الانتهاك: مستوطنو مستوطنة ‘بقعوت’ يستولون على 50 دونماً من أراضي سهل عاطوف.
الموقع: الجهة الشرقية من سهل البقيعة.
تاريخ الانتهاك: الاثنين 23 تموز 2012م.
تقديم:
تعتبر الزراعة وتربية المواشي العمود الفقري لسكان الأغوار الفلسطينية، تلك المنطقة التي تتميز بالمناخ الغوري الدافئ ووفرة المياه والمناطق الرعوية مما أهلها في السابق لتكون مقصداً للباحثين عن الاستثمار في القطاع الزراعي والباحثين عن المراعي والماء لتلبية احتياجات مواشيهم. يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يدخر طريقة أو وسيلة لبسط سيطرته على مناطق الأغوار الفلسطينية الشمالية والتي تمتد على مساحة تزيد عن 330 كم2 ، حيث أن الاحتلال الإسرائيلي حول 80% من مساحة الأغوار الشمالية إلى مناطق عسكرية مغلقة ومناطق لتدريب جيش الاحتلال الإسرائيلي ناهيك عن إغراق المنطقة بالمستوطنات الزراعية التي تبتلع الأرض وتصادر المياه علاوة على أنها تحظى بامتيازات كبيرة من قبل حكومات الاحتلال المتعاقبة سواء من ناحية الخدمات أو البنية التحتية.
وعلى الجهة المقابلة لتلك المستوطنات حيث التجمعات البدوية في الأغوار الفلسطينية والتي يحاول الاحتلال اقتلاع جذورها من المنطقة من خلال سرقة المراعي والأراضي وحرمانهم من مصادر المياه والانتهاء بتدمير خيامهم وبركساتهم ومصادرة ما بحوزتهم من عتاد وأغنام عدى عن تحويل التجمعات البدوية إلى مناطق رماية وتدريب لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
الانتهاك:
في الأمس القريب أقدم مستوطنو مستوطنة ‘بقعوت’ في منطقة الأغوار الشمالية على الاستيلاء على 50 دونماً في منطقة ‘ المدورة’ غربي مستوطنة ‘بقعوت’ في المنطقة الواقعة على امتداد سهل البقيعة الشرقي والذي يزيد مساحته عن 12 ألف دونم، حيث تعود ملكية الأراضي إلى عائلة آل بشارات من قرية عاطوف المجاورة، حيث بدأ المستوطنون بنصب سياج حول المنطقة تمهيداً لمصادرتها في إشارة منهم أن المنطقة أصبحت لهم وبالتالي يحق لهم التصرف بها كيفما يشاءوا حسب اعتقادهم، وذلك بالرغم أن الأرض هي ارض طابو مسجلة باسم أصحاب الأرض ويستخدمونها في زراعة الحبوب والمحاصيل الحقلية منذ أكثر من 20 عاماً وتعد مصدر دخل لأكثر من 23 عائلة من بلدة طمون وقرية عاطوف في محافظة طوباس.
من جهته عقب عارف دراغمة رئيس مجلس مشاريع واد المالح والمضارب البدوية لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ يحاول مستوطنو مستوطنة ‘بقعوت’ والمستوطنات المجاورة لها باستمرار السيطرة على أراض سهل البقيعة ومنطقة واد المالح بطرق الخداع والتحايل على المواطنين من خلال زراعة الأرض وفرض سياسة الأمر الواقع في المنطقة، علاوة على أنهم بين الفترة والأخرى يحاولون الاعتداء على المزارعين في التجمعات البدوية المجاورة بحجة أن تلك التجمعات تقع بالقرب من تلك المستوطنات غير الشرعية وأن سكان التجمعات يشكلون خطراً على أمن المستوطنين، لذلك يقوم جيش الاحتلال بمداهمة التجمعات البدوية باستمرار والتنكيل بأصحابها علاوة على مصادرة المواشي وتكبيد المزارعين مبالغ كبيرة في سبيل استرجاعها بحجة التعدي على أراضي مستوطنة ‘بقعوت الزراعية’.
و أضاف دراغمة: ‘ أن مستوطنة ‘بقعوت’ تعد مثالاً في سرقة الأرض في العديد من المناطق في غور الأردن فقبل نحو 3 شهور قام مستوطنو ‘روتم’ بالاستيلاء على 9 دونمات زراعية في خلة حمد تعود ملكيتها للمواطن سالم أبو محيسن من سكان عين البيضا حيث بدأ المستوطنون بحراثة الأرض وزراعتها، إلا أن المواطن المذكور توجه عبر اللجنة القانونية في محافظة طوباس إلى المحاكم الإسرائيلية علماً بأن الأرض مسجلة باسم المواطن المذكور ويمتلك وثائق طابو مسجلة باسمه وبالفعل تم استرجاع الأرض من المستوطنين، ورغم ذلك يواصل المستوطنون اعتداءاتهم في المنطقة وبرنامج سرقة الأراضي بالتنسيق مع جيش الاحتلال’.
يذكر أن مستوطنة ‘بقعوت’ تأسست عام 1981م على امتداد سهل عاطوف والتي تطل على الأردن ومنطقة الشريعة، حيث أنها كانت في السابق قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي والتي ما لبثت أن تحولت إلى مستوطنة زراعية على مسطح بناء يزيد عن 160 دونماً غالبيتها مزروعة بالبيوت البلاستيكية. يذكر انه بالرغم من قلة عدد المستوطنين في المستوطنة المذكورة، إلا أنهم يتمتعون بامتيازات عالية وخدمات تفوق تلك الخدمات المقدمة للمواطن الإسرائيلي داخل دولة الاحتلال، علاوة على أنهم يحصلون على امتيازات عالية من حيث الأراضي الزراعية والسكن وتسهيل في تسويق الإنتاج الزراعي. في حين يحرم المواطن الفلسطيني الذي يقطن في الأغوار الفلسطينية من أبسط حقوقه اهمها السكن في صورة تجسد حجم المأساة التي يمر بها سكان الأغوار الفلسطينية، هؤلاء السكان الذين هم عنوان الثبات والمحافظة على ما تبقى من أراض في منطقة الأغوار من مطامع الاحتلال الإسرائيلي.