الانتهاك: مستوطن يستولي على مركز للشرطة قديم و يحوله إلى استراحة سياحية.
المكان: واد القلط جنوب غرب مدينة أريحا.
تاريخ الانتهاك: 2 نيسان 2013م.
الانتهاك:
في خطوة تعكس الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، و الذي يسيطر على مساحات شاسعة من أراض الأغوار الفلسطينية ويحولها إلى أراض دولة أو ما يعرف بأراض مغلقة عسكرية ويحرم الفلسطينيين من استغلال أراضيهم الزراعية ومن الموارد الطبيعية التي تشتهر بها الأغوار إلا أنه في الوقت ذاته يعطي الضوء الأخضر للمستوطنين لسلب ما يمكن سلبه من الأراضي الزراعية و أقامة المستوطنات أو حتى التصرف بالأراضي التي يدعي الاحتلال أنها أملاك غائبين أو ما يعرف بأراض الدولة حيث يستفيد من هذه الأراضي المستوطنين في الدرجة الأولى.
و في مؤشر خطير يعكس واقع الاستيطان وطبيعة الاحتلال الإسرائيلي، أقدم مستوطن على الاستيلاء على مركز أمني قديم كان يخدم شرطة الدرك الأردنية وذلك خلال الفترة الواقعة ما بين (1948-1967م)، يقع في منطقة واد القلط جنوب غرب مدينة أريحا والمحاذية لمستوطنة متسبه يريحو، حيث قام هذا المستوطن بتغير معالم مركز الشرطة القديم وتحويله إلى محطة سياحية أطلق عليها اسم بيت الشاي تخدم السواح الإسرائيليين والأجانب القادمين إلى منطقة واد القلط السياحية.
صالور 1-4: التغير وسرقة التاريخ وتحويل مقر الشرطة إلى محطة سياحية
يذكر انه وبحسب المعطيات المتوفرة في محافظة أريحا، فان المركز المذكور جرى السيطرة عليه من قبل قوات الاحتلال عشية حرب عام 1967م و جرى تحويله وتحويل معظم الأراضي هناك إلى أراض دولة، ومنع المواطنين الفلسطينيين من مجرد الوصول هناك إلا بتصاريح خاصة فكانت المنطقة حكراً على الإسرائيليين والسواح الأجانب.
إلا أن الاحتلال وكعادته في الوقت الذي يحرم المزارعين من استغلال أراضيهم بحجة أن تلك الأراضي أملاك دولة إلا انه في الوقت ذلك يشرعن للمستوطنين التصرف بتلك الأراضي وإدارتها، وخير مثال على ذلك ما يجري اليوم من تحويل مركز شرطة أردني قديم إلى محطة للاستراحة والاستجمام يديرها مستوطن متطرف، فهذا ليس بغريباً فنخيل الأغوار يقتلع ويسيطر عليه تحت حجج أن الأراضي ارض دولة في حين نشاهد غابات من النخيل ومصانع عديدة تقام في الأغوار لصالح حركة الاستيطان المتطرف دون حسيب أو رقيب، و بهذا تصبح الأغوار رمزاً لسياسة التمييز العنصري الذي كرسها الاحتلال الإسرائيلي والذي يدعي أنه دولة ديمقراطية و قانون.
هذا ويعتبر وادي القلط من أجمل المناطق السياحية في فلسطين، خاصة في فصل الشتاء، ويمتد من الضواحي الشرقية للقدس في الغرب من أريحا، إلى نهر الأردن في الشرق، حيث يشكل انحداراً طبيعياً بين هضاب أريحا- القدس.
يتكون الوادي من جدران صخرية تمتد لمسافة 45 كم بين المدينتين، حيث أن الطريق الضيقة والوعرة التي يرسمها القلط في طريقه، كانت في يوم من الأيام الطريق الرئيس الموصلة إلى مدينة أريحا، ولكنها يستعملها اليوم؛ السياح والزائرون من مختلف أنحاء العالم.
وتبدأ قصة الوادي مع الملك الروماني ‘هيرود’، والذي بنى القناة المائية من أجل تزويد قصره الشتوي وحديقته بالماء في الحقبة الرومانية، حيث لا تزال آثار القناة الرومانية جلية للعيان في أجزاء من الوادي، أما القناة الموجودة حالياً فقد تم بناؤها في عصر الوصاية الأردنية، وتسير على خط القناة الرومانية القديمة ذاته.
ومن أبرز محطات الوادي على الإطلاق هي عين القلط، وهي نبع مياه يندهش الزوار من جمال وقوة تدفقها، ففي الشتاء يصل ارتفاع المياه فيها إلى قرابة الـ70 سم، وينابيعه مليئة طوال السنة، أما في الربيع فتنتشر الأزهار والأعشاب الخضراء على امتداد العين، مما يزيد النظر متعة ودهشة واستغراب من هذه الطبيعة الرائعة، فوجود المياه في العصر القديم جعلت الوادي من الطرق الرومانية المعروفة، وكانت تستعمل طريقاً للحجاج المسيحيين في الحقبة البيزنطية، وبالتالي سكن العديد من الرهبان في الكهوف والمغر المنتشرة في الوادي
غير أن الوجه الجميل للوادي الفلسطيني العريق، تلوثه أيادي الاحتلال البغيض، فتلال الوادي وهضابه، لا تخلو من معسكرات الجيش ونقاطه. لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد، فالاحتلال يروج له على اعتباره معلماً أثرياً ‘إسرائيلياً’، و بهذا أعطى الاحتلال العديد من الامتيازات للمستثمرين اليهود من اجل استغلال المنطقة التي هي حكر فقط على الإسرائيليين دون الفلسطينيين في مؤشر خطير على مخططات الاحتلال العنصرية.