صادقت الحكومة الاسرائيلية اليمينية على حزمة من المشاريع الاستيطانية الهادفة الى توسيع المستوطنات غير الشرعية بالإضافة الى شرعنة البؤر الاستيطانية غير الشرعية، وتشيد الطرق الالتفافية الاسرائيلية، وبناء عدد من المباني العامة، فضلا عن الموافقة على مشاريع البنية التحتية للمياه، وكل هذا يهدف الى تحصين المشاريع الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
في السابع عشر من شهر كانون الاول من العام 2014، كشفت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية عن مشاريع جديدة تم المصادقة عليها من قبل وزير "الدفاع" الاسرائيلي "موشيه يعالون"، حيث تتضمن هذه المشاريع اخلاء ثلاث قواعد عسكرية اسرائيلية للسماح للمستوطنات الاسرائيلية المحاذية لهذه القواعد العسكرية المستهدفة بالتوسع. علاوة على ذلك، أمر "يعالون" بتشييد طرق التفافية جديدة، واقامة مباني عامة داخل المستوطنات.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة هاآرتس الاسرائيلية، فأن هذه القواعد العسكرية التي سيتم اخلاءها و الموجود داخل حدود مستوطنات اسرائيلية غير الشرعية المقامة على الاراضي الفلسطينية المحتلة، بحيث يتم نقل هذه القواعد العسكرية الى اراضي فلسطينية خاصة بعد أن يقوم جيش الاحتلال الاسرائيلي بمصادرتها والسيطرة عليها لاستخدامات العسكرية وتحت ادعاء "الحاجة الامنية". ومن الجدير ذكره بان سلطات الاحتلال الاسرائيلية تقوم بمصادرة الاراضي الفلسطينية تحت ادعاء "الحاجة الامنية" ولكن تقوم لاحقا بتخصيص هذه الاراضي للبناء الاستيطاني في المستوطنات القريبة.
وبحسب التقرير المنشور يوجد هناك ثلاث قواعد عسكرية من المخطط اخلائها لصالح توسيع المستوطنات، وهي على النحو التالي:
- "اشموريت ازحاك" قاعدة عسكرية اسرائيلية تقع بالقرب من مستوطنة كريات اربع الاسرائيلية- محافظة الخليل: في السنوات الماضية، قامت وزارة الاسكان والبناء الاسرائيلية ببناء 36 وحدة استيطانية في منطقة قريبة من مستوطنة "كريات اربع" الاسرائيلية وبعيد عن المنطقة العمرانية الخاصة بالمستوطنة، حيث تم بناء هذه الوحدات على اراضي فلسطينية خاصة قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلية وبمصادرتها وتصنيفها "اراضي دولة"، ومنذ ذلك الحين، استخدام "حرس الحدود الاسرائيلي" هذه الاراضي. وعلى مر هذه السنوات قامت جماعات المستوطنين القاطنين في مستوطنة "كريات اربع" بالضغط على الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لإخلاء هذه الوحدات الاستيطانية من "حرس الحدود" واعادتها ليد المستوطنين. وبحسب التقرير الصادر الخاص بقرارات يعالون، فأنه من المرجح رؤية المستوطنين يحلون محل التواجد العسكري في تلك المنطقة في القريب العاجل. ومن المهم ذكره بان القاعدة العسكرية الاسرائيلية هذه تقع خارج المنطقة العمرانية الخاصة بمستوطنة "كريات اربع"، وبالتالي فان عملية اخلائها من "حرس الحدود الاسرائيلي" وتسليمها للمستوطنين الاسرائيلية سيعمل على انشاء "بؤرة استيطانية"، في تلك المنطقة، مما يزيد من فرص توسع مستوطنة كريات اربع لضم المنطقة الجديدة (البؤرة الاستيطانية الجديدة)، مما يؤثر سلبا على الاراضي الفلسطينية الخاصة والتي تقع بين المنطقة الجديدة و المنطقة العمرانية الخاصة بالمستوطنة.
- قاعدة عسكرية اسرائيلية في مستوطنة عيلي زاهاف- محافظة سلفيت: تحتوي مستوطنة عيلي زاهاف على قاعدة عسكرية اسرائيلية تبلغ مساحتها 4 دونم. وعملية نقل هذه القاعدة العسكرية خارج حدود المستوطنة سيسمح بتوسع وتطوير المستوطنة من الداخل، بحيث يتم استخدام هذه الاراضي اما لبناء وحدات سكنية أو مباني عامة وحدائق عامة أو غيره من المشاريع التي ستصب في مصلحة المستوطنة والمستوطنين.
- قاعدة حرس الحدود الاسرائيلية القريبة من مستوطنة بيت ايل الاسرائيلية- محافظة رام الله: كجزء من الاتفاق الموقع بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ومجموعة من المستوطنين عقب اخلاء 5 مباني استيطانية في البؤرة الاستيطانية غير الشرعية "هأولبانة". اصدر نتنياهو أوامره باستخدام منطقة القاعدة المخلاة لبناء بؤرة استيطانية جديدة لتصبح جزء من مستوطنة بيت ايل. وبحسب تصريحات الإدارة المدنية الاسرائيلية فيما يخص وضع الاراضي المقام عليها قاعد الجيش الاسرائيلي، فإنها من جهة صدر امر المصادرة للأراضي عام 1970 وذلك لإنشاء قاعدة عسكرية اسرائيلية تضم الاراضي التي اقيمت عليها قاعدة "حرس الحدود" ، مما يعني بان الاراضي كانت ذات ملكية خاصة للفلسطينيين. ومن جهة اخرى، تم تسجيل هذه الاراضي "اراضي دولة".
أما فيما يخص المشاريع التطويرية الاخرى والتي ستنفذ لخدمة المستوطنين والمستوطنات غير الشرعية، فهي على النحو التالي: انشاء 12 طريق التفافي لخدمة المستوطنين، وكذلك اجراء المسح للأراضي الفلسطينية تمهيدا لاعلانها "اراضي دولة" بهدف شرعنة البؤر الاستيطانية غير الشرعية بأثر رجعي. علاوة على ذلك تجديد الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل، وبناء "قرى طلابية" – وهي عبارة عن وحدات سكنية بأسعار زهيدة خاصة لاستخدام الطلاب داخل المستوطنات، وكذلك مشاريع البنية التحتية للمياه.
- الحرم الابراهيمي في مدنية الخليل: حيث سيتم بناء رصيف ومصاعد لذوي الاحتياجات الخاصة، وبناء "رووف".
- طرق استيطانية جديدة (طرق التفافية): بناء طرق التفافية جديدة والتي ستعمل على قطع التواصل الجغرافي بين المدن والبلدات الفلسطينية من ناحية، ولكنها ستعمل على ربط المستوطنات الاسرائيلية من ناحية اخرى، انظر الخارطة التالية:
خارطة رقم 1: الطرق الالتفافية المنوي المصادقة عليها
- مشاريع المياه، والتي تتضمن تحسين شبكات المياه في المستوطنات الاسرائيلية الفي منشيه، و بروخين، و ميكيروت والتي هي جزء من كوهاف يكوف، بالإضافة الى بناء خزانات مياه للطوارئ وتحسين شبكة المياه في منطقة بنيامين (اي المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية في المقامة على اراضي محافظة رام الله).
- قرى "للمستوطنين الطلاب"، منازل بأسعار رخيصة للمستوطنين المهاجرين الجدد: وذلك لتشيع المستوطنين غير الشرعيين، طلاب ومهاجرين جدد، على الانتقال للسكن والحياة في المستوطنات الاسرائيلية المقامة على الاراضي الفلسطينية المحتلة. وذلك من خلال تقديم ميزات وفوائد جمة لهؤلاء الذين ينتقلون للعيش في المستوطنات.
- اجراء المسح على الاراضي الفلسطينية، وهي خطوة اولية لمصادرة الاراضي الفلسطينية لصالح المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية. على سبيل المثال وبحسب التفسير الاسرائيلي "لقانون الاراضي العثماني"، بان هذه العملية ليست مصادرة للأراضي وانما فقط اعلان الاراضي "اراضي دولة، وهذا لا يغير الوضع القانوني للأراضي، وبحسب التفسير الاسرائيلي ايضا، اذا لم يتم استخدام الاراضي لبضعة سنوات، تصبح هذه الاراضي ملكية عامة أي تصبح "اراضي دولة".
وفي حقيقة الامر فان الهدف الاسمى من هذه العملية السابقة، هو العمل على شرعنة البؤر الاستيطانية غير الشرعية التي اقيمت على اراضي فلسطينية خاصة، بأثر رجعي. وفي حال المضي قدما نحو تنفيذها، أي اجراء عملية المسح على الاراضي الفلسطينية، وتم كشف اراضي لم يتم استخدامها لسنوات، سيتم اعلانها "اراضي دولة" وفي هذه الحالة تصادق الحكومة الاسرائيلية على مشروع خاص ببؤرة استيطانية وبالتالي شرعنة هذه البؤرة.
انظر الصور التالية التي توضح اعمال البناء في مستوطنة افرات الاسرائيلية الواقعة ضمن التجمع الاستيطاني الاسرائيلي "غوش عتصيون" في محافظة بيت لحم.
صور التقطت من قبل فريق العمل الميداني لمعهد الابحاث التطبيقية القدس – اريج لأعمال البناء في مستوطنة افرات الاسرائيلية
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)