- الانتهاك: مصادرة شبكة مياه.
- تاريخ الانتهاك: 13/2/2019م.
- الموقع: مسافر يطا / محافظة الخليل.
- الجهة المعتدية: ما تسمى بالإدارة المدنية الإسرائيلية.
- الجهة المتضررة: أهالي قرى مسافر يطا.
التفاصيل:
أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بتاريخ 13/2/2019، على إقتلاع وتخريب شبكة المياه التي تغذي التجمعات السكانية في مسافر بلدة يطا جنوب الخليل.
ففي ساعات الصباح من التاريخ المذكور، قَدِمت قوة عسكرية من جيش الاحتلال وبرفقة مركبات ” الإدارة المدنية” وآليات ” حفارات” تابعة لشركة مدنية إسرائيلية إلى مسافر بلدة يطا، ووصلت تلك القوة إلى قرية جنبا في الطرف الجنوبي من المسافر، ثم باشرت بأعمال الحفر بحثاً عن شبكة المياه، وقامت الآليات باقتلاعها، فيما كان عمال يتبعون شركة مدنية إسرائيلية يقومون بقص الشبكة بالأدوات الكهربائية، وتحميلها على شاحنة مرافقة لهم. ثم توجهت سلطات الاحتلال إلى باقي التجمعات السكانية في مسافر يطا، وقامت بتتبع الشبكة المطمورة في الأرض، واقتلاعها ومصادرتها.
حيث تم مصادرة الشبكة التي تخدم (13) قرية في منطقة مسافر يطا، وهي ( جنبا، المفقرة، خلة الضبع، صارورة، المجاز، إصفي، مغاير العبيد، التبان، الفخيت، الحلاوة، المركز، بير الغوانمة، الركيز). وقد قامت سلطات الاحتلال بتخريب الشبكة ومصادرتها دون سابق إنذار، أو توجيه أي إخطارات أو أوامر بذلك.
الصور 1-4: سلطات الاحتلال أثناء تخريب شبكة المياه
وكانت مؤسسة مساعدات إنسانية وبتمويل أوروبي قد نفذت مشروعاً يهدف لإيصال المياه للتجمعات السكانية في مسافر يطا، حيث تعاني المنطقة من تدني نسبة الأمطار، ونظراً للطبيعة الصحراوية التي تسيطر على المنطقة، وللمساهمة في تثبيت المواطنين على أراضيهم، حيث بات توفير المياه أحد الاحتياجات الضرورية في مسافر يطا.
فقد أتم العمل في هذا المشروع في شهر أيار2018م، وكان يخدم ( 1272) مواطناً، وكانت الشبكة من الأنابيب البلاستيكية، وبلغت طولها ( 26000 متر)، وكان مصدر المياه من نقطة تعبئة قرب قرية التواني، يتم ضخ المياه في هذه الشبكة إلى باقي القرى في مسافر يطا. وكان المواطنون يدفعون أثمان المياه عبر عدادات مسبقة الدفع، ويتولى مجلس قروي مسافر يطا جباية أثمان المياه من المواطنين.
وبعد أن قام الاحتلال بتدمير شبكة المياه ومصادرها، أوضح المواطنون في قرى مسافر يطا لباحث مركز أبحاث الأراضي: “بأن الاحتلال قد ارتكب جريمة بحقهم عبر حرمانهم من الوصول إلى المياه”، وبعد أن ساهمت هذه الشبكة في التخفيف من معاناتهم وتقليل مسافات السفر للبحث عن مصادر المياه ونقلها إلى القرى، حيث قام الاحتلال بتدميرها وضرب إحدى مقومات الثبات والصمود في مسافر يطا.
وأشار رئيس مجلس قروي مسافر يطا السيد نضال أبو عرام لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
(( بأن ما قام به الاحتلال سيؤثر بشكل كبير على القرى في مسافر يطا، ففضلاً عن حرمان المواطنين من الحصول على مياه الشرب وتلبية احتياجاتهم اليومية، سيتأثر قطاع الثروة الحيوانية ، حيث تبلغ أعداد المواشي في مسافر يطا الآلاف، وخاصة في فصل الصيف، حيث سيقوم المزارعون ومالكو المواشي بشراء صهاريج المياه وبتكلفة عالية نظراً لبعد المسافات وصعوبة التنقل ما بين قرى مسافر يطا وبلدة يطا، علما بأن معظم مناطق الضفة الغربية تعاني من مشكلة نقص المياه في فصل الصيف)).
وتجدر الإشارة إلى أن مواطني مسافر يطا يعتمدون على آبار الجمع في توفير احتياجاتهم من مياه الشرب والأغراض المنزلية والزراعية الأخرى، وكما قامت سلطات الاحتلال في العديد من الحالات بإيقاف العمل في هذه الآبار، وقامت بهدم بعضها تارة أخرى، كما صادرت آليات العمل في حفر الآبار في العديد من الحالات.
ويعاني المجتمع الفلسطيني من سياسات الاحتلال في تقليص كميات المياه الواردة للمواطنين الفلسطينيين، في الوقت الذي ” تنعم ” فيه المستعمرات والمستعمرين بالحصول على كميات هائلة من المياه مقابل حصة بسيطة للمواطن الفلسطيني.
ففي دراسات منشورة أظهرت بأن إجمالي نصيب الفرد من المياه في ” إسرائيل” يبلغ ( 344 م3) سنويا، مقابل ( 93م3) للمواطن الفلسطيني، أي بنسبة ( 1:3.7)، كما أظهرت ذات الدراسة بأن نصيب الفرد من مياه الشرب في ” إسرائيل” بلغ ( 101 م3) سنويا، مقابل ( 30 م3) للمواطن الفلسطيني، أي بنسبة ( 1:3.36)، وفي القطاع الزراعي أظهرت الدراسات بأن كمية المياه المستخدمة في الإغراض الزراعية في ” إسرائيل” بلغت ( 1252 م3) مقابل ( 171 م3) للمواطن الفلسطيني، أي بنسبة ( 1:7.3).
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ الأيام الأولى لاحتلال الضفة الغربية عام 1967 قد أصدرت العديد من الأوامر العسكرية التي تقوض وتحد من تصرف الفلسطينيين في مصادر المياه،ومنع الفلسطينيين من الاستفادة منها.
اعداد: