ردا على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية, إسرائيل تنشر عطاءات لبناء 1500 وحدة استيطانية

لم تمهل إسرائيل السلطة الوطنية الفلسطينية الجديدة الوقت الكافية لإثبات أنها حكومة سلام، حيث بعد مضي ثلاثة أيام فقط على إعلان حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، بعد إنهاء الانقسام بين شقي الوطن، سارعت سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى نشر عطاءات لبناء 1466 وحدة استيطانية في المستوطنات الاسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة بما فيها مدينة القدس.

في الخامس من شهر حزيران من العام 2014، اصدر وزير البناء والإسكان الإسرائيلية، أوري ارئيل، عطاءات لبناء 1466 وحدة استيطانية في المستوطنات الإسرائيلية الغير شرعية المنتشرة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس، وذلك ردا على تشكيل حكومة وحدة وطنية الفلسطينية، بعد أن وقعت حركتي فتح وحماس اتفاقية إنهاء الانقسام. وفقا لما نشرته وكالات الأنباء الإسرائيلية توزعت الوحدات الاستيطانية الجديدة على النحو التالي:

المصدر: حركة السلام الان الاسرائيلية, حزيران 2014

توسيع المستوطنات الإسرائيلية الواقعة داخل التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون"

• 223 وحدة استيطانية في مستوطنة أفرات:

تضمن الإعلان الأخير الصادر في الرابع من شهر حزيران من العام 2014،  طرح عطاءات بناء وحدات استيطانية جديدة من ضمنها توسيع مستوطنة افرات بإضافة 223 وحدة استيطانية جديدة. ومن الجدير ذكره انه في العاشر من شهر كانون الثاني من العام 2014، نشرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عطاءات لتسويق أراضي من اجل بناء 227 وحدة استيطانية جديدة لمستوطنة افرات الإسرائيلية. لتعود سلطات الاحتلال الإسرائيلية بعد خمسة أشهر لتنشر عطاءات بناء 223 وحدة استيطانية.  حيث أن عملية طرح عطاءات تسويق أراضي لبناء وحدات سكنية جديدة تسبق عملية طرح عطاءات بناء، حيث في المرحلة الأولى يتم تقسيم الأراضي للعدد المخصص لبناء الوحدات السكنية ويتم فتح باب العطاءات للشركات المقولة الراغبة بتجهيز الأرض للوحدات السكنية، وفي المرحلة الثانية يتم فتح باب العطاءات لبناء الوحدة السكنية نفسها.

 تقع مستوطنة أفرات الإسرائيلية الغير شرعية ضمن التجمع الاستيطاني الإسرائيلي "غوش عتصيون" والذي يحتل الجزء الغربي من محافظة بيت لحم. تأسست مستوطنة افرات الإسرائيلية عام 1979 على أراضي محافظة بيت لحم. تحتل مستوطنة افرات الإسرائيلية الغير شرعية 2283 دونم من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويقطن فيها ما يقارب 9239 مستوطن إسرائيلي.

ومن المهم ملاحظته، انه في الأواني الأخير تم رصد عمليات تجريف لأراضي فلسطينية محتلة تقع على مقربة من مستوطنة افرات الإسرائيلية، حيث تهدف عمليات التجريف لإنشاء البنية التحتية لبناء وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة افرات.

• 536 وحدة استيطانية في مستوطنة بيتار عيليت:

شمل الإعلان الأخير لعطاءات البناء في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، مستوطنة بيتار عيليت الإسرائيلي، حيث سيتم توسيع مستوطنة بيتار عيليت بإضافة 536 وحدة سكنية استيطانية جديدة للمستوطنة.   تحتل مستوطنة بيتار عيليت الإسرائيلية 4700 دونم من الأراضي الفلسطينية الواقعة إلى الغرب من مدينة بيت لحم، تم تأسيس مستوطنة بيتار عيليت عام 1985، وبحسب الإحصائيات الصادرة لأعداد المستوطنين لعام 2011، يقطن في مستوطنة بيتار عيليت 39736 مستوطن إسرائيلي.

تكمن أهمية مستوطني بيتار عيليت وافرات بأنهما تقعان ضمن التجمع الاستيطاني الإسرائيلية "غوش عتصيون" والذي يحتل الجزء الغربي من محافظة بيت لحم، والجزء الجنوبي من محافظة القدس، حيث تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى ضم إحدى عشر مستوطنة إسرائيلية تقع في تجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" إلى حدود دولة إسرائيل ولتصبح أيضا ضمن حدود مدينة القدس. حيث تزعم إسرائيل بان التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" هو حي من أحياء مدينة القدس، وجزء لا يتجزأ من مشروع "القدس الكبرى"، الهادف إلى ضم ثلاث تجمعات استيطانية إسرائيلية (جيفعات زئيف، معالي ادوميم، غوش عتصيون)  محيطة بمدينة القدس إلى حدود مدينة القدس، وذلك عن طريق بناء جدار العزل العنصري، الذي يلتف حول هذه التجمعات مستثني العديد من البلدات والقرى الفلسطينية التابعة لمحافظة القدس.

• 38 وحدة سكنية استيطانية جديدة في مستوطنة ادم

إن اغلب  التوسعات الاستيطانية الإسرائيلية الجديدة تشمل مستوطنات إسرائيلية غير شرعية محيطة لمدينة القدس، ومستوطنة آدم إحدى تلك المستوطنات الذي شملها التوسع بإضافة 38 وحدة سكنية جديدة . ومن الجدير ذكره انه في العاشر من شهر كانون الثاني لعام 2014، أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عطاءات تسويق لأراضي داخل مستوطنة آدم من اجل بناء 78 وحدة سكنية استيطانية جديدة. حيث أن عطاءات بناء 38 وحدة استيطانية الصادرة في الخامس من شهر حزيران من العام 2014، هي جزء من مخطط لبناء 78 وحدة استيطانية والتي أعلن عن عطاءات لتسويق أراضيها سابقا.

تقع مستوطنة آدم الإسرائيلية إلى الشمال من مدينة القدس. عام 1985 قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلية ببناء مستوطنة آدم الإسرائيلية الغير شرعية على 1213 دونم من الأراضي الفلسطينية التابعة لبلدة جبع الفلسطينية. وبسحب الإحصائيات الإسرائيلية الصادرة عام 2011،  يقطن في مستوطنة آدم ما يقارب 4627 مستوطن إسرائيلي.

ومن المهم ذكره، أن مستوطنة آدم الإسرائيلية تقع ضمن ممر إسرائيلي تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلية ابقاء سيطرتها عليه في حال التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين أو لم يتم التوصل الى اتفاق سلام، حيث ان المخططات الاسرائيلية تسعى إلى إضافة هذا الممر الاستيطاني إلى حدود مدينة القدس. حيث أن هذه الممر الاستيطاني الإسرائيلي يحوي المستوطنات التالية:

• توسيع مستوطنة جيفعات زئيف: عطاءات لبناء 155 وحدة استيطانية جديدة

شملت إعلانات العطاءات الأخير إضافة 155 وحدة سكنية استيطانية جديدة لمستوطنة جيفعات زئيف الإسرائيلية.

مستوطنة جيفعات زئيف الإسرائيلية، واحدة من المستوطنات الإسرائيلية الواقعة ضمن التجمع الاستيطانية "جيفعات زئيف" الواقعة شمال غرب مدينة القدس المحتلة. تأسست مستوطنة جيفعات زئيف عام 1982، على أراضي فلسطينية تبلغ مساحتها 2998 دونم، ومن الجدير ذكره انه عام 1991 أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية مخططات هيكلية للمستوطنات الإسرائيلية الغير شرعية المقامة على الأراضي الضفة الغربية المحتلة بما فيها مدينة القدس. فيما يخص مستوطنة جيفعات زئيف تم تخصيص 3670 دونم من الأراضي  الفلسطينية المحتلة للمستوطنة وتوسعاتها المستقبلية.

أن التجمع الاستيطاني الإسرائيلية "جيفعات زئيف"، ومن ضمنها مستوطنة "جيفعات زئيف"، تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلية لضمه إلى حدود مدينة القدس وذلك عن طريق بناء الجدار العزل العنصري بحيث يحيط بالتجمع الاستيطاني ويضمه إلى "دولة إسرائيل"  وذلك تنفيذا لمشروع "القدس الكبرى" الهادف إلى تهويد مدينة القدس بضم ثلاث تجمعات استيطانية محيطة بالقدس وعزل عدد من البلدات والقرى المحيطة بها، وبالتالي تصبح مدينة القدس ذات أغلبية يهودية وأقلية عربية- فلسطينية.

• عطاءات لبناء 78 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة الفي منشيه الإسرائيلية:

ضمن عطاءات البناء الصادرة في الخامس من شهر حزيران من العام 2014، تم شمل مستوطنة الفي منشيه الإسرائيلية الواقعة إلى الشرق من مدينة قلقيلية، بإضافة 78 وحدة سكنية جديدة، وذلك بعد أن أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية في العاشر من شهر كانون الثاني من العام 2014، عطاءات لتسويق الأراضي من اجل بناء 78 وحدة سكنية في مستوطنة الفي منشيه.

تأسست مستوطنة الفي منشيه عام 1981، على أراضي فلسطينية تبلغ مساحتها 2825 دونم، ولكن المخطط الهيكلي للمستوطنة الصادر من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية عام 1991، خصص 6101 دونم من الأراضي الفلسطينية المحتلة لصالح مستوطنة الفي منشيه الإسرائيلية الغير شرعية للتوسع المستقبلي. وبحسب الإحصائيات الإسرائيلية للسكان المستوطنات المعلن عنها عام 2011، يقطن في مستوطنة الفي منشيه الإسرائيلية 7477 مستوطن.

تقع مستوطنة الفي منشيه الإسرائيلية ضمن تجمع كيدوميم الاستيطاني الإسرائيلي الذي يمتد من الخط الهدنة (الخط الأخضر) إلى العمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويضم هذا التجمع الاستيطانية 12 مستوطنة إسرائيلية: كرني شمرون، نفي اوراينم، جينات شمرون، معاليه شمرون، نوفيم، ياكير، عمانوئيل، جيت، كدوميم، جيفعات همركزيز، كدوميم تصيفون، والفي منشيه. ومن الجدير ذكره بان المخططات الاستيطانية الإسرائيلية تهدف إلى إبقاء هذه المستوطنات تحت سيطرتها في أي حال من الأحوال.

• طرح عطاءات لبناء 129 وحدة سكنية جديدة لمستوطنة كرني شمرون الإسرائيلية و 102 وحدة سكنية جديدة لمستوطنة عمانوئيل الإسرائيلية:

في الخامس من شهر حزيران من العام 2014، نشرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عطاءات لبناء 129 وحدة سكنية في مستوطنة كرني شمرون و102 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة عمانوئيل. حيث تقع هاتين المستوطنتين داخل تجمع كدوميم الاستيطاني، الذي يقع بين محافظتي نابلس وقلقيلية. حيث سبق هذه العطاءات إصدار سلطات الاحتلال الإسرائيلية عطاءات تسويق أراضي لبناء 86 وحدة استيطانية في مستوطنة كرني شمرون الإسرائيلية و 102 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة عمانوئيل. حيث أن إصدار "عطاءات تسويق أراضي" هي الخطة التي تسبق إصدار عطاءات لبناء وحدات سكنية جديد.

• عطاءات بناء 76 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة ارئيل:

سلطات الاحتلال الإسرائيلية تنشر عطاءات لبناء 76 وحدة استيطانية في مستوطنة ارئيل الإسرائيلية الواقعة إلى الشمال مدينة سلفيت في الضفة الغربية المحتلة. تقع مستوطنة ارئيل الإسرائيلية ضمن التجمع الاستيطاني الإسرائيلي "ارئيل" والذي كل من المستوطنات الإسرائيلية التالية: رفافا، كريات نتافيم، برخين، والمنطقة الصناعية برخين. تأسست مستوطنة ارئيل الإسرائيلية عام 1978 على أراضي فلسطينية محتلة تبلغ مساحتها 5280 دونم.

تكمن أهمية مستوطنة ارئيل بأنها تقع ضمن التجمع الاستيطاني الإسرائيلي "ارئيل" الذي تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلية  لضمه إلى "حدود دولة إسرائيل". وكما تسعى لربطه مع منطقة العزل الشرقية (المنطقة الواقعة على طول الحدود الفلسطينية- الأردنية) ليصبح حلقة وصل بين "إسرائيل" ومنطقة العزل الشرقية، وبالتالي فان التوسع الاستيطاني في تلك المنطقة وفي مستوطنة ارئيل بشكل خاص يشكل استكمال للاستراتيجيات الاستيطانية الإسرائيلية. خلال فترة المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، أعلن الوفد المفاوض الإسرائيلي بالإضافة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بان التجمعات الاستيطانية الإسرائيلية الخمس (غوش عتصيون، معاليه ادوميم، جيفعات زئيف، موديعين، وارئيل) ستبقى جزء من "دولة إسرائيل" في أي حال من الأحوال.

• مستوطنة رامات شلومو الإسرائيلية:

تأسست مستوطنة رامات شلومو الإسرائيلية إلى الشمال الغربي من مدينة القدس عام 1991، وتحتل مستوطنة رامات شلومو 1626 دونم من أراضي بلدتي بيت حنينا والعيسوية (وتتضمن شعفاط ومخيم شعفاط للاجئين) وبلدة لفتا. تكمن أهمية المستوطنات الواقعة ضمن حدود بلدية القدس بما فيها مستوطنة رامات شلومو، بسعي سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى توسيعها وإسكان اكبر عدد ممكن من المستوطنين الإسرائيليين داخل المدينة، وذلك تنفيذا لمشروع "القدس الكبرى"  بان تصبح مدينة القدس ذات أغلبية يهودية وأقلية فلسطينية-عربية.

ظهرت إستراتيجية إسرائيل في توسيع مستوطنة رامات شلومو الإسرائيلية في الثلاثين من شهر تشرين الاول من العام 2013، حين أعلنت عن مخطط وعطاءات لبناء 1500 وحدة استيطانية في مستوطنة رامات شلومو. حيث في الثالث عشر من شهر تشرين الثاني أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عطاءات لبناء 387 وحدة استيطانية في مستوطنة رامات شلومو (مخطط رقم 293/2013) لتعود في العاشر من شهر كانون الثاني من العام 2014، لتصدر سلطة الأراضي في إسرائيل ووزارة الإسكان والبناء الإسرائيلية عطاءات تسويق أراضي لبناء 600 وحدة استيطانية في مستوطنة رامات شلومو، لتعود في الخامس من شهر حزيران من العام 2014، لإصدار عطاءات لبناء 400 وحدة استيطانية في مستوطنة رامات شلومو. ومن المهم ملاحظته أن هذه 400 وحدة استيطانية الصادر عطاءات بحقها هي جزء من عطاءات تسويق الأراضي لبناء 600 وحدة استيطانية، والتي هي في الأساس جزء من مخطط إسرائيلي لبناء ما يزيد عن 1500 وحدة استيطانية في مستوطنة رامات شلومو، والتي أعلنت إسرائيل عنه في الثلاثين من شهر تشرين الأول من العام 2013.

في الختام:

على الرغم من الجهود الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لدفع عملية السلام إلى الأمام، وعلى الرغم من عودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات في الحادي والثلاثين من شهر تموز من العام 2013، وبعد انتهاء مدة 9 أشهر المعلن عنها لتوصل إلى اتفاق، لم تتوقف إسرائيل طول فترة المفاوضات وبعد انتهاءها في إصدار خطط وعطاءات لبناء المزيد من الوحدات السكنية الاستيطانية في المستوطنات الإسرائيلية الغير شرعية المنتشرة على أراضي الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية. حيث اثبت إسرائيل على مر الزمن بان سياستها الاستيطانية هي هدفها الأسمى لها، متجاهلة بذلك القوانين الدولية واتفاقيات السلام وضغطات الدولية

اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)