- الانتهاك: تهويد وتدمير لخربة " سيلون " الأثرية.
- الموقع: قرية قريوت / محافظة نابلس.
- تاريخ الانتهاك: الأول من شهر آذار من عام 2015م.
- الجهة المعتدية: مستعمرو مستعمرة " شيلو".
- الجهة المتضررة: أهالي قرية قريوت.
تفاصيل الانتهاك:
بالرغم من قرار محكمة الاحتلال العليا الصادر في 14 من شهر أيار لعام 2014م والقاضي بإلزام المستعمرين بوقف العمل في أعمال الحفر والتنقيب في منطقة " سيلون" الأثرية جنوب غرب قرية قريوت في محافظة نابلس، إلا أن وتيرة التجريف وسرقة الآثار من قبل المستعمرين في تصاعد مستمر وبوتيرة عالية.
حيث جاء في قرار محكمة الاحتلال العليا الأخير: " أن الأعمال التي يقوم بها المستعمرون ممثلين بمجلس المستعمرات في الضفة ووزارة السياحة الإسرائيلية هو عمل باطل كونه يمس بالآثار هناك ويعمل على تزوير الآثار فيها، ناهيك عن وجود مخطط تنظمي لمستعمرة "شيلو" يمس بالطابع التاريخي في المنطقة".
لكن على ارض الواقع ورغم قرار محكمة الاحتلال الأخير، إلا أن المستعمرين ماضون بالعمل والتجريف في المنطقة، بل ومصادرة العشرات من الدونمات الزراعية دون أي مبرر، خاصة ما يجري الآن من الإعلان عن مخطط للاستيلاء على منطقة "السهلات" جنوب قرية قريوت بهدف توسعة المنطقة السياحية في سيلون لاستقطاب العشرات من المستعمرين هناك.
الصور 1+2: خربة سيلون بعد أن جرف أراضيها الاحتلال
الصور 3: قرار محكمة الاحتلال العليا بوقف أعمال التنقيب والتجريف
وفوق هذا، فقد أقدمت ما تسمى وزارة المعارف الإسرائيلية في أواخر عام 2014م عن الإعلان عن منطقة " سيلون" في قائمة الرحل المدرسية التي تنظيم للطلبة اليهود سواء داخل الخط الأخضر أو حتى داخل المستعمرات في الضفة الغربية كوسيلة لترسيخ سياسة الأمر الواقع في المنطقة.
يشار أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي هو جريمة وضرب بعرض الحائط لكافة المواثيق والأعراف الدولية وميثاق جنيف الداعية للحفاظ على الإرث التاريخي في منطقة محتلة من العالم، فالحكومة الإسرائيلية تعتبر شريك أساسي للمستعمرين في تزييف وسرقة التاريخ والاعتداء عليه بأي شكل من الأشكال.
خربة سيلون… ارث تاريخي مفقود:
تعتبر خربة سيلون غنية بكنوزها المعمارية حيث تحتفظ بآثار حقب عدة وحضارات مختلفة، من ضمنها الكنعانية والرومانية والبيزنطية، إضافة إلى الإسلامية. وتوجد فيها آثار من سكنوا فلسطين منذ الأزل ليومنا هذا. من أشهر معالمها المسجد العمري وهو مسجد قديم يعود للفترة العباسية، وهناك كنيستان تعودان للحقبة الرومانية تتزينان بالفسيفساء على جدرانها بصورة جمالية ملفتة للانتباه. وهناك المغر وهي بالعادة بيوت أو قبور رومانية محفورة داخل الصخر، تضم في ثناياها رفات الملوك والأمراء والنبلاء ممن عاشوا في تلك الحقب.
وتعد الآبار الرومانية المحفورة داخل الصخر من ابرز المعالم الأثرية هناك، حيث كانت تلك الآبار الصخرية تجمع المياه في بركة صخرية ضخمة، وكانت البركة مصدراً لري مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.
بالإضافة إلى ما تقدم توجد "الميدة"، وهي منطقة وصلتنا عن الأجداد أنها المكان الذي نزلت فيه المائدة على سيدنا عيسى. ولكن الاحتلال الإسرائيلي كعادته أعلن عن المنطقة بأنها مغلقة عسكرياً ومنع التواجد الفلسطيني فيها، وذلك منذ عام 2000م.
جدير بالذكر بأن أكثر من 550 موقعاً اثرياً في الضفة الغربية والقدس الشريف موجودة ضمن المناطق المصنفة "جـ" حسب اتفاقية أوسلو عام 1993م المبرمة بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال "إسرائيل".
وقد استغل الاحتلال هذا الجانب في بناء المستعمرات والبؤر العشوائية على أنقاض تلك المناطق التاريخية، بالإضافة إلى الإعلان عن قسم منها بأنها مناطق مغلقة عسكرياً كما يحدث بخربة سيلون اليوم. ولكن الأدهى من ذلك، فإن حكومة الاحتلال تقدم تسهيلات كبيرة لعصابات من المستوطنين، هدفها الرئيس سرقة وتزوير الآثار الفلسطينية وبيعها داخل الخط الأخضر بأثمان زهيدة. واليوم تشهد خربة " سيلون" جريمة منظمة هدفها محاربة التاريخ الفلسطيني وتزييف ما يمكن تزييفه على أمل زرع تاريخ مزيف في المنطقة.
اعداد: