في يوم الأربعاء الموافق 24 تشرين أول 2018، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مجموعة من رجال الدين الأقباط أثناء تجمعهم عند كنيسة القيامة، وذلك خلال وقفة احتجاجية لرجال الدين ضد سياسة الاحتلال بمنعهم من ترميم دير السلطان والذي يقع ملاصقاً لكنيسة القيامة، وكانت قوات من شرطة الاحتلال قد اعتدت على الرهبان واعتقلت رجل دين واعتدت على الباقي بالضرب المبرح.
وكان عدد من رجال الدين الأقباط قد طالبوا بترميم دير السلطان، لكن سياسة الاحتلال كانت قد عارضت ذلك، وأقحمت نفسها في الموضوع، حيث أنها قامت بإدخال مجموعة من العاملين في سلطة الآثار إلى المكان، مما دفع برجال الدين إلى التوجه إلى الموقع ومطالبتهم بالخروج من الدير، إلا أن شرطة الاحتلال حضرت للموقع وسرعان ما قامت بالإعتداء على رجال الدين بشكل هستيري ومنعتهم من التجمع بالمكان، واعتدت عليهم بالضرب.
وكان رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة السيد ديمتري دلياني قد أشار إلى خطورة التصرف الذي قامت به شرطة الاحتلال ضد رجال الدين وتم وصفه بأنه اعتداء همجي، وأن مثل هذا التصرف ليس المرة الأولى التي تعتدي فيها شرطة الاحتلال على رجال الدين وعلى من هم ليسوا بيهود في المدينة المحتلة، وأن تدخل سلطات الاحتلال في أمور الكنيسة هو محاولة لفرض سيطرتها على الكنائس والأديرة في البلدة القديمة من القدس.
يذكر أن أماكن العبادة المسيحية والإسلامية تعاني من اعتداءات متواصلة من قبل الاحتلال ومستعمريه، حيث تمارس سلطات الاحتلال اعتداءاتها من خلال الأوامر والإجراءات التي تتخذها بحق الأماكن الدينية وإقحام نفسها بأمورها الخاصة وذلك لفرض سيادتها على كل كبيرة وصغيرة تتعلق بدور العبادة. كتدخلها في أعمال الترميم حتى وإن كانت بسيطة، حيث تمنع أي عملية ترميم داخلها بدون إذن مسبق من شرطة الاحتلال، عدا عن فرض الضرائب وجباية الرسوم بين الفينة والأخرى، بل وتصل إلى الحجز على أموال دور العبادة، وهذا الأمر الذي دفع إلى إغلاق كنيسة القيامة قبل شهور احتجاجاً على ذلك، علماً أن دور العبادة معفاة من دفع الضرائب .
من جهة أخرى، تمارس جماعات المستعمرين المتطرفين اعتداءات متكررة على دور العبادة والمقابر، وتقوم بالكتابة على جدرانها بعبارات مسيئة تمس الأنبياء، إضافة إلى تكسير شواهد القبور والاعتداء عليها، كل ذلك لا يقابله أي تحرك من شرطة الاحتلال في ملاحقة الفاعلين، وهذا يدل على صمت شرطة الاحتلال على تلك الاعتداءات المشينة بحق دور العبادة.
اعداد: