في محاولة لتسليط الضوء على انتهاكات المستوطنين الإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية بشكل عام وأراضي خلة النحلة في قرية وادي رحال جنوب محافظة بيت لحم بشكل خاص، دعت اللجنة الشعبية لمقاومة جدار العزل العنصري والمستوطنات في محافظة بيت لحم بمشاركة مجموعة من نشطاء السلام الفلسطينيين والأجانب وعدد من الصحافة المحلية والأجنبية، إلى إقامة خيمة دعم ومساندة في الحادي والثلاثين من شهر أيار من العام 2014، لدعم صمود أهالي ومزارعي منطقة خلة النحلة التي تتعرض أراضيهم بشكل مستمر لانتهاكات المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي. حيث من المخطط إقامة خيمة دعم وصمود في ارض فلسطينية خاصة تعود ملكيتها للسيد أبو احمد عايش، حيث تقابل هذه الأرض، أراضي فلسطينية تم مصادرتها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي تحت ذريعة أنها "أملاك دولة"، ليقوم مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين القاطنين في مستوطنة أفرات الإسرائيلي الغير شرعية، باحتلال هذه الأرض التي تبلغ مساحتها 300 دونم، وإقامة خيم استيطانية عليها وتزويدها بالاحتياجات الأساسية مثل شبكة مياه وكهرباء بالإضافة إلى وجود حراسة مؤمنة من سلطات الاحتلال الإسرائيلية. [1]
وتأكيدا على فلسطينية الأراضي ودعما لصمود المزارع الفلسطيني في أرضه المهددة بالمصادرة، في تمام الساعة 10:30 من صباح يوم الحادي والثلاثين من شهر أيار من العام 2014، تواجد في الأراضي الفلسطينية في منطقة خلة النحلة العشرات من نشطاء السلام الفلسطينيين والأجانب بجانب عدد من الصحافة الفلسطينية والأجنبية.
حيث شارك فريق العمل الميداني في معهد الأبحاث التطبيقية القدس- أريج في إحياء هذه الفعالية، وقبل وصول المشاركين، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلية منتشرة في المنطقة، وبالأخص على مدخل الأرض الخاصة بالسيد أبو احمد عايش، الذي من المفترض أن تحوي أرضه على خيمة الصمود. ومن اجل تأمين الحماية للبؤرة الاستيطانية الإسرائيلية الغير شرعية الموجودة في تلك المنطقة ولحماية المستوطنين تواجد جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كثيف ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى الأرض لإقامة الخيمة، وحاول اعتقال واحد من أصحاب الأراضي في تلك المنطقة بالإضافة إلى الاعتداء على المشاركين. حيث طلب ضابط من جيش الاحتلال الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية بالإضافة إلى ضابطة في الإدارة المدنية الإسرائيلية، الأوراق الثبوتية للأرض المراد إقامة خيمة الصمود عليها. ومن الجدير ذكره ن منطقة خلة النحلة هي مناطق مصنفة "ج" بحسب اتفاقية أوسلو الثانية والمؤقتة والموقعة عام 1995 بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل، حيث أن المناطق المصنفة "ج" هي مناطق تخضع بشكل كامل لسيطرة سلطات الاحتلال الإسرائيلية، أمنيا وإداريا.
بعد أكثر من ساعتين من منع جيش الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين من الوصل إلى الأرض، نجح الفلسطينيين من الوصول إلى الأرض وإقامة خيمة الصمود عليها، رغما عن محاولات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين من منعهم وإبعادهم عن أراضيهم، تحت حجج واهية وادعاءات باطلة. حيث في البداية ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن المنطقة تم إعلانها "منطقة عسكرية مغلقة" لا يجوز للفلسطينيين التواجد فيها، وبعد ذلك تم طلب الأوراق التي تثبت أن السيد أبو احمد هو صاحب لأرض فعليا.
لا يريد الاحتلال الإسرائيلي للعالم اجمع أن يرى ما يحدث على ارض الواقع من انتهاكات بحق الفلسطينيين سواء من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية وممارساتها العنصرية أو من قبل المستوطنين الطامعين في الأراضي الفلسطينية. حيث تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلية دائما إلى إخفاء وجهها العنصري عن العالم، وتمارس عنصريتها بسرية تام، ومثل هذه النشاطات بوجود مؤسسات أجنبية وصحافة أجنبية قادرة على إثارة الرأي العام العربي والفلسطينية والعالمي، من خلال تصوير وجود المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المصادرة في المقابل حرمان الفلسطينيين من دخول أراضيهم.
[1] http://www.old.poica.org/details.php?Article=5976
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)