على التلة المقابلة لمستوطنة تل مناشية الإسرائيلية والى الجهة الشرقية منها, صادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المخطط الاستيطاني الجديد الذي يحمل رقم 166/6/3 لاقامة حي استيطاني جديد يتبع لمتسوطنة تل مناشيه, على الأراضي الفلسطينية التي تتبع لكل من بلدتي يعبد وعانين في محافظة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة. ويقضي المخطط الاستيطاني الجديد بمصادرة 87.40 دونما من الأراضي الفلسطينية لبناء 107 وحدة استيطانية جديدة في الحي الجديد في الحوض رقم 2 من أراضي يعبد والحوض رقم 6 من أراضي قرية عانين في المنطقة المعروفة بخلة صلاح. وينص المخطط الاستيطاني الجديد أيضا انه سوف يتم تغيير تصنيف الاراضي الفلسطينية المستهدفة من مساحة عامة مفتوحة وأرض زراعية إلى منطقة سكنية من الدرجة الاولى والثانية بحسب التصنيف الاسرائيلي هذا بالاضافة الى مناطق مفتوحة وطريق داخلية تشبكها مع ما يحيطها من مستوطنات في المنطقة.
الصورة رقم 1 & 2: المخطط الاستيطاني الاسرائيلي 166/6/3
تجدر الإشارة الى أن الحي الاستيطاني الجديد يجاور عددا من المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة, منها مستوطنات حنانيت (جنوب شرق) وشاكيد (جنوب) وتل مناشيه (جنوب غرب) التي بمجموعها تشكل تجمعا استيطانيا في المنطقة يهدد القرى الفلسطينية المحيطة و خاصة أن هذه المستوطنات تقع في المنطقة التي عزلتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفعل بناء جدار العزل العنصري وأصبحت تعرف اليوم “بمنطقة العزل الغربية” وهي المنطقة المحصورة بين الخط الأخضر (خط الهدنة للعام 1949) و مسار جدار العزل العنصري الإسرائيلي.
ويرتبط المخطط الاستيطاني الجديد جغرافيا بمخطط استيطاني سابق كانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قد صادقت عليه في شهر شباط من العام 2019 لبناء حي استيطاني اخر في المستوطنة (79 وحدة استيطانية) على ما مساحته 91.84 دونما من الأراضي الفلسطينية التي تتبع لاراضي بلدة يعبد.
وفي الوقت الذي تضيق فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على التجمعات الفلسطينية المحيطة التي أصبحت بمعزل عن مراكز الحياة في القرى الفلسطينية المجاورة بفعل الجدار, فانها تطلق العنان للمخططات الاستيطانية في المنطقة في خطوة منها للسيطرة على الأراضي الفلسطينية المعزولة غرب الجدار كون أصحابها الفلسطينيين اصبحوا غير قادرين على الوصول اليها الا بشروط إسرائيلية معقدة. فإلى الشرق من تجمع المستوطنات السابقة الذكر (حنانينت, شاكيد و تل مناشيه), تخصص سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما مساحته 6089 دونما من الأراضي الفلسطينية المحيطة لاستخدامها لأغراض صناعية في المستقبل (منطقة صناعية) – المخططات رقم 199, و 1/199 و 2/199 و 3/199 و 1/1/199 و 2/1/199
وكذلك الى الغرب من التجمع الاستيطاني المذكور, قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في 18 تشرين الثاني من العام 1998 بتصنيف ما مساحته 2990 دونما من الأراضي الفلسطينية على انها محمية طبيعية (محمية ام الريحان) بفعل الامر العسكري الإسرائيلي رقم 51/33
|
|
|
الصورة رقم 1: الامر العسكري الإسرائيلي رقم 51/33
الخارطة رقم 1: مخطط الحي لاستيطاني الجديد 166/6/3 و المنطقة الصناعية المستقبلية الى الشرق من التجمع الاستيطاني (حنانيت وشاكيد وتل مناشيه)
ويعاني الفلسطينيون الذي يقطنون في التجمعات الفلسطينية المجاورة للمستوطنات الإسرائيلية السابقة الذكر (ام الريحان, خربة المنطار الشرقية, خربة المنطار الغربية, خربة عبد الله اليونس, ظهر المالح, خربة الشيخ سعد و برطعة الشرقية) من ظروف معيشية صعبة اذا اصبحوا يقطنون بمعزل عن القرى الفلسطينية المجاورة لهم على الناحية الشرقية للجدار ومراكز الحياة فيها, حيث تتحكم سلطات الاحتلال بأوقات دخولهم الى وخروجهم من المعزل الذي يقطنوه هذا بالإضافة الى تحديد المواد التي يمكنهم العبور بها من خلال الحاجز العسكري الإسرائيلي في المنطقة والذي تسيطر من خلاله سلطات الاحتلال على حركة الفلسطينيين من والى المعزل. كما لا تسمح سلطات الاحتلال لمن لا يقطنون في القرى الفلسطينية داخل المعزل من الدخول اليه بحجة انهم ليسوا من سكان المنطقة.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)