منذ الإعلان عن فقدان 3 إسرائيليين في منطقة الخليل منتصف شهر حزيران الماضي، كثف الاحتلال الإسرائيلي من عمليات مداهمة المساكن الفلسطينية والعبث في محتوياتها، بل تعدى الأمر إلى قيام الاحتلال الإسرائيلي بسرقة أموال ومصاغ ذهبية من المساكن قبل تركها مخلفين ورائهم دماراً كاملاً للمساكن ومحتوياتها.
فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي، وثق بعض الحالات الخاصة بقيام الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المساكن وسرقة الأموال منه والتنكيل بساكنيه، حيث تعتبر تلك الحالات الموثقة مثالاً حياً للمئات من حالات أخرى جرى تنفيذها في الضفة الغربية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
اقتحام مسكن الحاج نزار عبد الله سعادة زيادة (52عاماً) من قرية مادما، حيث أفاد الحاج زيادة لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
" اسكنُ في قرية مادما في وسط القرية في بيت مكون من طابقين الطابق الأول يسكن فيه ابني مرسي، والثاني اسكن فيه أنا وعائلتي المكونة من ثلاثة أولاد وبنتيْن بالإضافة إلى زوجتي المريضة، في ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد 22 حزيران تحديداً عند الساعة 12:30 فجراً، سمع ابني مرسي وجود حركة غريبة في محيط مسكننا، حيث نظر من النافدة فشاهد عدد كبير من جنود الاحتلال يقدر عددهم بنحو 13 جندياً يرتدون الزي العسكري بالإضافة إلى شرطي إسرائيلي معهم يرتدي ملابس الشرطة الزرقاء، وكان جنود الاحتلال يطرقون أبواب مساكن الجيران، في البداية اعتقدنا أن الأمر روتيني كون جيش الاحتلال اعتاد على مداهمة المساكن في القرية يومياً، لكن وبعد 8 دقائق قام جنود الاحتلال بطرق باب مسكننا، حيث قام ابني مرسي البالغ من العمر 29عاماً بفتح الباب، وعلى الفور قام جنود الاحتلال بالدخول إلى المنزل و اقتحام شقة ابني مرسي دون إعطاء أي فرصة له بإخبار زوجته أن هناك قوات من الجيش في المسكن، وقاموا بحبس ابني مرسي وزوجته في الصالون، وبدأ جنود الاحتلال بحملة تفتيش في شقة ابني وتكسير محتويات المسكن ودخلوا إلى غرفة النوم وقلبوا عاليها سافلها، وقام احد الجنود بمصادرة علبة المجوهرات الخاصة بزوجة ابني والتي يقدر ثمنها قرابة 2000 دينار أردني، بعد 10 دقائق، أمر احد جنود الاحتلال ابني أن يناديني أنا وجميع أولادي الذكور وقمنا بالنزول إلى شقة ابني، حيث على الفور قام جنود الاحتلال بحبسنا في الصالون مع ابني وزوجته، مع العلم أن زوجتي المريضة وبناتي بقين في الشقة العليا، بعد ذلك صعد جنود الاحتلال إلى الشقة العليا بسرعة كبيرة واقتحموا المسكن وبدأوا بقلب أثاث المسكن رأساً على عقب دون أي رأفة أو شفقة، – مع العلم أن زوجتي قبل صعود جنود الاحتلال بدقائق معدودة قامت بإخفاء مبلغ 40 إلف شيقل ملك لأولادي عبد الله ونضال في حقيبة خاصة وضعتها في البطانية التي تتغطى بها، بينما قامت ابنتي بإخفاء 10 آلاف شيقل بين ملابسها انطلاقاً من ما نشر من أخبار بأن جيش الاحتلال يقوم بسرقة الأموال من المنازل- يشار إلى أن جنود الاحتلال لم يتركوا شيئا في المسكن إلا وقاموا بتفتيشه، وقام جنود الاحتلال بقلب خزانة المطبخ في المسكن فعثروا على علبة تحتوي على 100 ألف شيقل كنت قد مضيت أكثر من 10 سنوات في جمع ذلك من عملي داخل الخط الأخضر، وكوني رجل دين لا أضع المال في البنوك لأسباب عقائدية لذلك أُفضل وضعها في المسكن، بعد ذلك قام جنود الاحتلال بمصادرة كمبيوتر وهاتف محمول ومجموعة (كروت جوال ووطنية التي أتاجر بها) بالإضافة شيكات نقدية بقيمة 1000 شيقل، بعد ذلك أحضر جنود الاحتلال عدة وقاموا باقتلاع جزء من بلاط المنزل وتكسير الأجهزة الكهربائية، ثم توجهوا صوب زوجتي وبناتي وقاموا بالاعتداء عليهم بالضرب وتفتيشهم وسرقة كامل المبلغ منهم وهو 40 ألف شيقل، وبعد ذلك قام قسم من الجنود ومعهم كامل المبلغ المصادر والذي قدر بنحو 145 ألف شيقل إلى الأسفل، حينها قام جنود الاحتلال باعتقال ابني مرسي وسحبه لوحده إلى غرفة أخرى هو سجين سابق لدى الاحتلال على قضايا وطنية وقام جنود الاحتلال بعد ذلك بوضع النقود بجانبه مع وضع شعارات إسلامية أيضاً وقاموا بتصوير المال والشعارات الإسلامية، بعد ذلك أمر جنود الاحتلال ابني بالاعتراف تحت تهديد السلاح عن أن تلك الأموال لحماس حيث ابني رفض ذلك وبدأ جنود الاحتلال بالتنكيل به بالضرب والتهديد بالقتل إلا أن ابني رفض بكل قوة الاعتراف، بعد ثلاث ساعات من مداهمة مسكننا بدأ جنود الاحتلال بالانسحاب، حيث صادروا أيضاً مفتاح سيارتي ومن ثم صادروا السيارة التي املكها من نوع سيات موديل 2004م، حيث وجدتها بعد فترة ملقية على قارعة الطريق في مكان بعيد بعد تخريب محتوياتها، طلبت من الجنود إعطائي كتاب مصادرة إلا أن جنود الاحتلال رفضوا إعطائي أي ورقة تثبيت المصادرة".
وأضاف: (( لقد تقدمت بشكاوي عديدة إلى عدة جهات رسمية وأهلية ولكن لا نتيجة حتى الآن))
مشاهد من الدمار والتخريب الذي لحق في مسكن عائلة زيادة بعد مداهمته وانسحابه منه:
يرى مركز أبحاث الأراضي في عملية مداهمة المساكن الفلسطينية وتخريب محتوياتها والتدخل في خصوصيات المواطنين الفلسطينيين بأنها خرق واضح وصريح لكافة القوانين الدولية وخاصة مادة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948، المادة 12:
Bلا يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه وسمعته، ولكل شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك الحملات.
كذلك المادة (17) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان – 1948م:
Bلا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفاً.
اعداد: