نشر موقع صحيفة القناة السابعة الإسرائيلية "اروتس شيفع" الالكتروني يوم السابع من شهر ايلول من العام 2014 خبرا مفاده أن المحكمة العليا الاسرائيلية رفضت الالتماسات المقدمة من أصحاب الاراضي الفلسطينيين في قريتا الخضر وأرطاس بخصوص الاراضي التي كانت اسرائيل قد أعلنت عنها "أراضي دولة" من خلال الامر العسكري الاسرائيلي الصادر في العام 2004 عن حارس أملاك الغائبين والدولة. وتعود حيثيات القصة الى شهر شباط من العام 2009 عندما رفضت المحكمة العسكرية في الإدارة المدنية الإسرائيلية الاستئنافات القضائية لثمانية من أصل تسعة عائلات فلسطينية (أصحاب الاراضي) في القرى السابقة الذكر التي اعترضت على الامر العسكري الصادر بسبب أن الاراضي تعود لملكيتهم. وعقب صدور الرد السلبي للمحكمة الاسرائيلية انذاك, قامت العائلات الفلسطينية بالاستئناف لدى المحكمة العليا الاسرائيلية في محاولة من العائلات الفلسطينية استرجاع أراضيها وحمايتها من المصادرة. انظر نسخة عن الامر العسكري
صورة رقم 1 & 2: الامر العسكري الاسرائيلي الصادر في العام 2004
ان الأراضي الفلسطينية المستهدفة تقع ضمن المخطط الهيكلي لمستوطنة أفرات الإسرائيلية (التي أقيمت بشكل غير قانوني على أراضي قرى أرطاس والخضر في العام 1977) الذي اعدته الادارة المدنية الاسرائيلية في العام [1]1991 ويظهر مناطق التوسع المستقبلية للمستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. كما أن الاراضي المستهدفة تأتي ضمن مخطط اسرائيلي لبناء 2500 وحدة استيطانية[2] على التلة الثامنة لمستوطنة افرات جنوب غرب بيت لحم والذي يطلق عليها اسم ' تلة جفعات هايتم'. انظر الخارطة رقم 1
والحقيقة أن استهداف تلك المنطقة لا يأتي من الفراغ, بل ان الأراضي المستهدفة لا تقع ضمن الأراضي التي سوف يضمها ويصادرها جدار العزل العنصري الى تجمع غوش عتصيون الاستيطاني جنوب غرب مدينة بيت لحم[3] بالرغم من أن مستوطنة افرات هي احدى المستوطنات المكونة للتجمع بالإضافة الى عشرة مستوطنات اخرى في المنطقة, الامر الذي قد يأخذ مسارا عكسيا لدى اسرائيل، وهذا يعني أنه من المحتمل أن تقرر اسرائيل العودة إلى المسار المخطط لجدار العزل العنصري كما جاء في العام [4]2005 حتى تضمن الاستيلاء على المنطقة. ومن أجل تحقيق أهدافها في المنطقة, قامت أولا بالإعلان عن تلك المناطق "أراضي دولة" حتى تضع حدا للتوسع الفلسطيني العمراني في تلك المنطقة عبر مرور السنوات, وجاء قرار المحكمة في السابع من أيلول للتأكيد على ذلك, وضمنيا اعطاء الضوء الاخضر لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية في المنطقة.
[1] في العام 1991, أصدرت الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة مخططات هيكلية للمستوطنات الإسرائيلية بما في ذلك تلك في القدس الشرقية. وشملت هذه المخططات مناطق توسع مستقبلية للمستوطنات الاسرائيلية القائمة مع الاخذ بعين الاعتبار اعتماد مساحات اضافية لإقامة مستوطنات جديدة وتوسيع القائمة حتى العام 1991. وبلغ مجموع مساحة المخططات الهيكلية الصادرة من قبل الادارة المدنية الاسرائيلية انذاك 486.137 دونما (486.1 كم²), وهي سبعة اضعاف مساحة المستوطنات الاسرائيلية التي كانت قائمة حتى العام 1991 والبالغة 69,000 دونما (69 كم².
[2] A new outpost is to be established South of the Bethlehem
http://www.peacenow.org.il/eng/GivatEitam
[3] بحسب المخطط الاخير لجدار العزل العنصري الاسرائيلية في شهر نيسان من العام 2007
[4] في العام 2005، قامت وزارة الدفاع الإسرائيلية بتغييرات في عدة مقاطع من جدار العزل العنصري في أراضي الضفة الغربية، احداها كان القسم حيث المنطقة التي أعلنت إسرائيل بأنها أراضي دولة شمال مستوطنة افرات.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)