في تقريرها الصادر في الثلاثين من شهر كانون الثاني من العام 2015, نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليومية عن مناقصات جديدة لبناء 450 وحدة استيطانية جديدة في عددا من المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة, في خطوة أثارت حفيظة المجتمع المحلي الفلسطيني والمجتمع الدولي. وكانت السلطات الاسرائيلية قد استهدفت كل من مستوطنات كريات أربع في قلب مدينة الخليل بواقع 102 وحدة استيطانية, ومستوطنة الفيه مناشيه في محافظة قلقيلية بواقع 78 وحدة استيطانية ومستوطنة الكانا في محافظة سلفيت بواقع 156 وحدة استيطانية و112 وحدة استيطانية في البؤرة الاستيطانية الاسرائيلية جيفع بنيامين (ادم) (ميغرون شرق) شمال شرق مدينة القدس. جدول رقم 1
جدول رقم 1: المستوطنات الاسرائيلية المستهدفة بالتوسع في الضفة الغربية المحتلة | ||||
الموقع | عدد الوحدات الاستيطانية | المحافظة | اسم المستوطنة | العدد |
داخل منطقة H1 في مدينة الخليل | 102 | الخليل | كريات اربع | 1 |
ضمن منطقة العزل الغربية, غرب مسار جدار العزل العنصري | 78 | قلقيلية | الفيه مناشيه | 2 |
ضمن منطقة العزل الغربية, غرب مسار جدار العزل العنصري | 156 | سلفيت | الكانا | 3 |
112 | رام الله | جيفع بنيامين (ادم) (ميغرون شرق) | ||
448 | المجموع | |||
المصدر: جريدة هآرتس الاسرائيلية اليومية, شباط 2015 |
قد يخيل للقارئ ان عطاءات البناء الاسرائيلية هي عشوائية وخصوصا ان الحكومة الاسرائيلية تروج للبناء في المستوطنات لاستيعاب النمو الطبيعي للسكان, الا أن ما يحدث في الواقع هو مغاير تماما. ففي الاسبوع الماضي وبالتحديد في الحادي والعشرين من شهر كانون الثاني من العام 2015, سلمت بلدية مستوطنة كريات أربع الاسرائيلية في مدينة الخليل المواطن عبد الكريم الجعبري بلاغا رسميا تطالبه بدفع مبلغ 88,200 شيكل كضريبة أرنونا عن أرضه التي تتوسط مستوطنة كريات أربع والبؤرة الاستيطانية جفعات هعافوت الإسرائيليتين في قلب مدينة الخليل. وجاء البلاغ الذي تسلمه المواطن الجعبري بذريعة أن الارض تقع "ضمن "المسؤولية القانونية للمجلس المحلي التابع لمستوطنة كريات أربع" بحسب ما جاء في البلاغ, وعليه يتوجب على المواطن الجعبري دفع المبلغ. وفي الواقع, يسعى مجلس كريات أربع الاستيطاني وبشتى الوسائل للسيطرة على قطعة الارض التي تملكها عائلة الجعبري وذلك لاهميتها الجغرافية ولانها تشكل حلقة وصل بين المستوطنات الاسرائيلية القائمة حاليا في المنطقة. وفي شهر تموز من العام 2014, وعقب الاعلان عن اختطاف ومقتل ثلاث مستوطنين اسرائيليين في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية, قامت مجموعة من المستوطنين الاسرائيليين بالإعلان عن بناء ثلاث بؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة وبمساندة علنية وصريحة من مجالس المستوطنات القريبة من تلك البؤر, منها قطعة الارض التي تملكها عائلة الجعبري واطلق عليها اسم "تلمي هايم. ويبدو ان الاعلان الاسرائيلي الصادر للبناء في مستوطنة كريات أربع قد جاء ليعزز من مصادرة الارض الفلسطينية في المنطقة وبالتالي حرمان الفلسطينيين منها. انظر خارطة رقم 1
أما عن مستوطنة الكانا في محافظة سلفيت, فلا تقل شأنا عن مستوطنة كريات أربع في الخليل. فتقع المستوطنة ضمن ما بات يعرف اليوم "بمنطقة العزل الغربية" والتي تسعى اسرائيل الى ضمها وبشكل غير قانوني لحدودها من خلال بناء جدار العزل العنصري. والمستوطنة تعتبر حلقة الوصل ما بين " تجمع أرئيل الاستيطاني" (أريئيل, كريات نيتافيم, برقان, برقان الصناعية وريفافا) والمستوطنات الاسرائيلية داخل الخط الاخضر. وتجدر الاشارة الى ان 156 وحدة استيطانية المعلن عنها هي جزء من مخطط أوسع تم الكشف عنه في الخامس من شهر ايلول من العام 2014 من قِبل دائرة أراضي اسرائيل لبناء 283 وحدة استيطانية في مستوطنة الكانا. فيما يلي تفصيل للعطاء الاسرائيلي الصادر:-
جدول رقم 2: العطاء الاسرائيلي الصادر للبناء في مستوطنة الكانا | ||||||||
مجموع الدفع الكلي (بالشيكل) | مجموع الدفع (بالشيكل) فيما يخص بناء المباني العامة | مجموع الدفع (بالشيكل) فيما يخص تطوير الاحياء القديمة في المستوطنة | تكاليف تطوير عامة (بالشيكل) | مساحة البناء كحد أقصى (متر مربع) | مساحة البناء (متر مربع) | عدد الوحدات الاستيطانية | أرقام القطع المستهدفة | رقم الحوض |
775 936 | 442 624 | 333 312 | 11,723,442 | 8450 | 9,520 | 56 | 1-5,43-47 | 34722 |
983 776 | 561 184 | 422 592 | 19,656,778 | 14,760 | 15,290 | 71 | 17-20,35-42 | 34,723 |
1330176 | 758 784 | 571 392 | 19,622,157 | 15,150 | 14,790 | 96 | 21-34 | 34724 |
831 360 | 474 240 | 357 120 | 12,446,093 | 7,500 | 11,780 | 60 | 48-55 | 34725 |
المصدر: دائرة أراضي اسرائيل 2014
أما فيما يخص مستوطنة الفيه مناشيه في محافظة قلقيلية, فقد طُرح العطاء لاول مرة في شهر تموز من العام 2014 تحت رقم 175/2014 (115/8/6) وهو عبارة عن بناء 78 وحدة استيطانية في حي جفعات تال في المستوطنة, جنوب شرق المستوطنة, في المنطقة الواقعة غرب جدار العزل العنصري, على اراضي كل من خربة عسلة والنبي الياس. وتعتبر مستوطنة الفيه مناشيه أكبر المستوطنات الاسرائيلية في محافظة قلقيلية من حيث المساحة العمرانية وتعداد المستوطنين حيث تبلغ مساحتها العمرانية 2825 دونما ويبلغ تعداد المستوطنين فيها, 7600 مستوطنة (الاحصاء المركزي الاسرائيلي للعام 2014). كما تعتبر مستوطنة الفيه مناشيه حلقة وصل بين تجمع كيدوميم الاستيطاني[1] والمستوطنات الاسرائيلية داخل الاخضر.
أما فيما يخص عطاء البناء الصادر في مستوطنة جيفع بنيامين-ادم (ميغرون شرق), فمنذ سنوات عدة والحكومة الاسرائيلية تُسخّر جميع امكانياتها لشرعنة البؤرة الاستيطانية ميغرون الواقعة الى الشمال من مستوطنة جيفع بنيامين كونها تشكل أهمية استراتيجية للحكومة الاسرائيلية. وتقع البؤرة الاستيطانية ميغرون على التلة المشرفة للشارع الالتفافي الاسرائيلي رقم 60 الذي يربط شمال الضفة الغربية بجنوبها. وتجدر الاشارة الى أنه وبعد معركة قضائية طويلة بين أصحاب الاراضي الفلسطينيين والبؤرة الاستيطانية الاسرائيلية ميغرون, حكمت المحكمة الاسرائيلية قرار في شهر اب من العام 2011 يقضي باخلاء البؤرة الاستيطانية ميغرون وذلك لعدم قانونيتها. وأمهلت المحكمة الاسرائيلية الحكومة ثمانية أشهر لتنفيذ أمر الاخلاء على ان يتم مع نهاية شهر اذار من العام 2012. وفي شهر اذار من العام 2012, رفضت المحكمة العليا الاسرائيلية اتفاقا بين الحكومة الاسرائيلية والمستوطنين القاطنين في بؤرة ميغرون يقضي بتأجيل اخلاء البؤرة السابقة الذكر الى العام 2015 وعوضا عن ذلك, تقدم بعض المسؤولين الاسرائيليين بمقترح يتم بموجبه نقل سكان البؤرة الاستيطانية ميغرون للسكن مؤقتا في حي جديد يتبع لمستوطنة جيفع بنيامين (ادم) لحين تقرر الحكومة الاسرائيلية المكان الذي سوف يتم البناء فيه لتوطين سكان هذه البؤرة في المستقبل. انظر الخارطة رقم 2
الخارطة رقم 2: المستوطنات الاسرائيلية التي يستهدفها قرار التوسع
ملخص:-
ان القرار الاسرائيلي باستمرار البناء في المستوطنات الاسرائيلية له مردود سلبي على الأراضي الفلسطينية حيث لا تنفك الحكومة الاسرائيلية عن طرح المخططات والبناء التي تجهز على المزيد من الاراضي الفلسطينية وفي نفس الوقت تقضي على المساعي الرامية لاحلال السلام في المنطقة. ويبدو أن اسرائيل ليست شريكا حقيقيا في عملية السلام والا لكانت التزمت بالاتفاقيات التي ابرمتها مع الفلسطينيين والتزمت بتجميد الاستيطان الذي يعد عقبة كبيرة في طريق السلام.
[1] تجمع كيدوميم الاستيطاني يضم المستوطنات الاسرائيلية التالية: كيدوميم زيفون, جفعات همركزيز, جيت, كيدوميم, عمانوئيل, نيفيه أورامين, كارني شمرون, معاليه شمرون وجينوت شمرون, ياكير, نوفيم.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)