أعلنت الإدارة المدنية الإسرائيلية، الذراع الأيمن لحكومة الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة, في الاسبوع الاول من شهر نيسان من العام 2024, عن مخططا استيطانيا جديدا يستهدف بناء 234 وحدة استيطانية جديدة الى الشمال من مستوطنة خارصينا (رمات مامريه) في قلب مدينة الخليل. وينص المخطط الاستيطاني الإسرائيلي الذي يحمل رقم 510/6/2 الى إعادة تصنيف ما مساحته 72.5 دونما من الأراضي الفلسطينية في المنطقة المذكورة أعلاه, من الاستخدام الصناعي الى الاستخدام سكني . تجدر الإشارة الى سلطات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد استولت على قطعة الأرض المستهدفة في وقت سابق من خلال الاعلان عنها “أملاك حكومية” ولاحقا صنفتها كمنطقة صناعية (في العام 1988- المخطط 510/6).
الصورة رقم 1: البؤرة الاستيطانية الواقعة في الارضي التي تنوي سلطات الاحتلال مصادرتها
وتجدر الإشارة الى أن قطعة الأرض المستهدفة تقع الى الشمال من مستوطنة رمات مامريه الإسرائيلية الغير قانونية وتشكل في الواقع حيًا منفصلاً عنها، بعيدًا عن المستوطنة الرئيسية (المستوطنة الام) ومجاورًة لمناطق البناء العمراني الفلسطيني، وعلى وجه التحديد منطقة بيت عينون مما يمهد الطريق لاقامة مستوطنة جديدة في المناطقة وليس حيا تابعا للمستوطنة القريبة اذ تفصل بين المستوطنة والأرض المستهدفة مساحة شاسعة تجعل من اطلاق اسم “حيا” . كما أن المخطط الاستيطانية الجديد يقترح تغيير تعيين الأرض من منطقة صناعية إلى سكنية وأن المنطقة المستهدفة حاليا بالمخطط الجديد هي مسكن لأربعة كرفانات إسرائيلية وخزان مياه كانت قد اقيمت بشكل غير قانوني في المنطقة في أعوام سابقة (بؤرة استيطانية) وهي الان أصبحت تشكل نواة لمستوطنة جديدة. كما أن الاعلان الاسرائيلي الاخير ما هو الا “شرعنة” للبناء غير القانوني .الذي قام به زمرة من المستوطنين في المنطقة.
الخارطة رقم 1: المخطط الاستيطاني الاسرائيلي الجديد في قلب مدينة الخليل
في الختام
تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي استباق الاحداث والسيطرة على المساحات المفتوحة التي تحيط بكل من مستوطنتي كريات أربع ورمات مامريه الغير قانونيتين في مسعى منها لمنع الامتداد العمراني الفلسطيني في المنطقة وبالتالي احكام مصادرتها للأراضي لصالح التوسعات الاستيطانية المستقبلية. والجدير بالذكر أن الموقع المستهدف بالمخطط الاستيطاني يبعد حوالي 1 كيلومتر الى الشمال من مستوطنة رمات مامريه وهو لا يعتبر بأي شكل من الاشكال حيا تابعا للمستوطنة كون المسافة الجغرافية التي تفصل بين الموقعين تنذر بإقامة مستوطنة جديدة في المنطقة وليس حيا تابعا لها, الامر الذي سوف يشكل خطرا على المنطقة العمرانية الفلسطينية التي تحيط بها.
اعداد:
معهد الابحاث التطبيقية – القدس ( أريج)