الانتهاك: مياه الصرف الصحي الصادرة عن مستوطنة شافي شمرون تدمر البيئة الفلسطينية.
المكان: منطقة الخلة و رأس قابوس شمال بلدة سبسطية.
تاريخ الانتهاك: 22 كانون الثاني 2013م.
الانتهاك:
تعد الأراضي الفلسطينية من المناطق التي ميزها الله بجمال الطبيعة وكثرة التنوع الحيوي فيها، مما أهلها لتكون مقصد للباحثين والزوار وغيرهم ممن يبحثون عن جمال الطبيعة وتنوعها. لكن في الوقت نفسه تعد المستوطنات الإسرائيلية وسيلة حقيقية لضرب الوجود الفلسطيني، عدى عن كونها آفة تدمر البيئة والأخضر واليابس وتحول الطبيعة والأراضي الزراعية في الريف الفلسطيني الجميل إلى مناطق موبوءة.
فإلى الريف الشمالي من مدينة نابلس حيث بلدة سبسطية والتي تعد من أبرز المعالم التاريخية والأثرية الفلسطينية حسب تصنيف منظمة اليونسكو العالمية والمعروفة بطابعها الفريد وتنوعها الحيوي من حيث كثرة أصناف النباتات هناك، إلا أنها اليوم تعاني من استهداف حقيقي طال الأرض والبيئة الفلسطينية وذلك عبر ضخ كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي الصادرة عن مستوطنة شافي شمرون وذلك باتجاه الأراضي الزراعية في المنطقة .
تجدر الإشارة إلى أن مياه المجاري والتي بدأت تتدفق منذ بداية عام 2013, وصلت إلى مسافة تزيد عن 1600متراً في منطقة ‘ الخلة’ و ‘ رأس قابوس’ شمال بلدة سبسطية ، مدمرة بذلك أكثر من 500 شجرة زيتون بواقع (35دنماً ) والتي تضررت بشكل أو بأخر بشكل جزئي وأصبح إنتاجها غير صحي للاستهلاك الآدمي. و تعود ملكية الأراضي المتضررة إلى كل من عائلة مخمر وحواري وغزال وكايد من بلدة سبسطية.
بالإضافة إلى ما تقدم، هناك الكثير من النباتات والأعشاب الربيعية الجميلة لم تظهر هذا العام بالقرب من المناطق التي استهدفتها مياه الصرف الصحي، في مؤشر خطير على الأثر السلبي الناتج عن تلك المياه العادمة.
من جهته أكد المزارع خالد حمدان مخمر، لباحث مركز أبحاث الأراضي‘ تعاني البيوت السكنية و الأراضي القريبة من طوفان مياه الصرف الصحي الصادر عن مستوطنة شافي شمرون من انتشار الكثير من الخنازير البرية كذلك الحشرات والقوارض وبات الوضع مقلق للغاية لدرجة أن الكثير من المزارعين بدؤوا بهجران أراضيهم الزراعية في تلك المنطقة التي هي بالأصل مستهدفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي’.
وكذلك أكد السيد أحمد فارس كايد العضو في المجلس البلدي لباحث مركز أبحاث الأراضي‘ تقدمنا بعدة شكوى إلى الجانب الإسرائيلي وإلى أكثر من جهة حقوقية، ولكن دون أي فائدة إلى الآن، وعلى العكس فالاحتلال يماطل في حل المشكلة ويدّعى أن هناك عطل في أحد البرك الخاصة بتجميع مياه الصرف الصحي داخل مستوطنة شافي شمرون وأن الموضوع قيد المتابعة، ولكن على أرض الواقع المشكلة في تفاقم وازدياد دون أن يكون هناك مؤشر في حلها في القريب العاجل.’
معلومات عامة عن مستعمرة شافي شمرون:
تقع مستوطنة ‘شافي شمرون’ على أنقاض معسكر الجيش الأردني في منطقة شمال مدينة نابلس على بعد 8كم عنها وعلى أراضي قريتي سبسطية ودير شرف، منذ عام 1967م, تم الاستيلاء على معسكر الجيش الأردني المقام على أراضي قرية سبسطية، وقام جيش الاحتلال بتحويله إلى نقطة عسكرية تابعة له حيث كان المعسكر يعتبر نقطة ينطلق منها جيش الاحتلال لمداهمة القرى المجاورة والتنكيل بالفلسطينيين، وفي عام 1977م بدأ طابع المعسكر الاحتلالي بالتغيير بإقامة ووضع العديد من البيوت المتنقلة داخل المعسكر لإسكان المستعمرين هناك، حيث بدأ المعسكر بالتحول إلى مستعمرة إسرائيلية لتبدأ بالتطور مع الزمن لتصادر اليوم ما مساحته 2000 دونماً من حوض رقم 10 وحوض رقم 6 من قرية دير شرف بالإضافة إلى حوض رقم 4 من قرية سبسطية. ويبلغ عدد المستوطنين اليوم القاطنين داخل المستعمرة قرابة 631 مستعمراً، حيث يشار هنا إلى أنه في عام 2005م شرعت قوات الاحتلال بإقامة ما أسمته بسياج أمني يحيط بمستعمرة ‘شافي شمرون’ مما أدى إلى الاستيلاء على مئات الدونمات الزراعية لصالح إقامة ذلك السياج تحت وداخل موقع السياج على حساب المواطنين في قريتي دير شرف وسبسطية.