- الانتهاك: قطع 114 غرسة زيتون وسرقة معظمها.
- الموقع: واد قانا شمال محافظة سلفيت.
- تاريخ الانتهاك: الثاني من شهر نيسان 2015م.
- الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
- الجهة المتضررة: أربع عائلات زراعية في منطقة واد قانا.
تقديم:
لم يكن ما حصل في منطقة " واد قانا" هو وليد الصدفة أو عمل عابر يقوم به الاحتلال ضمن أجندته في تدمير الأرض والإنسان الفلسطيني، بل باتت منطقة واد قانا في صلب المخططات الإسرائيلية الهادفة الى ابتلاع كامل المنطقة وإغراقها بالمستعمرات الإسرائيلية. يشار الى أن منطقة " واد قانا" كانت في ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس الموافق الثاني من شهر نيسان 2015م على وقع جريمة جديدة من جرائم الاحتلال الإسرائيلي، فعند حوالي الساعة الخامسة فجراً اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي برفقة عربة خاصة منطقة " الميادين" ومنطقة " كفة ابو ناصر" الواقعة في الجهة الشمالية الغربية من واد قانا والمحاذية لمستعمرة " كرني شمرون" الجاثمة على أراض الواد الجميل.
يشار الى أن قوات الاحتلال شرعت بقطع 114 غرسة زيتون بعمر سنتين تم زراعتها في أراض الواد قبل نحو شهرين، والتي أراد من خلالها المزارعون إثبات حقهم في أرضهم التي يجتهد الاحتلال الإسرائيلي في سلبها منهم بغية تهويدها. ومن الملفت للانتباه أن جيش الاحتلال قام بسرقة عدد كبير من تلك الغراس ونقلها عبر عربات خاصة باتجاه مستعمرة " كرني شمرون".
وتعود ملكية الغراس المسروقة الى كل من : المزارع احمد خليل منصور (20 غرسة)، قاسم ناصر منصور (29 غرسة)، حسن مصطفى منصور (30غرسة)، احمد شحادة زيدان (35 غرسة)، حيث جلهم من سكان بلدة ديرستيا المحاذية لمنطقة واد قانا.
الصور 1-3: الحفر التي تبقت من بعد خلع غراس الزيتون في واد قانا
صورة 4: صورة عامة للموقع المستهدف – واد قانا
صورة 5: أحد المتضررين يعرض ما تبقى من غراس زيتون بعد استهداف الاحتلال لأرضه
وقد برر الاحتلال اقتلاع الغراس بحجة زراعتها ضمن ما تسمى " المحمية الطبيعية" دون ترخيص من قبل سلطة حماية الطبيعة الإسرائيلية، حيث تم توجه إخطارات للمزارعين في الواد بإخلاء الأشجار خلال شهر آذار 2015م.
اعتداءات متكررة:
ويعتبر المزارع قاسم ناصر منصور (61عاماً) من ابرز المزارعين في منطقة واد قانا الذين تعرضوا لاعتداءات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وحتى المستعمرين أنفسهم، حيث أن المزارع منصور هو من مواليد واد قانا وعاش فيه وبين ثناياه، حيث عشق حب الأرض أباً عن جد، فكانت شجرة الزيتون عنواناً له في تلك المنطقة.
وخلال الأعوام العشر الماضية على سبيل المثال لا للحصر، تعرض الحاج منصور الى اعتداءات متكررة تمثلت باقتلاع غراسه مرات عديدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومن ما تسمى سلطة حماية الطبيعية على مدار ما يزيد عن سبع مرات متتالية، بل وذهب الاحتلال الى تهديده بالاعتقال أو حتى القتل في حال تواجده في منطقة الواد، إلا أن حبه وتمسكه بأرضه كانت أقوى من جميع التهديدات والتحديات التي تحيط به وتهدد وجوده وحياته من قبل الاحتلال.
وما يزال المزارع منصور حتى تاريخ اليوم يزرع الواد بالأشجار التي يريد من خلالها تعميق جذور المواطن الفلسطيني في تلك الأرض رغم انف الاحتلال الذي بدوره يقتلع الأشجار ويدمر البيئة الفلسطينية، بل يشرع لنفسه حق سرقة الأرض من أصحابها وإغراقها بالمستعمرات الإسرائيلية.
الصور 6+7: المستعمرات الإسرائيلية تسيطر على أعالي جبال واد قانا
واد قانا … صنفه الاحتلال محمية طبيعية ؟!!
أعلن الاحتلال الإسرائيلي واد قانا منطقة تصنف بأنها محمية طبيعية يمنع المزارعين الفلسطينيين الاستفادة منه أو حتى زراعته بأي شكل من الأشكال. وبالتوازي مع ذلك، فان اعتداءات المستعمرين على الأراضي الزراعية في واد قانا متواصلة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، ليس فقط من خلال ضخ الملوثات ومياه الصرف الصحي بل تعدى ذلك، حيث أصبحت مضايقات المستعمرين تتزايد بعد أن أقيمت على أراضي الوادي سبعة مستعمرات، من شمال واد قانا ( كرني شمرون، جنات شمرون، نوف اورامين ) ومن جنوب الوادي ( نوفيم، ياكير) ومن الشرق (عمانوئيل) والتي تلقي مجاريها في الوادي حيث وصلت المياه العادمة إلى تلويث عيون (الجوزة، والفوار) وتمتد مياه المجاري حتى برك البصة وبركة الجمال، ومن جهة الغرب (معاليه شمرون)، حيث وجود هذه المستعمرات يشكل خطورة بالغة على واد قانا الذي أصبحت أراضيه تتآكل وتتراجع الحياة فيه ويهجره أهله، وهذا أسلوب ممنهج من المستعمرين لترحيل الفلسطينيين عن أراضيهم مقدمة للاستيلاء عليها.
هذا بالإضافة إلى البؤرة الاستيطانية 'نوف اورمين' التي تتوسط واد قانا وتساهم في بث الملوثات على الأراضي الزراعية لا سيما مياه المجاري، والتي كان لها آثار واضحة من دمار وتأثير على البيئة والنباتات والثروة الحيوانية.
تعريف بواد قانا[1]:
يقع واد قانا على بعد 10 كم من الجهة الشمالية الغربية من مدينة سلفيت، ويحده من الشمال بلدة كفر لاقف، ومن الشمال الغربي بلدة عزون، ومن الغرب بلدة كفر ثلث، ومن الشرق مقام عليه مستعمرتي "نوفيم" و"ياكير"، ومن الجنوب الشرقي بلدتي دير استيا وقراوة بني حسان. هذا ويتبع وادي قانا إلى بلدة دير استيا التي تبلغ مساحتها الإجمالية 34,129 دونم، منها 10,000 دونم مساحة وادي قانا منها 13 دونم عبارة عن مسطح بناء.
والمنطقة عبارة عن منحدر طبيعي يقع بين جبلين يتميز بجمال خلاب وتربة خصبة ووفرة المياه، إلا أن الاحتلال كعادته يسعى لتغيير معالم الأرض ويصادرها لصالح أغراضه العسكرية والاستعمارية.
وتصنف أراضي بلدة دير استيا حسب اتفاق أوسلو إلى مناطق مصنفة B تبلغ ( 6132) دونم وتشكل من مساحة القرية الإجمالية 18% بينما مناطق مصنفة C تبلغ ( 27997 ) دونم وتشكل من مساحة القرية الإجمالية 82%، مع العلم أن أراضي واد قانا جميعها مصنفة C.
لمعرفة المزيد حول واد قانا وما يتعرض له من مخططات راجع الدراسة الخاصة الصادرة عن مركز أبحاث الأراضي بعنوان (يشهد تكريساً للاستيطان ومزيداً من مخططات الاحتلال, واد قانـا على حافـة التهويد وتغييـر للمعالـم، التقرير بالعربية، التقرير بالانجليزية).
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي.
اعداد: