أقدم المواطن " عماد أمين روبين جابر" على هدم مسكنه الكائن في بيت حنينا حي الأشقرية هدماً ذاتياً وذلك بعد أن أصدرت محكمة الإحتلال قرارها بهدمه بحجة البناء بدون ترخيص، المسكن عبارة عن طابق واحد مبني من الطوب والاسمنت بمساحة 75 مترمربع يسكنه 6 أفراد ، من بينهم 4 أطفال.
وأفاد المواطن عماد جابر لباحث مركز أبحاث الأراضي:
في عام 2005، قمت ببناء مسكن على قطعة أرض في بيت حنينا في منطقة حي الأشقرية وذلك بهدف السكن، والمسكن تم بناءه من الطوب والإسمنت على مساحة 75 مترمربع. وكنت قد تزوجت فيه وأنجبت أربعة أطفال، وقمت ببناء المسكن دون أن أتوجه لبلدية القدس من أجل الحصول على ترخيص، وذلك لأن البلدية لا تمنح تراخيص بناء في تلك المنطقة بحجة أنها بحاجة إلى تنظيم، عدا عن التكاليف الباهظة والإجراءات المعقدة التي تفرضها بلدية الاحتلال على المواطنين من أجل إستصدار رخصة بناء.
وأثناء البناء، حضر موظفون من بلدية الاحتلال وقاموا بتسليمي قرار وقف بناء، لكن قمت بإنهاء البناء وأسرعت بالسكن، وبعدها تم استدعائي لمحكمة بلدية القدس، ومنذ ذلك الوقت وأنا اتابع في البلدية الملف ومن خلال المحامي يتم تأجيل الهدم، وفي شهر أيار 2016، أصدرت محكمة بلدية القدس التابعة للاحتلال قرارها بهدم المسكن، لكن استطاع المحامي تمديد الهدم لشهر أيلول 2016.
يضيف:
وفي يوم الأربعاء الموافق 28 أيلول 2016، قمت باستئجار جرافة من أجل هدم المسكن مجبراً على تنفيذاً قرار محكمة الاحتلال، كي لا تقوم بلدية الاحتلال بهدم المسكن وأتكبد تكاليف الهدم والتي قد تصل إلى 70 ألف شيقل التي لا طاقة لي على دفعها. وحالياً أنا وعائلتي انتقلنا للسكن في بيت شقيقي لغاية أن أجد مسكناً أستأجره للسكن فيه مع عائلتي.
الهدم الذاتي – جريمة في حق الإنسانية:
تعريف : هو أن يقوم صاحب المنشأة مجبراً على تنفيذ عملية هدم منشأته بنفسه بصمت، وهذا النمط من الهدم يعتبر قديماً جديداً، كان نمطاً قديماً يتم في الظلام بعيداً عن الإعلام حرجاً وخجلاً في أن يصرح المواطن بأنه "خرب بيته أو منشأته بيده رغم أن أعداد حالات الهدم هذه كثيرة إلا أنها اليوم في ازدياد مما دفع المواطنين ضحايا الهدم "الإجباري الذاتي " بالتصريح عنها وفضحها.
إن هذا النوع من الهدم يستهدف أهالي القدس المحتلة بهدف تهجيرهم منها ضمن مشروع تهويد القدس حيث يعتبر من الخروقات الصارخة للحق في السكن وجريمة في حق الإنسانية لا يقبلها أي منطق.
وان ذريعة الهدم الذاتي كأي ذريعة للاحتلال وهي " البناء بدون ترخيص" (( بيتك قائم بدون ترخيص فهو غير قانوني وعليك هدمه وإزالته في أقرب فرصة، وأن تقوم بتصوير البناء بعد هدمه وتسلمها إلى قسم التفتيش عن البناء والتنظيم في البلدية، مع تحديد تاريخ كسقف زمني ينفذ فيه المالك هدم بيته – خط احمر لا يمكن تجاوزه-، وفي تاريخ تحدده البلدية ستنعقد محكمة البلدية للشؤون المحلية للنظر في عدم تنفيذك قرار الهدم وستفرض عليك غرامة مالية، وستقوم البلدية بهدم وإزالة بيتك على نفقتك أي انك ستدفع تكلفة تنفيذ قرار هدم بيتك إلى بلدية الاحتلال، وإذا لم تدفع ستُسجن إلى حين دفع ما هو مطلوب منك، فيضطر المواطن مجبراً على هدم مسكنه بنفسه)).
هذا وحسب التوثيق الميداني لمركز أبحاث الأراضي فإن بلدية الاحتلال أجبرت أصحاب 90 مسكناً على هدم مساكنهم بأنفسهم خلال الست سنوات الأخيرة (2010 – 28 أيلول 2016)، مما أصبح ما يزيد عن 558 مواطن بلا مأوى أكثر من نصفهم أطفال يعيش معظمهم حياة خوف ورعب دون استقرار ولا أمان.
الآثار السلبية التي تلحق بالأسرة عند تنفيذ عملية الهدم الذاتي:
يعد الهدم الذاتي من أشد أنواع الهدم ألماً وقهراً … ليس كالهدم الذي ينفذه الاحتلال … فعند قيام الاحتلال بهدم المسكن فالأسرة تبقى متماسكة حاقدة على الاحتلال خاصة الأطفال … بينما عندما ينفذ أمر الهدم رب الأسرة ويهدم المسكن الذي يأوي أسرته تُظهره أمام أبنائه بأنه ضعيف لا يحميهم ولا يوفر لهم الأمن والأمان مما يجعل الأسرة مفككة تشعر بعدم الاستقرار (( فرب الأسرة الذي من المفروض أن يحميهم ويبني لهم مأوى يلائمهم يقوم بهدم مأواهم)) … فلذلك يحبط الأطفال نفسياً ويعيشون حياة ممزقة مأساوية تنعدم فيها الثقة بالأسرة والمجتمع وبالتالي الثقة بالمستقبل، بالإضافة إلى ذلك الخسائر المادية التي سيتكبدها المواطن، وشقاء عمره كله يذهب هدراً.
هدف الاحتلال من استخدام هذا النوع في القدس المحتلة:
- تهجير الفلسطينيين من القدس المحتلة لتصبح غالبية يهودية.
- تُظهر أن الفلسطينيين يهدمون بيوتهم بأنفسهم اعترافاً منهم بخطئهم.
- يبرئ الاحتلال نفسه من جريمة الإخلاء والهدم.
- يوفر الاحتلال على نفسه تعقيدات إجراءات ومواجهات واحراجات الهدم.
- عدم تنفيذ الهدم الذاتي يشكل مصدر دخل مربح للاحتلال ( إصدار مخالفات بآلاف الشواقل).
- تخفي العدد الحقيقي لأعمال الهدم الصامت ”الذاتي“.
- ترك آثار نفسية صعبة على الأسر الفلسطينية.
- إسقاط عقدة يهودية تاريخية مزمنة حيث لطخوا جبين التاريخ بأنهم (( يخربون بيوتهم بأيديهم)).
اعداد: