نشرت صحيفة هاارتس الاسرائيلية في عددها الصادر في التاسع عشر من شهر اذار من العام 2014، أن اللجنة المحلية الإسرائيلية للقدس التابعة لبلدية القدس الاسرائيلية قد أعطت الضوء الأخضر لبناء 184 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنتين اسرائيليتين في القدس الشرقية. واستهدفت اللجنة كل من مستوطنات هار حوما (أبو غنيم) لبناء 144 وحدة استيطانية في المنطقة الجنوبية الشرقية للمستوطنة والتي باتت تعرف بمنطقة "هار حوما ج" (المخطط الهيكلي رقم 10310)، و40 وحدة استيطانية أخرى في مستوطنة بسغات زئيف شمال القدس، (المخطط الهيكلي رقم 8151).
وتجدر الاشارة الى أن المخطط الهيكلي رقم 10310 الذي استهدف الجزء الجنوبي الشرقي من مستوطنة هار حوما القائمة قد تم طرحه لاول مرة (لمراجعة الجمهور) في العام 2008. ومن ثم دخل المخطط طور مراحل الموافقة في أواخر العام 2010. وفي شهر اب من العام 2011، أعطت وزارة الداخلية الإسرائيلية موافقتها النهائية لتنفيذ المخطط الهيكلي الاسرائيلي رقم 10310 والتي تنص، في المقام الأول، على بناء 910 وحدة استيطانية في مستوطنة هار حوما (أبو غنيم)، في المنطقة المخطط لها أن تصبح "هار حوما ج".
بينما يستهدف المخطط الهيكلي الاسرائيلي رقم 8151 الجزء الجنوبي الشرقي من مستوطنة بسغات زئيف شمال مدينة القدس. وتنص الخطة الأصلية على بناء 233 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنة. وتجدر الاشارة الى أنه تم طرح المخطط لاول مرة لمراجعة الجمهور في العام 2007.
معلومات عامة عن مستوطنتي هار حوما وبسغات زئيف في القدس الشرقية
تقع مستوطنة هار حوما ('جبل أبو غنيم') 2 كم الى الشمال من مدينة بيت لحم، وعلى بعد 7 كيلومترات إلى الجنوب من مدينة القدس. تم بناء المستوطنة في العام 1997 على أراضي كان يملكها فلسطينيون من مدن بيت لحم وبيت ساحور فضلا عن قرى أم طوبا وصور باهر في مدينة القدس. وعندما احتلت اسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة في العام 1967, شرعت اسرائيل بتنفيذ خطوات غير قانونية واحادية الجانب لإعادة تعريف حدود مدينة القدس الشرقية شملت منطقة جبل أبو غنيم. واليوم، تحتل مستوطنة هار حوما (أبو غنيم) ما مساحته 2262 دونما ويقطنها ما يقارب 25 ألف مستوطن اسرائيلي.
وفي العام 2004 اعدت لجنة التخطيط والتنظيم لمدينة القدس وبلدية القدس الاسرائيلية, وبشكل احادي الجانب, المخطط الهيكلي لمدينة القدس (بشقيها الشرقي والغربي) 'القدس 2000- 2020' الذي يمتد مداه الزمني إلى 20 عاما، بهدف تطوير مدينة القدس باعتبارها العاصمة الموحدة والابدية لإسرائيل (بالنسبة لاسرائيل). ويكشف المخططالهيكلي عنوجودمستوطنتينجديدتينفي المنطقة المجاورة لمستوطنة هار حوما (مستوطنة أبو غنيم) فيمحافظةبيتلحم،الأولىتقع فيالجهة الجنوبيةالشرقيةلمستوطنة هار حوما (مستوطنة أبو غنيم) بينما تقع الثانية فيالجهة الشماليةالغربيةللمستوطنة. وبحسب المخطط الهيكلي, تحتل هاتانالمستوطنتان حوالي 1080 دونما إضافية من الأراضي الفلسطينية.كما يكشف المخطط الهيكلي أيضاأنالمنطقةالعمرانيةالتابعةلمستوطنة جبل أبو غنيم (هارحوما) قدتصلمساحتها إلى 1410 دونما،مما سوف يشكلزيادة في مساحة المنطقة العمرانية قد تصل نسبتها إلى 352% عن مساحتها الحالية والبالغة 400 دونما. وسوف تحتل مستوطنةجبل أبو غنيم (هارحوما) والمستوطنتين الجديدتين (حال الانتهاء من بنائهما) ما مساحته 2500 دونما من أراضي المحافظة .الخارطة رقم 1
خارطة رقم 1: المستوطنتين الجديدتين في محيط مستوطنة هار حوما (أبو غنيم)
أما مستوطنة بسغات زئيف, فتقع شمال مدينة القدس وعلى بعد سبعة كيلومترات عن مركز المدينة. تم انشاء المستوطنة في العام 1985 وتحتل ما مساحته اليوم 3408 دونما من الاراضي الفلسطينية التابعة لكل من بلدتي حزما وبيت حنينا والتي تم الاستيلاء عليها بشكل غير قانوني في الاعوام السابقة. واليوم, يقطن المستوطنة ما يقارب 55 ألف مستوطن.
البناء في مستوطنة رمات شلومو (ريخيس شعفاط)
في الثالث عشر من شهر اذار من العام 2014, صادقت وزارة البناء والاسكان الاسرائيلية على بناء 387 وحدة استيطانية في مستوطنة رمات شلومو (ريخيس شعفاط) شمال مدينة القدس. وتعتبر الوحدات الاستيطانية المصادق عليها جزء من مخطط أوسع تسعى اسرائيل الى تنفيذه في مستوطنة رمات شلومو ويشمل بناء 1700 وحدة استيطانية.
والجدير بالذكر انه تم الاعلان عن مخطط البناء في مستوطنة رمات شلومو لاول مرة في شهر اذار من العام 2010 من قبل وزير الداخلية الإسرائيلي الاسبق إيلي يشاي، خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي الاسبق [جو بايدن] إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة للمطالبة بتجميد الاستيطان، ولو مؤقتا، لتسهيل استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويشمل المخطط توسيع مستوطنة رامات شلومو من الشرق والجنوب، بالإضافة إلى إعادة تأهيل طريق قائم يؤدي إلى الحي الجديد وإنشاء طريق جديدة من الغرب. وقد أثار قرار إسرائيل انذاك (البناء في مستوطنة رمات شلومو) غضب المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية على وجه الخصوص, اذ أن إسرائيل هدفت عمدا لإحراج الإدارة الأمريكية في هذا الصدد الامر الذي اجبر اسرائيل على تعليق تنفيذ الخطة. وفي وقت لاحق, في الرابع من شهر كانون أول من العام 2012، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها سوف تعيد احياء خطة قديمة لبناء 1700 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة رمات شلومو (ريخس شعفاط) شمال مدينة القدس على 580 دونما من الأراضي الفلسطينية في المنطقة. خارطة رقم 2
خريطة رقم 2: موقع مستوطنة رمات شلومو (ريخيس شعفاط)
نبذة عن مستوطنة رمات شلومو (ريخيس شعفاط)
تأسست مستوطنة رامات شلومو (ريخيس شعفاط) في العام 1990، على أراضي استولت عليها اسرائيل في وقت سابق من كل من بلدات بيت حنينا والعيسوية (بما في ذلك بلدة شعفاط ومخيم شعفاط للاجئين) ولفتا في القدس. واليوم, تحتل المستوطنة مساحة إجمالية قدرها 1626 دونما ويقطنها عشرون ألف مستوطن إسرائيلي. وتجدر الاشارة الى أن موقع مستوطنة رمات شلومو (ريخيس شعفاط) اليوم كانت بلدية القدس الاسرائيلية قد صنفته, عقب مصادرته من أصحابه الفلسطينيين, على انه منطقة خضراء (أي منطقة مفتوحة يمنع البناء فيها لاي غرض كان). وكان مصطلح 'المنطقة الخضراء' من الأساليب الملتوية التي اتبعتها إسرائيل لتقويض التوسع العمراني الفلسطيني في المنطقة الى حين نضوج المخططات الاسرائيلية المرسومة لتلك المنطقة والتي بينت النية المبيتة للحكومة الاسرائيلية باستغلال المنطقة الخضراء للبناء العمراني الاسرائيلي بينما تمنع البناء الفلسطيني فيه.
ملخص,
ان قرار اسرائيل ببناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في المستوطنات الإسرائيلية يظهر إصرار إسرائيل على تقويض الجهود الرامية إلى تحديد إطار لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتصر إسرائيل أيضا أنها لا تقبل أي إشارة إلى القدس في أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين في الوقت الذي تواصل فيه طرح عطاءات بناء ومخططات في المستوطنات الإسرائيلية الواقعة داخل حدود بلدية القدس التي تم رسمها بشكل غير قانوني وأحادي الجانب في العام 1967.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)