· الانتهاك: مستوطنو ‘شفوت راحيل’ يقتلعون 60 غرسة زيتون من أراضي قرية قريوت.
· الموقع: منطقة الصرارة غرب قرية قريوت.
· تاريخ الانتهاك: 7 شباط 2012.
· الجهة المتضررة: أهالي قرية قريوت.
تقديم:
تعد شجرة الزيتون رمزاً من رموز البقاء والثبات على الأرض بالنسبة للإنسان الفلسطيني المرابط على أرضه بوجه جميع مخططات الاحتلال الهادفة إلى ابتلاع الأرض وتشريد السكان العزل من أراضيهم التي ورثوها أباً عن جد. ومن هذا المنطلق يكرس المستوطنون كافة إمكانياتهم في تدمير شجرة الزيتون عبر إحراق ما يمكن إحراقه وتكسير ما يمكن تكسيره، وفي أحيان كثيرة يعمد المستوطنون إلى استخدام مواد كيميائية في رش الأشجار للقضاء على نمو تلك الأشجار التي تعد بمثابة الابن والأخ بالنسبة للمزارع الفلسطيني المنتمي إلى وطنه وأرضه.
ففي قرية قريوت شرق مدينة نابلس اختار السكان في القرية شجرة الزيتون رمزاً في مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى سرقة الأرض عبر إغلاق مدخل القرية الجنوبي والذي يربط القرية بالطريق الالتفافي رقم 60، بالإضافة إلى مخططات تحويل معظم أراضي قرية قريوت الجنوبية والغربية لصالح النشاطات الاستيطانية ممثلاً بمستوطنة ‘شفوت راحيل’ ومستوطنة ‘عيلي’ ومستوطنة ‘كيدا’.
ففي المنطقة المحاذية للمدخل الجنوبي المغلق والمعروفة باسم ‘الصرارة ‘ قام أهالي القرية قبل عدة أسابيع بغرس ما يقارب من 60 شجرة زيتون بعمر 3 سنوات هناك للدلالة على التمسك بالهوية والأرض ومواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى ضم الأرضي في تلك المنطقة ومواجهة مخطط تكريس إغلاق مدخل القرية الجنوبي المحاذي لتلك المنطقة، لذلك ينظم أهالي القرية في كل يوم جمعة مسيرة حاشدة للمطالبة بفتح الطريق المغلقة منذ عام 2000م والتي نتج عنها المزيد من المعاناة للسكان، حيث يجبرون على سلوك ما يزيد عن 22كم للوصول إلى نفس النقطة لو كانت الطريق مفتوحة دون أي عقبات بها من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
الانتهاك:
في ساعات المساء من يوم الثلاثاء السابع من شهر شباط 2012 أقدم المستوطنون على مداهمة منطقة ‘ الصرارة’ المحاذية للطريق الجنوبي المغلق في قرية قريوت، حيث أقدم المستوطنون على اقتلاع 60 غرسة زيتون في تلك المنطقة ومن ثم إتلافها بشكل كامل بصورة بشعة تنم عن عقلية التطرف التي ينتهجها هؤلاء المستوطنين تحت حماية وحراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي.
يشار إلى أن الأشجار تم زراعتها من قبل أهالي القرية والناشطون في مجال حقوق الإنسان كان الهدف منها تثبيت الأرض في وجه مطامع الاحتلال الإسرائيلي عبر قطعان المستوطنين الذين ينفذون أجندة الاحتلال على ارض الواقع ويعيثون في الأرض دماراً ويسعون إلى الاستيلاء على معظم أراض القرية التي باتت معظم أراضيها مهددة بالمصادرة لدرجة تحويل القرية إلى أشبه بمخيم معزول. يشار إلى أن هذا الاعتداء لا يعد الأول ولا الأخير بل يعد ضمن سلسلة متتالية هدفها النيل من إرادة المزارع الفلسطيني الأعزل.
صورة 2+3: أشجار زيتون اقتلعها مستعمرو شفوت راحيل الإسرائيلية
قرية قريوت :
تعد قرية قريوت التي تبعد 26 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة نابلس و28كم متراً عن مدينة رام الله من أكثر قرى المحافظة إحاطة بالمستوطنات فقد أقيمت ثلاث مستوطنات على أراضيها وأربع بؤر استيطانية تتوزع على محيط القرية. فإلى الجنوب من القرية، تتربع مستوطنة ‘شيلو’، حيث تأسست عام 1978م على أراضي خربة سيلون، إحدى الخرب الأثرية التي كانت تضم العديد من الآثار الرومانية والكنعانية والإسلامية، ومن بين هذه المعالم ‘المسجد العمري’ وهو أحد المساجد القديمة الذي يقال إنه بني في زمن الخليفة عمر بن الخطاب.
وتحاصر القرية من الجهة الغربية مستوطنة ‘عليه’ حيث تأسست عام 1984م والتي تمتد على سلسلة من الجبال والتلال المحيطة بالقرية والقرى المجاورة لها، حيث تصادر عشرات الدونمات في أحواض’ الرهوات’ و’ الكرم الغربي’ و’ الصنعاء’ لدرجة أنها باتت لا تبعد عن بيوت القرية سوى مسافة 150م. أما المستوطنة الثالثة ‘هيوفال راحيل’ حيث تأسست عام 1991م فهي تحاصر القرية من الجهة الجنوبية الشرقية، وتسيطر على المنطقة السهلية التابعة للقرية والتي كانت تشكل أحد أهم المناطق الزراعية لزراعة القمح والعدس والشعير والخضراوات.
وتبلغ المساحة الإجمالية لقرية قريوت نحو 20000 دونماً، منها 394 دونماً عبارة عن المسطح العام للبناء في القرية، حيث أن شبح الاستيطان سيطر على 68% من مساحة قريوت الإجمالية. تجدر الإشارة إلى أن تلك المستوطنات تساهم بشكل كبير في بث الدمار والخراب في المنطقة، ففي مواسم الزيتون خاصة يصعد المستوطنون من اعتداءاتهم بحق الأرض والإنسان الفلسطيني، حيث يعتبر موسم الزيتون من أكثر المواسم التي يشهد فيها نشاطاً وتدميراً في أراضي قريوت. علاوة على ما تقدم، تعتبر حمى مصادرة الأراضي من ابرز المعوقات والعقبات التي تشهدها قرية قريوت، فالاحتلال يستغل وجود المناطق المصنفة ‘ج’ حسب اتفاق أوسلو في سرقة الأرض وتهويدها خدمة للنشاطات الاستيطانية في المنطقة، فبالنسبة لقريوت تركزت المصادرات في الجهة الجنوبية والغربية للقرية.
اعداد:
مركز أبحاث الاراضي – القدس