محافظة سلفيت يبتلعها الاستيطان

تقديم:

تعتبر محافظة سلفيت من أكثر محافظات الضفة الغربية بعد القدس والخليل استهدافاً من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث أن المطامع والمخططات التوسعية الاستعمارية بدأت منذ اليوم الأول من احتلال الضفة الغربية عام 1967م عبر تحويل معسكر للجيش الأردني في منطقة جبل الحلو غرب قرية مسحة إلى معسكر لجيش الاحتلال والذي تحول مع بداية عمر الاحتلال عام 1967م إلى مستعمرة إسرائيلية أطلق عليها مستعمرة "الكانا".

تجدر الإشارة إلى انه وبحسب بيانات دولة الاحتلال المعلنة منها أو حتى السرية فقد احتلت أراضي محافظة سلفيت – المتصدرة قائمة مطامع الاحتلال – انطلاقاً من مساحات الأراضي الخصبة والشاسعة التي تتميز بها المحافظة. 

حيث تبلغ مساحة أراضي محافظة سلفيت 202,000 دونم، منها 11,624 دونم عبارة عن مسطح بناء للمحافظة والتي تشكل 6% من مساحة المحافظة. ويبلغ عدد سكانها (76,805) نسمة حتى عام 2014م.

بالإضافة إلى الطبيعة الجغرافية المهمة التي تتميز بها المحافظة كإطلالتها على الساحل الفلسطيني المحتل، عدى عن كونها تقع في خاصرة الضفة الغربية وتعتبر حلقة وصل لربط الساحل الفلسطيني بمناطق غور الأردن، فهي تقع وسط الضفة الغربية بين محافظات (نابلس ورام الله وقلقيلية على بعد 26 كم من الجهة الجنوبية الغربية  من مدينة نابلس ويحدها من الشمال  محافظة قلقيلية  ومن الشرق نابلس  ومن الجنوب رام الله  ومن الغرب الأراضي المحتلة عام 1948م.                               

ولا ننسى المخزون المائي الضخم في الأعماق  الجوفية في بعض مناطق المحافظة والتي تشكل مخزون مائي ضخم، حيث يوجد في المحافظة 14 بئراً ارتوازياً يسيطر عليه الاحتلال الإسرائيلي ويحول معظم كمية المياه إلى داخل دولة الاحتلال.

الاحتلال صادر آلاف الدونمات لصالح الاستيطان والجدار:

عند مقارنة محافظة سلفيت بباقي المحافظات الفلسطينية نجد أن محافظة سلفيت تتميز بالكثافة الاستعمارية، حيث توجد (25) مستعمرة قائمة على أراضي المحافظة يسكنها (25,393) مستعمراً، كما انه يوجد 21 بؤرة استعمارية، تصادر تلك المستعمرات والبؤر نحو (20,000) دونماً من أراضي المحافظة. كما صادر الاحتلال لصالح معسكرات الجيش 64 دونماً.

هذا وانشأ الاحتلال لأغراضه العسكرية ولصالح الاستيطان على أراضي المحافظة 4 شبكات طرق التفافية تحمل الأرقام (60(446,477,505,، ولصالح هذه الطرق أصبح 4760 دونماً من أراضي الفلسطينيين مساحات ضائعة في الطرق الالتفافية. في الوقت الذي يغلق فيه الاحتلال 39 حاجزاً في المحافظة حتى تشرين أول 2014م. ولم يكتف الاحتلال بذلك بل انشأ جداراً عنصرياً على أراضي المحافظة.

 الجدار العنصري على أراضي محافظة سلفيت بالأرقام:

• بلغ طول مسار الجدار القائم 16,523م ، دمر أسفله (8697) دونماً.
• عزل الجدار العنصري القائم 13,000 دونماً.
• يبلغ طول الجدار المخطط 70,182م.
• في حين استكمال مخطط الجدار سيعزل 94,866 دونماً.

وحتى يتضح حجم الكارثة التي تصيب محافظة سلفيت نقرأ الأرقام والنسب التالية:

• نسبة الأراضي المخصصة للبناء الفلسطيني في المحافظة هي حوالي 6% فقط من المساحة الإجمالية للمحافظة.
• بينما نسبة الأراضي المخصصة للاستيطان تبلغ حوالي 9% من مساحة المحافظة.
• بلغ عدد الفلسطينيين في المحافظة 76,805 نسمة، وعليه فإن نصيب الفرد الفلسطيني الواحد من مساحة البناء في سلفيت 151م2.
• بلغ عدد المستعمرين – في المستعمرات الإسرائيلية باستثناء البؤر الاستعمارية – في محافظة سلفيت (25393) مستعمراً، يمتلكون للبناء ما مساحته (17,860) دونماً. وعليه يصبح نصيب المستعمر اليهودي الواحد من مساحة البناء المخصصة له من سلفيت حوالي 703م2، وهذا ينذر بتغير ديمغرافي خطير جداً في المنطقة التي لم يكن يقطنها يهودي واحد عام 1967م.
• عدد التجمعات الفلسطينية في المحافظة 21 تجمعاً.
• بينما عدد المستعمرات والبؤرة الاستعمارية في المحافظة بلغ 46 مستعمرة وبؤرة.

توضح الخارطة تصنيفات محافظة سلفيت (A، B، C) حسب اتفاق أوسلو:

عام 2014م أكثر الأعوام زيادة في وتيرة التوسع الاستعماري:

يشار إلى انه وبحسب المتابعة الميدانية لمركز أبحاث الأراضي، فإن جميع المؤشرات وما يجري في ميدان الواقع يؤشر أن العام الحالي 2014م يعتبر من أكثر الأعوام تسارعاً في وتيرة الاستعمار وتوسعة المستعمرات وبناء وحدات استعمارية، لدرجة أن الغالبية العظمى من المستعمرات المقامة على أراض المحافظة شهدت بناء وحدات استعمارية جديدة وتوسعة في المخطط الهيكلي للمستعمرة. كما أنه جرى البدء في إنشاء مستعمرة جديدة في منطقة " ظهر صبح"  والتي من المقرر لها أن  تلتهم العشرات من الدونمات الزراعية من بلدتي كفر الديك وبديا.

وتعتبر مستعمرة " ليشم" غرب محافظة سلفيت من المستعمرات التي تصدرت الصدارة في بناء  وحدات استعمارية جديدة وتوسعة الرقعة المخصصة للمستعمرة، في مؤشر خطير يهدد الأرض الفلسطينية بل يهدد الإرث التاريخي الفلسطيني في المنطقة المعروفة باسم " دير سمعان".

والمراقب لما يجري عن قرب، يدرك تماماً بأن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى خلق حزام من المستعمرات يبدأ من الخط الأخضر حتى وسط الضفة الغربية عبر إقامة تكتل استعماري واحد عبر تلك المستعمرات التي مصيرها أن تتصل مع بعضها البعض.

وادي قانا يصرخ من شدة الحصار الاسرائيلي 

كما أن هناك مخططاً واضحاً تم الكشف عنه مؤخراً لتكريس منطقة واد قانا وتهويدها بالكامل، عبر مشروع الطرق الحديث الذي أعلن عنه مؤخراً والذي يهدف لربط مستعمرات واد قانا بحزام واحد من الطرق يكفل السيطرة على أراض الواد وربط المستعمرات هناك في تجمع واحد يُضم إلى دولة الاحتلال مستقبلاً.

ومما هو ملفت للانتباه، قيام المستعمرين من مستعمرة "تفوح"  بالاستيلاء على مساحات جديدة من الأراضي الزراعية في قرية ياسوف شرق محافظة سلفيت، حيث أن تلك الأراضي يتم استغلالها من قبل المستعمرين أنفسهم في الزراعة وتربية المواشي، في حين حرم الأهالي من مجرد الوصول إليها بأي شكل من الأشكال. ويعتبر ما يجري اليوم، من تحول جزء من الأراضي الزراعية في منطقة واد قانا والمحيطة  بمستعمرة "ياكير" إلى ميدان رماية وتدريب لجيش الاحتلال الإسرائيلي، انتهاكاًِ واضحاً لقانون الطبيعة، وتعدي غير مسبوق على الاتفاقيات المبرمة مع الجانب الفلسطيني بأن واد قانا محمية طبيعة، حيث يستغل الاحتلال هذا الواقع في حرمان السكان من الوصول إلى منطقة الواد، وإطلاق العنان للمستعمرين في سرقة وتهويد الأرض الفلسطينية.

الجدول التالي يوضح المستعمرات الإسرائيلية المقامة على أراضي محافظة سلفيت  والتي جرى أو يجري توسيعها منذ 1/1/2014 – 31/10/2014:

المصدر: مركز أبحاث الأراضي – قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – فريق البحث الميداني 2014م.

يوضح الجدول التالي أسماء المستوطنات المقامة و/أو حزء منها على أراضي محافظة سلفيت والمساحات التي تصادرها تلك المستعمرات وعدد المستعمرين القاطنين فيها – حسب تقديرات عام 2007م:

(..) العدد غير معلوم .

      (*) جزء قليل من مساحة المستعمرة على أراضي محافظة سلفيت لذلك لم يحسب عدد المستعمرين.

مصدر المعلومات: مركز أبحاث الأراضي – قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية ووحدة نظم المعلومات الجغرافية.

مشاهد من عملية التوسع الاستعماري على أراضي محافظة سلفيت رصدتها عدسة مركز أبحاث الأراضي منذ بداية عام 2014م:

مستعمرة "الكانا" والتي تتوسع على حساب أراضي قرية مسحة / محافظة سلفيت

مستعمرة " ليشم" تتوسع على حساب أراضي بلدة كفر الديك / محافظة سلفيت

مستعمرة " علي زهاف" تتوسع على حساب أراضي بلدة كفر الديك / محافظة سلفيت

مستعمرة " بروخين" تتوسع على حساب أراضي بلدة بروقين / محافظة سلفيت

اعداد:

 مركز أبحاث الاراضي – القدس