- الانتهاك: الإعلان عن توسيع مستعمرة.
- الموقع: قرية فصايل / محافظة أريحا.
- تاريخ الانتهاك: 13/01/2018م.
- الجهة المعتدية: الإدارة المدنية الإسرائيلية.
- الجهة المتضررة: أهالي منطقة الأغوار الفلسطينية.
- تفاصيل الانتهاك:
في قلب الأغوار الفلسطينية يتجسد هناك واقع مرير يحاول الاحتلال فرضه على واقع المنطقة، ابتداء من تهويد الأرض وسرقتها والانتهاء بإحداث تغير جذري في ديمغرافية تلك المنطقة، فكانت المستعمرات الاسرائيلية عنوان يريد به الاحتلال تنفيذ أجندته هناك، بل وأصبحت تلك المستعمرات رمزاً يقصد به التعريف بالتميز العنصري وسلب الأرض والتنكيل بالسكان.
يشار الى ان مستعمرة ” بتسائيل” شمال قرية فصايل تعتبر في مقدمة المستعمرات الزراعية في الأغوار الجنوبية التي كانت وما تزال في كل يوم تشكل واجهة لتحدي الإرادة الفلسطينية بل تعتبر بمثابة كابوس يهدد الوجود الفلسطيني في قرية فصايل التي على ارض الواقع لا يعترف الاحتلال بأجزاء واسعة منها، وبتوجيهات من مجلس تلك المستعمرة ينطلق الاحتلال عبر اذرعه العسكرية نحو تدمير المساكن وسلب الأراضي في تلك القرية التي تعتبر قرية منكوبة.
المصادقة على بناء 50 وحدة سكنية في الأغوار:
يذكر ان ما يسمى مجلس التنظيم الأعلى / اللجنة الفرعية للاستيطان التابعة للإدارة المدنية الاسرائيلية قد صادقت في 13 كانون ثاني 2018م على إنشاء 50 وحدة سكنية استيطانية في مستعمرة ” بتسائيل” الجاثمة على أراض قرية فصايل، في خطوة نحو تعزيز البناء الاستعماري في تلك المستعمرة، والدفع نحو زيادة السكان والرقعة الجغرافية التي تسيطر عليها تلك المستعمرة.
ويرى هاني الزبيدات مدير الدائرة القانونية في محافظة أريحا والأغوار ان تلك الخطوة لها بالغ الأثر السلبي على طبيعة المنطقة، وقد أفاد لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول:
” هناك سياسة إسرائيلية ممنهجة تسعى إلى تطوير المستعمرات الزراعية لتتحول مستقبلاً إلى ما يعرف ” بكيبوتس” حسب المفهوم الاسرائيلي، بحيث تحظى بدعم مطلق من قبل وزارة الزراعة الإسرائيلية على جميع الأصعدة بالتوازي مع إحداث زيادة في أعداد المستعمرين في تلك المستعمرات، مما ينعكس ذلك على الطابع الديمغرافي للسكان في المنطقة ككل، وليشكل ذلك تحدياً جديداً سوف يواجه السكان الفلسطينيين، فالمعضلة الآن ليست في نهب الأرض فقط ولا حتى بالتشريعات التي تصدر عن الساسة الإسرائيليين الداعين الى ضم مناطق الأغوار الفلسطينية بالكامل، بل يكمن التحدي في تغير طابع تلك المستعمرات لتصبح مستعمرات سكنية وزراعية في آن واحد من خلال زيادة الوحدات الاستعمارية القائمة فيها.
يذكر ان مستعمرة ” بتسائيل” قائمة على أراض تصنف بأنها خزينة أملاك المملكة الاردنية الهاشمية، حيث كانت البدايات لإنشائها في عام 1978م، وكانت في البداية عبارة عن بيوت متنقلة بسيطة، سرعان ما تتطور الأمر الى قيام المستعمرين بنصب السياج على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والبدء في زراعتها، وفي العام 1982م حظيت تلك المستعمرة بمصادقة حكومة الاحتلال عليها ليتم الإعلان عن إنشاء وحدات سكنية ثابتة فيها، وليتم لاحقاً مصادرة المئات من الدونمات الزراعية وزراعتها بالنخيل والعنب والخضار والورود الطبيعية وبطريقة منظمة باستعمال أساليب تكنولوجية متطورة، وخلال السنوات الماضية تم زيارة تلك المستعمرة من قبل عدد من الوزراء في حكومات الاحتلال سابقاً، وقد حظي المستعمرون فيها بدعم مطلق في ظروف الحياة وكانت فاتورة الضرائب مخفضة كخطوة تشجيعية لهم وذلك في سبيل تنمية العنصر البشري والزراعي فيها.
الصور 1-4: مستعمرة “بتسائيل” الزراعية المقامة والمعتدية على أراضي قرية فصايل الفلسطينية
ابراهيم عبيات رئيس المجلس القروي في قرية فصايل، يرى بما يحدث من توسع في البناء الاستعماري في مستعمرة ” بتسائيل” بأنه كارثة جديدة على سكان القرية، حيث أفاد لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول:
” مستعمرة بتسائيل هي السبب المباشر في نكبة سكان القرية، بين الفينة والأخرى يقوم الاحتلال بإجراء تعديل في المخطط التنظيمي للمستعمرة ليسمح لها بالتمدد والتوسع على حساب القرية، بينما هنا في قرية فصايل لا يسمح لنا بالبناء سوى ضمن مساحة 148 دونماً اقرها الاحتلال كمخطط هيكل للقرية في عام 1988م، ولم يتم توسعة المخطط بعد ذلك بسبب ان هناك رفض مطلق من الاحتلال في ذلك، بل وذهب مجلس المستعمرة الى الضغط على ما تسمى الادارة المدنية لتنفيذ حملة هدم واسعة طالت العشرات من المساكن في القرية خاصة في منطقة فصايل الفوقا، والنتيجة الحتمية هو ان ما يزيد عن 2000 نسمة سكان القرية باتوا في وضع مأساوي في ظل انحصار القرية وعدم السماح لهم بالبناء.
وأضاف عبيات:” حتى مداخل القرية تم إغلاقها، في إشارة منه الى المدخل الشمالي والمغلق منذ عام 2001م تحت أسباب يدعي الاحتلال أنها أمنية، سرعان ما تغير الأمر عبر توسعة نفوذ المستعمرة هناك وبالتالي تم إغلاق الطريق بشكل تام، وقطع أي بارقة أمل بإعادة افتتاحه مجدداً.
إنشاء مضمار لسباق السيارات:
يشار الى ان الزائر الى مناطق الأغوار الجنوبية، عند وصوله الى المنطقة الشمالية من قرية فصايل، يلاحظ بأم عينه، كيف حوّل الاحتلال الإسرائيلي الأراضي التي كانت تعج بالمزارعين ورعاة الأغنام، إلى ساحات كبيرة وطرق التفافية في خطوة نحو إقامة ” مضمار لسباق السيارات” والسباقات الرياضية هناك، حيث يتربع هذا المشروع على مساحة تزيد عن 150 دونماً، من الأراضي التي تصنف بأنها أراض دولة، ويخدم هذا المشروع ليس المستعمرات الاسرائيلية في منطقة الأغوار، بل يخدم دولة الاحتلال بمجملها، وهو مدعوم من وزارة الشباب والرياضة الإسرائيلية.
الصور 5-8: مضمار سباق السيارات للمستعمرين المتطرفين والذي أنشأه الاحتلال على أراضي قرية الفصايل
وحول حيثيات هذا المشروع أفاد حمزه زبيدات الباحث و الخبير في شؤون الأغوار لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
” هذا المشروع المدعوم من قبل حكومة الاحتلال هو خطوة من سلسلة خطوات نحو فرض السيادة الاسرائيلية في الأغوار، حيث ان هذا المضمار هو يخدم الاحتلال والسباقات الدولية أيضاً، ويفرض الاحتلال رسوم تقدر بنحو 100 شيقل على كل شخص يريد الدخول هناك، ويتم الترويج له على اعتباره داخل دولة الاحتلال من خلال المنشورات التي يتم توزيعها هنا وهناك.
من جهته أشار ابراهيم عبيات رئيس مجلس قروي فصايل لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول:
” ان المنطقة التي تم إنشاء عليها مضمار السباق والواقعة ضمن الحوض الطبيعي رقم 9 من أراض قرية فصايل، هي بالأصل المتنفس الوحيد لمربي الاغنام في القرية، فمستعمرة “تومر” مقامة على أراضي القرية من الجهتين الجنوبية والغربية، ومستعمرة “بتسائيل” تقع في الجهة الشمالية للقرية وما يعرف بالطريق الالتفافي رقم 90 من الجهة الشرقية، وبالتالي أصبحت القرية محاصره بالكامل، لذلك كان يرى مربي الماشية في تلك المنطقة المتنفس الوحيد لديهم في توفير قوت ماشيتهم في ظل ارتفاع كبير في أسعار الأعلاف، مع الإشارة الى ان الغالبية العظمى من السكان هم من مربي الثروة الحيوانية”.
ويرى المزارع فايز احمد الرشايدة احد مربي الثروة الحيوانية في قرية فصايل ان تحويل منطقة المراعي الوحيدة في القرية الى مضمار لسباق السيارات، من شأنه القضاء التدريجي على قطاع الثروة الحيوانية في المنطقة، حيث أشار الأخير لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول: “تعتبر الثروة الحيوانية هي العصب المحرك لاقتصاد القرية، رغم ذلك لم يدخر المستعمرون ولا جيش الاحتلال طرق الا وقام من خلالها بالتضييق علينا، حيث استذكر الرشايدة ما قام به مستعمرو مستعمرة ” بتسائيل” بوضع السموم في المراعي في شتاء عام 2011م مما نتج عنه نفوق 46 رأس من الأغنام هناك، وبعد ذلك قام جيش الاحتلال بتحويل تلك المنطقة الى مناطق للتدريبات العسكرية، وفي كل فصل من فصول الربيع من كل عام يضخ جيش الاحتلال العشرات من مجنزراته الى المنطقة ويحرق الأخضر واليابس، واليوم يتم تحويل المنطقة الى مضمار لسباق السيارات كهدية للمستعمرين، ليبقى المزارع الفلسطيني المنتهكة حقوقه يصارع الحياة من اجل البقاء على أرضه في ظل الاعتداءات المتواصلة على كافة سبل عيشه ودخله، وما جرى حديثاً يقطع الطريق أمام أي فرصة للمزارعين باستغلال تلك المنطقة.
الأغوار الفلسطينية:
تبلغ المساحة الاجمالية لمناطق الأغوار الفلسطينية 720000 دونماً، منها 400000 دونم عبارة عن قواعد عسكرية، وهناك 72000 دونم خاضعة لنفوذ المستعمرات بشكل أو بآخر.
يوجد هناك 31 مستعمرة إسرائيلية في مناطق الأغوار الفلسطينية، معظمها مستعمرات زراعية تحظى بدعم كبير وبتخفيضات في الضرائب المفروضة على مثيلاتها من المستعمرات في قلب الضفة الغربية.
وبحسب اتفاق اوسلو، فان 88.3% من المناطق الغورية تصنف بأنها مناطق C و 4.3% مناطق B و 7.4% عبارة عن مناطق A.
قرية الفصايل الفلسطينية:
تقع فرية الفصايل إلى الشمال من مدينة أريحا، يحدها من الشرق نهر الأردن، ومن الجنوب بلدة العوجا، ومن الغرب قرية المغير (إحدى قرى محافظة رام الله والبيرة)، ومن الشمال قرية الجفتلك، تبلغ المساحة الكلية لقرية الفصايل 46,826 دونم. بحسب جهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2013م يقطن في قرية الفصايل ما يقارب 1258 نسمة. ويقام على أراضي قرية الفصايل في محافظة أريحا، أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية على إنشاء أربع مستعمرات وهي: تومر وجلجال وبتسائيل ونيتف هجدود. وتصادر هذه المستعمرات ما مساحته 3363 دونم من أراضي القرية.
الصور 9+10: قرية فصايل المستهدفة
اعداد: