الانتهاك: بناء وحدات سكنية استعمارية جديدة في مستوطنة كدوميم.
تاريخ الانتهاك: 18 من شهر آب 2013م.
الجهة المتضررة: أهالي قرية كفر قدوم.
الجهة المعتدية: مستوطنة كدوميم.
الموقع: الجهة الشرقية من مستوطنة كدوميم.
الانتهاك:
بالتزامن مع انطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية برعاية أمريكية، شرعت حكومة الاحتلال الإسرائيلية بتنفيذ عدد من العطاءات لبناء وحدات سكنية جديدة في قلب الضفة الغربية والقدس الشريف، حيث شملت تلك العطاءات بناء وحدات سكنية جديدة بالإضافة إلى المصادقة على بناء وحدات أخرى. عدى عن طرح عدد من المخططات الهيكلية لعدد من المستوطنات للمصادقة عليها، مما يشكل ذلك سابقة خطيرة، ويعكس في الوقت نفسه العقلية التي يفكر بها الاحتلال الإسرائيلي، ونواياه الحقيقية. ومما لا شك فيه أن مستوطنة "كدوميم" الجاثمة على أراضي المواطنين شرق مدينة قلقيلية، تعد من ابرز المستوطنات الإسرائيلية التي تشهد عمليات استهداف من قبل المستوطنين، فهي من خلال أعمال التوسعة ونهب الأراضي والتنكيل بالمزارعين الفلسطينيين تلخص المشروع الاستيطاني الصهيوني الذي تنتهجه حكومات الاحتلال المتعاقبة، ومخططاتها طويلة الأمد الهادفة إلى انتزاع الشرعية من الوطن الفلسطيني وإحلال عصابات صهيونية تسعى إلى تزوير تاريخ الأمة والنيل منها.
بناء حي استيطاني جديد:
تجدر الإشارة إلى أن ما يسمى بمجلس المستوطنات في الضفة، شرع مؤخراً في تنفيذ عطاء لبناء 40 وحدة سكنية وكنيس يهودي على أراضي قرية كفر قدوم الشرقية في المنطقة المعروفة باسم " حرايق عيسى" بالإضافة إلى جزء من أراضي قرية جيت شرق مدينة قلقيلية. وتشمل تلك العطاءات بناء حي سكني جديد عبر بناء وحدات سكنية جاهزة، خارج حدود المستوطنة بالإضافة إلى شق طرق لربط تلك الوحدات السكنية الجديدة بمستوطنة "كدوميم"، هذا بالإضافة إلى مد خطوط للكهرباء والماء لتلك الوحدات الجديدة.
وهذا وتعود فترة تأسيس مستوطنة "كدوميم" إلى بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي، وتأسست مستوطنة "كدوميم" على أنقاض معسكر الجيش الأردني في عام 1967م و تحول المعسكر حينها إلى معسكر لجيش الاحتلال الإسرائيلي و في عام 1972م بدا طابع المعسكر بالتغير ليصبح فيه وحدات سكنية إسرائيلية، والتي بدأت بالازدياد يوماً بعد يوم إلى أن أصبحت المستوطنة بشكلها الحالي. وتضم مستوطنة "كدوميم" اليوم خمس كتل استيطانية كبيرة، وهي (كدوميم مركاز، كدوميم تسيفون، كدوميم عيليه، هار حيمد، و متسببه يشاي) حيث تسيطر هذه المستوطنات على ما مساحته 2000 دونم عبارة عن مخطط البناء والمناطق العازلة المحيطة.
وساهمت مستوطنة "كدوميم" منذ إنشائها في تدمير البيئة الفلسطينية وفي خلق واقع سيء طال المنطقة برمتها، فمنذ أكثر من أربعة عقود والمزارع الفلسطيني في قرية كفر قدوم والقرى والبلدات المجاورة، وهم يمرون بمعاناة يومية تمثلت بسرقة مساحات شاسعة من أرضه، ومنعه من جني ثمار الزيتون، كذلك هناك الجرحى والشهداء الذي سقطوا على يد هؤلاء المستوطنين.
ويعد إغلاق مدخل قرية كفر قدوم الرئيس والذي كان أهالي المنطقة يستخدمونه على مدار أكثر من 60 عاماً، وذلك بحجة حماية أمن المستوطنين لأكبر تحدياً لأهالي المنطقة والذي أسفر عن إلحاق أضرار جسيمة بالسكان وممتلكاتهم. وأخيراً، فان ما يحدث في مستوطنة "كدوميم" والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشريف لهو انتهاك فاضح للأعراف والمواثيق الدولية التي تحرم على دولة الاحتلال تغيير معالم الأرض المحتلة، كذلك نقل السكان من دولة الاحتلال إلى الأرض المحتلة وإجبار السكان الأصليين على النزوح من أراضيهم .