابلس والأغوار. فلا يمر أسبوع إلا أن يُسجل انتهاكات لجيش الاحتلال والمستوطنين ومن بين هذه الانتهاكات مصادرة أراضي زراعية، إحراق محاصيل، إحراق أشجار زيتون، سرقة المحاصيل الزراعية وخصوصاً الزيتون من المزارعين، وسرقة المواشي وسيلة النقل الوحيدة في هذه المنطقة، الاعتداء بالضرب المبرح على كل من يحاول حرث وزرع أرضه القريبة من حدود مستوطنة ‘إيتمار’ خصوصاً، إطلاق النار العشوائي على المنازل من قبل جيش الاحتلال وخصوصا من المستوطنين أثناء زياراتهم المتكررة للمقامات التي يدعون بأنها إسرائيلية وسجل داخل هذه القرية إصابات عديدة برصاص حي أسفرت عن جرح المئات واستشهاد العشرات من أبناء القرية وأسر مئات المعتقلين الذي ما زال قسم كبير منهم في سجون الاحتلال حتى الآن.