الانتهاك: الاحتلال الإسرائيلي يجري تدريبات عسكرية واسعة النطاق في الأغوار الشمالية.
الموقع: خربة يرزا وخربة عين الحلوة وقرية العقبة في الأغوار الشمالية.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: العائـلات البدوية القاطنة في المنطقة.
تاريخ الانتهاك: الأول من شهر تموز 2012.
الانتهاك:
في بداية موسم الصيف من كل عام ينشط جيش الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ العديد من المناورات العسكرية في مناطق الأغوار الفلسطينية والتي من شأنها إلحاق خسائر فادحة في الأراضي الزراعية عدى عن تهديد حياة السكان العزل في الأغوار لخطر شديد. وعلى ارض الواقع والمتابع لأمور الأغوار، يدرك تماماً أن الاحتلال الإسرائيلي يتصيد الفرص المناسبة والكفيلة بضرب الوجود الفلسطيني في الأغوار، محاولةً منه لكسر عزيمته وإصراره على البقاء على ما تبقى من تراب الأغوار الفلسطينية.
فالاحتلال كعادته يسعى من خلال تنفيذ تلك المناورات العسكرية واسعة النطاق إلى تدمير قطاع الثروة الحيوانية، بالإضافة إلى ضرب المحاصيل الزراعية الصيفية، وذلك عبر جنازير الدبابات وأجيج الرصاص المنطلق من بنادق جنود الاحتلال، على أمل إلحاق اكبر خسائر مادية للفلسطينيين، عبر إتلاف المحاصيل التي انتظر الفلاح الفلسطيني في الأغوار نموها يوما بعد يوم وكرس أوقات طويلة في متابعتها والعناية بها، وكذلك تعمد قتل أغنامه التي تعتبر مصدر الدخل لديه وإلحاق الضرر بالمواليد الجديدة. ويعدّ العام الحالي، أسوأ من بقية الأعوام السابقة بالنسبة لأهالي الأغوار، حيث ومنذ بداية شهر تموز الحالي أعلن الاحتلال عن خربة يرزا (124 نسمة) وخربة عين حلوة (96 نسمة) وقرية العقبة (675 نسمة) في الأغوار الفلسطينية بأنها مغلقة عسكرياً، حيث اخطر الاحتلال السكان بالإخلاء الفوري خلال 24 ساعة من البيوت والخرب البدوية. فكانت منطقة المالح أشبه ما توصف بثكنة عسكرية إسرائيلية، تسهد استخدام مكثف للمجنزرات والدبابات الإسرائيلية بالإضافة إلى عمليات الإنزال الجوي وإطلاق النار.
أما الضحية فكانت مساحات واسعة من الأراضي الغورية المزروعة بالمحاصيل الصيفية، حيث جرى تدمير ما يقارب 400 دونم بالكامل عبر تسوية الأراضي المزروعة بجنازير الدبابات الإسرائيلية، علاوة على تحويل بعض التجمعات البدوية كخربة يرزا إلى مناطق إطلاق نار مما نتج عن ذلك هجرة السكان البدو هم وأغنامهم عن المنطقة لأيام عديدة، ما ألحق الضرر بالأغنام. من جهته أكد المزارع عارف ضراغمة رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية أن هناك جرائم يومية تتم في مناطق الأغوار، تبدأ من استهداف الطبيعة ومطاردة المزارعين الذين يقطنون المنطقة منذ عشرات السنين والذين يقيمون ضمن تجمعات بدوية لا يعترف بها الاحتلال، بل يسعى إلى تدميرها وتفكيكها لصالح النشاطات الاستيطانية في المنطقة، وفوق هذا كله يتعمد سرقة الموارد الطبيعية من مياه ونباتات، علاوة على استهداف المزارع في الأغوار عبر المناورات العسكرية في بداية موسم الصيف، عبر استخدام القنابل المضيئة ما يؤدي إلى حرق المحاصيل الصيفية الجافة، وفي الشتاء يتم إتباع سياسة هدم المنازل من اجل ترك المزارعين بالعراء تحت البرد القارص.
تبين المناورات العسكرية في الأغوار و توضح آثار المنجزرات في خربة عين حلوة
يشار إلى أن منطقة الأغوار الفلسطينية تحتل ثلث مساحة الضفة الغربية، وقد وصفت منذ القدم بسلة فلسطين الخضراء، واليوم وبعد 45 عاما على الاحتلال انقلبت بها الأحوال وتبدد الخير الذي كان يعم تلك المنطقة، فأصبحت منطقة الأغوار هدفاً للاستيطان والمستوطنين، حيث يوجد في الأغوار الفلسطينية 31 مستوطنة إسرائيلية تتوزع في أنحاء الأغوار يسكنها 7500 مستوطن على اقل تقدير، في حين يوجد 18 تجمعاً فلسطينياً يقطنه 56 ألف نسمة.
علاوة على هذا، يصر الاحتلال الإسرائيلي اعتبار منطقة الأغوار الفلسطينية حدود دولة الاحتلال الشرقية التي لا يمكن التفاوض عليها تحت أي سبب كان، فهي في نظر المحتل لا تقل أهمية عن منطقة القدس، ومن هنا يشرّع القوانين والأنظمة التي تضمن السيطرة التامة على تلك المنطقة