- الانتهاك: تشريع البؤرة الاستعمارية " إل متان".
- تاريخ الانتهاك: الخميس الثاني من شهر تشرين الأول 2014م.
- الموقع: منطقة واد قانا شمال محافظة سلفيت.
- الجهة المعتدية: ما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية.
- الجهة المتضررة: مزارعو واد قانا.
تفاصيل الانتهاك:
وفق ما ورد في صحيفة " هآرتس" الإسرائيلية عددها الصادر يوم الخميس الموافق الثاني من شهر تشرين الأول الحالي 2014م، فقد صادقت ما تسمى لجنة التنظيم الأعلى التابعة للإدارة المدنية الإسرائيلية على المخطط التنظيمي الخاص بتطوير وشرعنة البؤرة الاستعمارية " إل متان" المقامة في قلب منطقة واد قانا، والتي أقيمت في العام 2000 بالقرب من المحمية الطبيعية المسماة "ناحال كناه" لتحويلها الى مناطق زراعية ومبان ثانوية وطرق.
وبحسب المخطط التنظيمي الجديد، سيتم اقتطاع ما يقارب 100 دونم من أراض واد قانا لصالح تلك البؤرة الاستعمارية الجديدة، بحيث يتم تغيير صفة تلك الأراضي المصادرة من أراض زراعية إلى أراض خاضعة للبناء وإقامة المرافق العامة. وتقع البؤرة الاستعمارية التي يجري الحديث عنها على تلة مرتفعة في قلب واد قانا، وهي مطلة على عدد من العيون المائية التي يمتاز بها واد قانا، والتي من أبرزها " عين الفوارة" و" عين الجوزة"، حيث تعود ملكية تلك الأراضي لعدد من المزارعين من بلدة ديرستيا".
الصور 1-2: البؤرة الاستعمارية آل متان تسيطر على أعالي جبال واد قانا
البؤرة الاستعمارية " إل متان" وسيلة لتهجير عدد كبير من المزارعين من منطقة الواد:
تجدر الإشارة، إلى أن البداية الأولى للبؤرة الاستعمارية " إل متان" كانت في عام 2000م، ففي ذلك العام فرض الاحتلال الإسرائيلي قيوداً على دخول المزارعين من محافظتي قلقيلية وسلفيت إلى منطقة واد قانا تحت أسباب أمنية حسب وصف الاحتلال الإسرائيلي، وبالفعل منع العشرات من المزارعين من دخول أراضيهم الزراعية، بل ودمر المستعمرون عدد كبير من الاشتال والعيون المائية التي أمضى المزارعون الليل مع النهار في الاعتناء بها.
وبالتزامن مع ذلك، أقدم المستعمرون انطلاقاً من التجمع الاستعماري " شمرون" على الاستيلاء على مساحة كبيرة من الأراضي المطلة على عدد من العيون المائية وغابات الزيتون، وتم وضع عدد من البيوت المتنقلة هناك وتم إمداد المنطقة بالماء والكهرباء وشبكة من الطرق تمهيداً لإنشاء بؤرة استعمارية أطلق عليها اسم " آل متان".
ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، والبؤرة الاستعمارية الجديدة تساهم بشكل أو بآخر في الحد من التواجد الفلسطيني في منطقة واد قانا، حيث يساهم المستعمرون في تلك البؤرة الاستعمارية في تنفيذ عدد من الاعتداءات على المزارعين بالتوازي مع اقتلاع عدد كبير من الغراس والأشجار، فهم ينفذون أجندة الاحتلال على أرض الواقع. ويقطن في تلك البؤرة الاستعمارية 20 عائلة من المتدينين، يقطنون في بيوت متنقلة تحت حراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
مخطط لتكريس الوجود الاستعماري في منطقة " واد قانا":
تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يكيل بسياسة المكيالين، ففي الوقت الذي يحارب به الوجود الفلسطيني في منطقة واد قانا عبر تدمير الأراضي الزراعية وقطع الأشجار ومصادرة الأدوات الزراعية، فانه في الوقت ذاته يشجع أعمال بناء المستعمرات وسرقة الأرض في واد قانا، فباتت منطقة واد قانا منطقة منكوبة يوجد بها 10 مستعمرات إسرائيلية تحاصرها من جميع الجهات وتحد من الوجود الفلسطيني بها، وتسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي فيها.
حتى الثروات الطبيعية في منطقة واد قانا باتت هدفاً للاستيطان والمستوطنين فهناك العديد من المواقع الأثرية مثل خربة شحادة باتت هدف للمستعمرين، عدى عن الينابيع المائية التي يسيطر عليها الاحتلال والتي هي أيضاً أصبحت حكراً على المستعمرين دون سواهم. ويضطر أصحاب الأراضي المزروعة بالحمضيات في واد قانا وهم حوالي 12 أسرة من المبيت تحت الشجر حماية لمنتجاتهم الزراعية من المستعمرين المتربصين بهم كآخر موقع فلسطيني صامد في هذا الوادي الكبير.
واليوم، يخطط الاحتلال الإسرائيلي بالتنسيق مع مجلس المستعمرات الإسرائيلية " شمرون" على تنفيذ شبكة من الطرق تخدم أي مخطط توسعي مستقبلي قريب للمستعمرات القائمة المنطقة، بل ويطلق العنان نحو مزيد من مصادرة الأراضي نحو تهويد كامل لمنطقة واد قانا على امتداد الـ 10 آلاف دونم هناك، وبالتوازي مع ذلك هناك المزيد من القيود تفرض على المزارعين في منطقة واد قانا، فلا يسمح بزراعة الأرض هناك ولا حتى شق طرق زراعية بحجة أنها محمية طبيعية حسب وصف الاحتلال الإسرائيلي.
اعداد: