في ظل الموجة المسعورة من البناء الإستيطاني التي تقوم بها سلطات الإحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، نشرت وكالة الإنباء الوطنية الإسرائيلية في الحادي والثلاثين من شهر كانون الثاني من العام 2013 تقريرا يتعلق بقيام وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بالمصادقة على توسيع مستوطنتي ‘تكواع ونيكوديم’ الواقعتا في الجنوب الشرقي من مدينة بيت لحم. فقد أعطى وزير الدفاع الإسرائيلي الضوء الأخضر للمضي قدما في عملية تخطيط وبناء 346 وحدة إستيطانية في كل من المستوطنتين السابقتا الذكر, حيث سيتم بناء 200 وحدة إستيطانية في مستوطنة تكواع، إضافة إلى بناء 146 وحدة إستيطانية أخرى في مستوطنة نيكوديم في الجزء الشرقي من تجمع غوش عتصيون الإسيتيطاني.
ولم تكتفي سلطات الإحتلال بذلك، حيث نشرت صحيقة يدعوت أحرانوت الاسرائيلية اليومية في الخامس من شهر شباط من العام 2013 نقلا عن وزارة الإسكان والبناء الإسرائيلية بطرح عطاءات لبناء 41 وحدة إستيطانية أخرى و’مركز تجاري’ في مستوطنة إفرات الواقعة في تجمع غوش عتصيون الإستيطاني في الجنوب الغربي من مدينة بيت لحم.
لمحة عن المستوطنات الإسرائيلية, تكواع ونيكوديم وإفرات
مستوطنة تكواع
أقيمت مستوطنة ‘تكواع’ الاسرائيلية في العام 1997على حساب أراضي قرية تقوع الفلسطينية الواقعة في الجنوب الشرقي من مدينة بيت لحم. وتضم هذه المستوطنة اليوم حوالي 1,600 مستوطن اسرائيلي وتحتل مساحة اجمالية قدرها 1,070 دونما.
مستوطنة نيكوديم
أقيمت مستوطنة ‘نيكوديم’ الاسرائيلية في العام 1982على حساب أراضي قريتي جناتا وتقوع الفلسطينيتين الواقعتا في الجنوب الشرقي لمدينة بيت لحم. وتضم هذه المستوطنة حوالي 1,300 مستوطن اسرائيلي وتحتل مساحة اجمالية قدرها 408 دونما.
مستوطنة إفرات
أقيمت مستوطنة ‘إفرات’ الاسرائيلية في العام 1979 على حساب أراضي قريتي الخضر وإرطاس الواقعتا غرب وجنوب غرب مدينة بيت لحم. وتضم هذه المستوطنة 8,300 مستوطن اسرائيلي وتحتل مساحة اجمالية قدرها 2,180 دونما. جدول رقم 1 أدناه يعطي المزيد من المعلومات حول المستوطنات الاسرائيلية الثلاث التي اقيمت بشكل غير شرعي على الاراضي الفلسطينية:
جدول رقم 1: معلومات حول المستوطنات الثلاث الغير شرعية في محافظة بيت لحم, تكواع ونيكوديم وإفرات |
الرقم |
إسم المستوطنة |
تاريخ إنشاء المستوطنة |
المساحة المصادرة (بالدونم) |
عدد المستوطنين
(2009) |
1 |
تكواع |
1977 |
1,070 |
1,596 |
2 |
نيكوديم |
1982 |
408 |
1,308 |
3 |
إفرات |
1979 |
2,180 |
8,300 |
المجموع |
|
3,658 |
11,204 |
المصدر: المجلس الإقليمي لتجمع غوش عتصيون الاستيطاني |
الآثار المترتبة على التجمعات الفلسطينية جراء التوسع الإستيطاني الاسرائيلي لمستوطنات تكواع ونيكوديم وإفرات:
إن سياسة التوسع الإستيطاني الإسرائيلي التي انتهجتها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة خلال العقود الماضية وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، وتسارعت خاصة بعد رفع التمثيل الفلسطيني في الأمم المتحدة – الجمعية العامة – إلى دولة غير عضو مراقب، كعقاب جماعي للشعب الفلسطيني لتوجهه للامم المتحدة من خلال تكثيف البناء الاستيطاني وإعادة احياء وتفعيل عدة مشاريع استيطانية في أراضي الضفة الغربية المحتلة بشكل عام، ومدينة القدس بشكل خاص بعد أن كانت متوقفة لفترة زمنية بسبب تعرض اسرائيل للضغط والنقد الدولي لوقف هذه المشاريع الاستيطانية التي, في حال تنفيذها, سوف يكون لها اثار سلبية على المجتمع الفلسطيني برمته .
وبذلك، تأتي سياسة توسيع مستوطنتي ‘تكواع ونيكوديم’ ومحاولة ربطهما بالتجمع الإستيطاني الاسرائيلي, غوش عتصيون[1], ضمن نهج وإطار عام تتبعه سلطات الإحتلال الإسرائيلي لفرض حقائق ووقائع على الأرض على حساب التجمعات الفلسطينية من جهة، ولكي تشكل ورقة ضغط ومكسب للإحتلال الاسرائيلي في حال التوصل الى اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين من جهة أخرى.
كذلك, إن السياسة الإستعمارية الإسرائيلية تهدف إلى خلق شبكة من التواصل الجغرافي بين التجمعات الإستيطانية[2] الاسرائيلية في الضفة الغربية والمستوطنات الإسرائيلية التي تقع خارج حدود هذه التجمعات الاستيطانية، مما سيسهل على حكومة الإحتلال ضم أكبر عدد ممكن من المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية، مع التركيز بشكل خاص على مدينة القدس من خلال إستكمال بناء جدار العزل العنصري الذي سيضم ثلاث تجمعات إستيطانية أساسية تحيط بمدينة القدس وهي تجمع معاليه أدوميم وتجمع جفعات زئيف وتجمع غوش عتصيون – وربط هذه التجمعات مع المستوطنات الإسرائيلية التي تشكل أهمية إستراتيجية لحكومة الإحتلال من خلال موقعها الجغرافي، تعدادها السكاني أومن حيث نوعها (كمستوطنة زراعية, صناعية, دينية … الخ)، وهو ما ينطبق تماما على مستوطنتي ‘تكواع ونيكوديم’ والرغبة الإسرائيلية الجائرة لربطهما مع تجمع جوش عتصيون الإستيطاني الاسرائيلي. خريطة رقم 1
الخلاصة:
إن عملية التوسع الإستيطاني التي تمارسها سلطات الإحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالأخص في مدينة القدس، تندرج ضمن مخطط وسياسة ‘ تدمير أي مستقبل لدولة فلسطينية متجاورة’. فمشاريع التوسع الإستيطاني في كل من مستوطنتي تكواع ونيكوديم ومحاولة ربطهما بتجمع جوش عتصيون الإستيطاني ليس إلا جزء من هذه السياسة العنصرية. أضف إلى ذلك توسيع حجم التجمعات الإستيطانية المحيطة بالقدس (تجمع معاليه أدوميم، تجمع جفعات زئيف وتجمع جوش عتصيون) عن طريق إستكمال بناء الجدار العنصري، لإستبعاد أكبر عدد ممكن من التجمعات الفلسطينية خارج حدود القدس حتى تحظى إسرائيل بأغلبية يهودية في المدينة أقلية فلسطينية. وبالتالي تعد هذه الممارسات والإنتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ومدينة القدس مخالفة للأعراف والمواثيق الدولية. فيما يلي عرض لبعض المعاهدات والقوانين التي تنص على ذلك:
المادة الحادية والثلاثين من إتفاقية أوسلو عام 1995 تنص على ما يلي: يحظر على إسرائيل بناء أو التخطيط لأي مشروع أومستوطنات أو أي توسع إستعماري من شأنها أن تؤدي إلى تغيير الوضع القائم في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتنص المادة على:’ لا يجوز لأي طرف الشروع أو إتخاذ أي خطوة من شأنها تغيير الوضع القائم في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى حتى إنتظار مفاوضات الوضع الدائم ‘
قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 446، الصادر في 22 آذار من عام 1979 يدعو إسرائيل إلى إلغاء تدابيرها السابقة والإمتناع عن إتخاذ أي إجراء من شأنه أن يؤدي إلى تغيير الوضع القانوني والطبيعة الجغرافية، ويؤثر ماديا على التكوين الديمغرافي للأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس، وعلى وجه الخصوص، عدم نقل أجزاء من سكانها المدنيين إلى الأراضي العربية المحتلة.
أيضا قرار رقم 452 من العام 1979 يدعو حكومة وشعب إسرائيل إلى الوقف بشكل فوري، إنشاء وتشييد وتخطيط المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس.
المادة 49 الفقرة 6 من إتفاقية جنيف الرابعة تنص على ‘ يحظر على الدولة المحتلة ترحيل ونقل جزء من سكانها إلى الأراضي التي تحتلها’.
في العام 1980 طالب مجلس الأمن في قراره رقم 465 إسرائيل بوقف الاستيطان والامتناع عن بناء مستوطنات جديدة وتفكيك تلك المقامة آنذاك، كما طالب أيضاً الدول الأعضاء بعدم مساعدة إسرائيل في بناء المستوطنات.
[1] تعد مستوطنة ‘إفرات’ واحدة من المستوطنات الاسرائيليى المكونة لتجمع غوش عتصيون الاستيطاني، كما أنها حصلت على الموافقة للبدء في إنشاء وحدات سكنية إستيطانية جديدة.
[2] من التجمعات الإستيطانية الرئيسية في الضفة الغربية: تجمع ‘معاليه أدوميم’ الواقع شرق مدينة القدس، تجمع ‘جفعات زئيف’ الواقع في الشمال الغربي من القدس، تجمع ‘غوش عتصيون’ الواقع في جنوب القدس، تجمع ‘موديعين عيليت’ الواقع غرب رام الله، تجمع ‘أرئيل’ الواقع شمال سلفيت، وتجمع ‘كريات أربع’ الواقع في جنوب الخليل